غيب الموت الخميس 23 نوفمبر – تشرين الثاني 2023 عن عمر يناهز 92 عاماً، رائد أدب الأطفال الأديب المصري يعقوب الشاروني بعد رحلة طويلة من الإبداع.
ونعت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني، الأديب الراحل قائلة، «فقد أدب الطفل في الوطن العربي أحد أبرز رواده، كاتبًا مبدعًا أثرى المكتبة العربية بالمئات من الأعمال الأدبية الخاصة بالطفل، ليرحل تاركًا أثرًا سيبقى حاضرًا في وجدان كل مصري وعربي من خلال كتاباته الفريدة».
عاش الشاروني 92 عاماً، فمنحه عمره المديد فرصة التواصل، عبر إبداعه، مع أجيال متلاحقة ليس من القراء فقط، بل من مبدعي أدب الطفل أيضاً.
ولد يعقوب الشاروني في 10 فبراير عام 1931 بالقاهرة، ودرس القانون، وحصل على ليسانس الحقوق في مايو 1952، ثم حصل عام 1955 على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي ثم دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد التطبيقي عام 1958، من كلية الحقوق بجامعة القاهرة وفي عام 1954 عمل محامياً بهيئة قضايا الدولة، حتى وصل عام 1959 إلى منصب نائب هيئة قضايا الدولة.
رشح الأديب توفيق الحكيم يعقوب الشاروني عام 1963 ليحصل على منحة التفرغ للكتابة الأدبية وقال في خطاب دعمه للشاروني: «أزكي هذا الطلب بكل قوة لما أعرفه عن يعقوب الشاروني من موهبة )
عبر مسيرته الطويلة، أصبح الشاروني أبرز رواد أدب الأطفال في مصر والعالم العربي.
في عام 1967 تم انتدابه بناء على طلبه مديرًا عامًا للهيئة العامة لقصور الثقافة ومُشرفـًا على مديرية الثقافة وقصر الثقافة بمحافظة بنى سويف بصعيد مصر. ثم تم نقله بناء على طلبه عام 1968 من وظيفته القضائية بوزارة العدل ليعمل مديرًا عامًا للهيئة العامة لقصور الثقافة.
وفي فبراير 1969 سافر إلى فرنسا لمدة عشرة أشهر في منحة من الحكومة الفرنسية لدراسة العمل الثقافي بين الجماهير خاصة في مجال ثقافة الطفل.
تم اختياره رئيسًا ومديرًا عامًا للشؤون القانونية لوزارة الثقافة، بالإضافة إلى عمله مستشارًا لوزير الثقافة لشؤون ثقافة الطفل عام 1980.
وما بين عام 1981 إلى عام 2008 اختارته صحيفة الأهرام مشرفـًا على صفحة الأطفال، وذلك إلى جوار عمله بوزارة الثقافة. وكتب فيها تحت عنوان «ألف حكاية وحكاية» منذ عام 1981. وفى عام 1998 صدر له عشرة مجلدات منها .
كما تم اختياره ما بين عام 1984 إلى 1991 رئيسًا للمركز القومى لثقافة الطفل بوزارة الثقافة المصرية بدرجة وكيل وزارة.
أحيل إلى المعاش عام 1991، لكنه ظل متعاقدًا مع وزارة الثقافة كمستشار لشئون ثقافة الطفل. وما بين عام 1982 إلى 2008 عمل كأستاذ زائر لأدب وقصص ومسرح الأطفال بكليات التربية بجامعات حلوان والإسكندرية وجنوب الوادي وطنطا وكفر الشيخ في مصر.
وفي عام 1984، قام بإصدار سلسلة «مجلدات بحوث ودراسات ثقافات الطفل»، كما أنشأ أيضًا في العام نفسه «المسابقة القومية للطفل الموهوب».
وفي عام 1985 أنشأ الندوة الدائمة لأدب وثقافة الطفل، بهدف خلق حركة نقدية حول أدب الأطفال.
كما أنه في العام نفسه أصدر العدد التجريبي من أول مجلة للثقافة العلمية للأطفال باسم «النحلة».
والمتعارف عليه عالميًا أن كل جائزة يحصل عليها المبدع تكون خطوة في طريقه للحصول على الجوائز الأكبر، فعندما حصل كتاب «أجمل الحكايات الشعبية» عام 2001 على جائزة «المجلس المصري لكتب الأطفال» كانت هذه خطوة للحصول عام 2002 على جائزة «الآفاق الجديدة» لأفضل كتاب أطفال على مستوى العالم من معرض بولونيا الدولى لكتب الأطفال بإيطاليا، وهو أهم معرض عالمي لكتب الأطفال.
في عام 2003: اختارته قناة ART الفضائية للأطفال مستشارًا لتقييم برامج الأطفال التي تذاع على تلك القناة. وما بين 2005 و2008 عمل مستشار لنشر كُتب الأطفال بدار المعارف للنشر. وما بين 2006 و2007 عمل مستشار لتحرير كُتب الأطفال الصادرة عن وزارة البيئة المصرية.وفي عام 2007: مستشار كُتب الأطفال الصادرة عن الشركة المصرية العالمية للنشر – لونجمان بمصر.
شارك في الأعوام ما بين 1970 – 2008 في مُناقشة عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه حول أدب الأطفال وكُتبهم كما شارك في الإشراف على إعداد عدد كبير من هذه الرسائل. ويمثيل مصر في عدد كبير من الحلقات الدراسية والندوات والمعارض الدولية والعربية. بالأضافة إلى أنه قام بتنظيم ورش العمل حول فن الكتابة للأطفال وقص القصة.
قام في عام 1979 إلى 2002 بكتابة برامج تليفزيونية أسبوعيًّا للأطفال، من أهمها برنامج «مجلة الجيل الجديد» الأسبوعى الذي استمر من عام 1979 حتى عام 1995. أما في الأعوام ما بين 1981 و1986 عمل مستشارًا لشئون مكتبات الأطفال لجمعية الرعاية المتكاملة التي ترأسها سوزان مبارك. ومن عام 1996 إلى 2008 وهو يشرف على إصدار مجلة «القلم السحرى»، الصادرة عن مكتبات جمعية الرعاية المتكاملة. ومن عام 2001 إلى 2008 أشرف على الندوة الشهرية الدائمة لأدب وثقافة الأطفال، بمكتبة سوزان مبارك، وإدارة الورشة الشهرية لأدب الأطفال لشباب المبدعين في هذا المجال.
الجوائز الذي حصل عليها :
حصل عام 1960 على الجائزة الأولى لتأليف الرواية المسرحية من المجلس الأعلى للفنون والآداب – وزارة الثقافة – مصر، عن مسرحية «أبطال بلدنا». وفي عام 1962 حصل على الجائزة الأولى للتأليف المسرحى من الهيئة العامة لفنون المسرح والموسيقى، وزارة الثقافة – مصر، عن مسرحية «جنينة المحطة». وحصل عام 1981 على جائزة أحسن كاتب أطفال، من الجمعية المصرية لنشر الثقافة العالمية عن روايته «سر الاختفاء العجيب». وفي عام 1998 حصل على جائزة أفضل كاتب أطفال«عن مجموعة مؤلفاته للأطفال»، من المجلس الأعلى للثقافة، وزارة الثقافة – مصر. كما حصل في نفس العام على جائزة الشئون المعنوية للقوات المسلحة في مسابقة الإبداع الأدبى للأطفال، عن كتابه «أبطال أرض الفيروز»، الذي كتبت مقدمته رئيس المجلس المصري لكتب الأطفال السيدة سوزان مبارك. كما حصل أيضًا في العام نفسه على جائزة «السندباد»، من مهرجان القاهرة الدولي لسينما الطفل، تقديرًا لدوره الرائد في ثقافة الأطفال.
في عام 2002 حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل مؤلف، في مسابقة سوزان مبارك لأدب الأطفال عن كتابه «أجمل الحكايات الشعبية». كما حصل في نفس العام على جائزة «الآفاق الجديدة» من معرض بولونيا الدولي بإيطاليا لكتب الأطفال لكتابه «أجمل الحكايات الشعبية»، وهي جائزة تمنح لكتاب واحد كل عام. في عام 2005 حصل على جائزة التميز في مسابقة سوزان مبارك لأدب الأطفال – مصر، عن رواياته الثلاث: حكاية رادوبيس – أحلام حسن – الفرس المسحور. وفي عام 2007 حصل جائزة أفضل مؤلف في مسابقة سوزان مبارك لأدب الأطفال – مصر، عن روايته «سر ملكة الملوك»، التي تستمد موضوعها من حياة الملكة حتشبسوت.
ما بين 1996 – 2007: عدد كبير من الميداليات وشهادات التقدير من مختلف الجمعيات والهيئات من مصر والبلاد العربية، تقديرًا لإبداعه في مجال أدب الأطفال.
حصول رواية «ليلة النار» عام 2014 على جائزة الشرف بين أفضل روايات اليافعين على مستوى العالم العربي من جائزة اتصالات.
جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
أهم رواياته وأعماله الأدبية :
بلغ عدد الكُتب التي كتبها للأطفال وتم نشرها أكثر من 400 كتابًا، من أهم مؤلفاته:
( سر الاختفاء العجيب (1981).مُفاجأة الحفل الأخير (1983).مُغامرة البطل منصور (1984).الرحلة العجيبة لعروس النيل (1994)صدرت الطبعة الخامسة 2004.مُغامرة زهرة مع الشجرة (1997).عفاريت نصف الليل (1998)صدر منها 5 طبعات آخرها 2005.شجرة تنمو في قارب (2002).صندوق نعمة ربنا (2002).حكاية طارق وعلاء (2002).أحسن شيء أنى حرة (2002).الجائزة وأنياب النمر (2003).حكاية رادوبيس (2004) ترجمت إلى الفرنسية والإنجليزية والمجرية.الفرس المسحورة (2004) وترجمت إلى الفرنسية والإنجليزية.معروف في بلاد الفلوس (2004).حسناء والثعبان الملكى (2004)وصدر منها طبعتان آخرهما 2005.أحلام حسن (2004) والتي ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية.البداية مع قطعة شيكولاتة (2004).رجل السيرك (2004).تائه في القناة (2005) وصدرت طبعتها الثالثة 2006.منيرة وقطتها شمسة (2005).مرمر وبابا البجعة (2005).صراع في بيت الطالبات.سلطان ليوم واحد (2005) وصدر منها طبعتان آخرهما سنة 2007.الأعمى وكنز الصحراء.سر ملكة الملوك (2006) (عن الملكة حتشبسوت).ثروة تحت الأرض (2006).طيور الأحلام (2006).الصياد ودينار السلطان (2006).أبناء لهم أجنحة (2006).روائع المتحف الإسلامي (2006).أبناء في العاصفة (2007). الكسلان وتاج السلطان (2007).)
أهم دراساته في كُتب :
( تنمية عادة القراءة عند الأطفال. (صدرت طبعته الرابعة 2005). القيم التربوية في قصص الأطفال. كيف نقرأ لأطفالنا.كيف نحكى قصة.تنمية عقل وذكاء الطفل.ثقافة طفل القرية وثقافة الطفل العامل. كيف نلعب مع أطفالنا. )
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )