في الليل، وفي لحظات يخيم السكون. وأتساءل ما الذي يحدث معي؟ ما الذي أريده؟ هل ما أعرفه صحيح، وهل أنا هذا الضعيف المسجون في جسد، أما أنه حلم، تجلي، تجربة أردتها. هل هو وهم؟ في لحظة تتسارع الكلمات .لا أعرف، وأشعر بالعجز مرة أخرى. أتوقف للحظة، لكن الأسئلة لا تتوقف. من أين أتى الوعي، الرؤى، الأنا؟
من يتكلم بالصور البدائية يتكلم بألف صوت. صوت يفتن ويقهر.. إنه يحول مصيرنا الشخصي إلى مصير البشرية، ويستحضر فينا كل تلك القوى الخيرة التي مكنت الإنسانية دائمًا من العثور على ملجأ من كل خطر والعيش أطول ليلة.
الآن أشعر كما لو أنني يجب أن أقول لك شيئا عن هذه الأوهام. . . تبدو الأوهام الآن ضعيفة إلى حد ما ومليئة بالتكرار لنفس الدوافع. ليس هناك ما يكفي من النار والحرارة فيها. وينبغي أن تكون أكثر حرقا. . . يجب أن تكون فيها أكثر، أي يجب أن تكون نفسك الناقدة الواعية فيها – تفرض أحكامك وانتقاداتك. . . أستطيع أن أشرح ما أعنيه بإخبارك بتجربتي الخاصة. كنت أكتب في كتابي ورأيت فجأة رجلاً يقف يراقب كتفي. طارت إحدى النقاط الذهبية من كتابي وأصابته في عينه.
سألني إذا كنت سأخرجها. قلت لا، إلا إذا أخبرني من هو. قال أنه لن يفعل ذلك. ترى أنني عرفت ذلك. لو كنت قد فعلت ما طلبه لكان قد غرق في اللاوعي ولفقدت المغزى منه، أي: لماذا ظهر من الأساس. أخيرًا أخبرني أنه سيخبرني بمعنى بعض الحروف الهيروغليفية التي كانت لدي قبل بضعة أيام. ففعل هذا وأخرجت الشيء من عينه فاختفى.
يجب أن أنصحك بتدوين كل ذلك بشكل جميل قدر الإمكان، في كتاب جميل المجلد. سيبدو الأمر كما لو كنت تجعل الرؤى تافهة – ولكن بعد ذلك عليك أن تفعل ذلك – ثم تتحرر من قوة هذه الرؤى. إذا فعلت ذلك بهذه العيون على سبيل المثال، فسوف تتوقف عن جذبك. يجب ألا تحاول أبدًا جعل الرؤى تأتي مرة أخرى. فكر في الأمر في مخيلتك وحاول رسمه. ثم عندما تكون هذه الأشياء في كتاب ثمين، يمكنك الذهاب إلى الكتاب وأن تقلب الصفحات، وستكون – مسجدك – الأماكن الصامتة لروحك حيث ستجد التجديد. إذا أخبرك أحد أنه مروِّع أو قَلَقٌ عُصابِيّ واستمعت إليه، فسوف تفقد روحك، لأن في هذا الكتاب روحك.- الكتاب الأحمر في الحكمة المخفية. يصدر قريبا ً