محمد هاشم الآلوسي
تحت رعاية الدكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثقافة، وتخليداً لحياة الشاعر والناقد الراحل الدكتور إبراهيم الجرادي، وضمن التقليد الثقافي السنوي الذي تحرصه على تنفيذه واستمراريته، أقامت مديرية ثقافة الرقة، ملتقى الشعر العربي دورة الشاعر إبراهيم الجرادي، والذي جاء هذا العام تحت عنوان ” الوطن في وجدان الشعر ” وذلك بمشاركة نخبة من الشعراء والأدباء والنقاد.
بدأ الملتقى فعالياته بكلمة مدير ثقافة الرقة الأستاذ محمد الأحمد العبدون، رحب من خلالها بالحضور والمشاركين في الملتقى، ومتحدثاً عن الشاعر المكرًم الراحل إبراهيم الجرادي الذي ولد ثائراً مشاكساً وتبعثرت على ماء الفرات أجزاؤه، والذي يعد من أبرز شعراء السبيعينيات في سورية وأحد المؤسسين لحركة ثورة الحرف في الرقة.
محافظ الرقة السيد عبد الرزاق خليفة والحريص على دعم ومتابعة الفعاليات والنشاطات الثقافية في المحافظة، أكد في كلمته في افتتاح فعاليات الملتقى، بأنه جاء من وحي المناسبة التي تمر بها الأمة العربية، خاصة في هذه الأيام الصعبة جداً والتي يمتزج فيها الفخر والاعتزاز والعزة والكرامة، بعد كبوة طالتها ولا تزال أثارها واضحة من ذكرى حرب تشرين التحريرية التي كانت صفحة ناصعة كلما اشتد بنا الظمأ نلجأ إليها، هذه الصفحة التي ظلت تروي كل حركات المقاومة وما قامت به المقاومة الفلس.طينية مؤخراً هو امتداد لحرب تشرين التحريرية والذي أعاد للأمة ألقها، وكشفت العدو الصه.يوني الذي يمارس أبشع ألوان الإرهاب الذي بدأوه بسورية من حرب تكفيرية ظلامية ويستكملونه في غزة من مجازر وقتل للأطفال والنساء واستهداف المساجد وكل أشكال الحياة، وبأن الحدث يستحق أن نكتب من أجله وأن يحرك فينا فن الكتابة.
واعتبرت الشاعرة المهندسة غيثاء مازن نيوف، أن مشاركتها في ملتقى الشعر العربي دورة إبراهيم الجرادي إثراء على الصعيد الشخصي، خاصة في هذا الوقت الاستثنائي، حيث جاءت منبراً ليس فقط للحديث عن الراحل الشاعر إبراهيم الجرادي، إنما للوقوف مع أهلنا في غزة ولو بالكلمة، وأضافت لذا أنا ممتنة لمديرية ثقافة الرقة على هذه الدعوة الكريمة على أمل أن يكون القادم استمراراً للعمل الفكري الثقافي الجميل الذي تقوم به المديرية.
من جانبه الشاعر ليث الحجوان أكد على أن هذه الملتقيات الأدبية تهدف إلى إيقاظ الحس الأدبي والوطني تجاه القضايا التي تُعنى بالشباب، مما يؤدي لإيجاد عوامل الجذب أكثر للمحافظة على ثقافات مدنهم ووطنهم والمحافظة على تراثهم الأدبي من الاندثار وتجديد الخطاب الأدبي للشباب، كما تعد الثقافة داعماً لهم لصقل مواهبهم وإيصال أصواتهم إلى أقرانهم في العالم.
مدير ثقافة الرقة الأستاذ محمد الأحمد العبدون وحول سؤاله عن الملتقى هذا العام، ذكر بأنه تقليد سنوي يأتي ضمن باقة من الأنشطة الثقافية التي تعمل مديرية ثقافة الرقة على تنفيذها بشكل مستمر وتقديمها للمتلقي الذي يبحث عن المادة الثقافية الممتعة والغنية، وقد جاء الملتقى هذا العام ضمن أحداث جسام تمر بالأمة العربية، وخاصة في فلسطين المحتلة التي طالما كتب عنها الشاعر الراحل إبراهيم الجرادي وحملها مع مجموعة من الهموم الوطنية التي أثقلت كاهل المواطن العربي.
يذكر بأن فعاليات الملتقى قد تضمنت ندوة ثقافية بعنوان ( الغربة والوطن في شعر إبراهيم الجرادي ) شارك فيها كل من الأدباء والنقاد د. أنس بديوي والأستاذ إبراهيم الزيدي والأستاذ سامي طه، وأدار الحوار فيها الأستاذ عبد الحميد الخلف.
فيما ألقى الشعراء المشاركون قصائدهم التي تنوعت بمدلولاتها الإنسانية والوطنية والعاطفية.
وقد حضر الملتقى الذي انتهى بتكريم الأدباء والنقاد المشاركين أعضاء فرع الحزب بالرقة محمد الخضر ومحمد الجويد وأحمد الشين ورئيس مجلس المحافظة محمد الزعيتر ونائب رئيس المكتب التنفيذي صالح بحيري وأمين شعبة التربية أحمد الحسن و مدير العلاقات العامة بالمحافظة أحمد خليف، وجمهور من المهتمين والمثقفين.