الآن فقط تستطيع أن تسير ومعك أفكارك وأحلامك بعد أن تخلصت من قيود كانت تحاصر حركة أفكارك … خطواتك … لشدة إنسانيتك كنت أسيرها دون رغبة منك … هي تعرت من كل شيئ أمامك … كانت تبحث عن ماء طهور تتخلص فيه من أدران حياتها أفكارها .. ماضيها … مستقبلها ( هكذا اعتقدت)
في كل مرة كانت معك اعتادت أن ترمي الكثير من عوالق عمرها في شارع عريض وترقب مرور العجلات تحولها إلى ذرات ( أيضا هكذا كانت تتخيل وتتمنى ) .
تستلقي تتجول .. تتحدث .. تغني … تلهو ..و بريق مختلف كان يلفها ويغلف الكون من حولها بغشاوة ,هي لا تدرك أنه السراب .
رسمت لوحتها قبل أن تكتشف بأنها أيضا غبية جدا في الرسم
أنا تماما فاشلة قالت لنفسها : لا تعرفين رسم أحمر الشفاه ولا تصفيف شعرك فكيف سترسمين الأحلام وتصففين أيامك القادمات ؟؟
مع ذلك عرضت لوحتها وانتظرت … انتظرت أن يأتيهاتعليق يصوب لها ما أخطات في رسمه أن يمسك بيدها لترسم وتنهي باتقان لوحتها …
ما وصلها فقط رسائل بعضها مشفر وبعضها أرادت ألا تفهم .أظهرت غباء في قراءة الرسائل بل هي حقيقتها التي تجذر فيها الغباء بدرجة امتياز .
بكت كثيرا في داخلها .. رشقت نفسها بكل الكلمات ال ….
حاولت الابتعاد عن ماؤى البشر لتصرخ وتركل نفسها وتبصق بوه أفكارها وافعالها بصوت عال , لكنها فشلت مع ذلك استطاعت أن تقول وتفعل ذلك بداخلها مع ضرب مع سياط قطعت روحها وقالب أحلامها .
ووقفت بانتظار قطار يعبر فوقها يفتت بذرة أحلام قد تفكر في النمو داخلها .
وتابعت لتختم رسالتها له
آمنت بك كما يؤمن نبي بربه
وحملت رسالتك
لم أكن أدري إن مديتك التي قدمتها لي وأنت سعيدكانت لمزيد من جروح الروحلم أعد احتمل مزيدا منها فكلي جروح
أرجوك كما ساعدتني للاقتراب منك والانغماس فيك
ساعدني كي لا تراني أو تسمعني بعد اليوم
لا عليك لمزيد من احتراق يروي ظمأ الكثيرين المحتاجين لرائحة شواء
لا محل لي في اعرابك ,قد تسمع عن كتلة رماد ما زالت تجوب الأماكن توزع رمادهاعلى رأس نرجيلة في سهراتهم وهم يتفاخرون برائحة الفحم الفريدةوالكل يلهث ليحصل عليه ,لا عليك سأمضي بقية رحلتي بقلب بلا نبض
بجسد ملعون يحمل قمامته حتى نهاية طريق لا أظن نهايته بعيدة
كن بألف خير دوما
منيرة أحمد \ نفحات القلم
الدكتور برهان خدابخش من اليمن يقول تعليقا على القصة
يمتاز هذا النص بما يحمله من جمال في طوايا غموضه، الذي يتكشف شيئا فشيئا مع كل قراءة متجددة لينبعث مع توالي قراءته إبداع فني.
و نص الأديبة منيرة احمد هو في حقيقة الأمر صورة كبرى معطاءة تفيض بصور جزئية، و كل صورة بمثابة عضو حي في بنية تلك الصورة الكبرى ، و هذا الفيض من الصور الجزئية أجاز للكاتبة الانتقال من فكرة إلى أخرى على اساس الاحساس و الشعور النفسي :
الآن فقط تستطيع أن تسير
و معك افكارك و أحلامك
بعد أن تخلصت من قيود كانت تحاصر حركة افكارك…
……………………….
و لأن لا قيدا يكبل الافكار و حركتها، و لا رقابة تمارس على العقل، يتحول السرد الى هذيان ( فني ) متحديا مرجعية اللغة و نظام التفكير المنطقي:
هي تعرت من كل شيء أمامك.
كانت تبحث عن ماء طهور
تتخلص فيه من أردان حياتها..أفكارها..ماضيها .. مستقبلها( هكذا اعتقدت)
…………………….
إن حضور الآخر بصيغ مختلفة:
( معك ، أفكارك ، أحلامك، خطواتك، أمامك…..)
إضافة إلى استدعاء الأحداث الماضية :
( كنت اسيرها، تعرت ،كانت تبحث، رسمت ، قالت ، عرضت …..)
ساعد في الكشف عن صورة ( الأنا) بابعادها:
في كل مرة كانت معك
اعتادت أن ترمي الكثير
من عوالق عمرها في شارع عريض، و ترقب مرور العجلات تحولها ذرات……
………………….
كذلك، ساعدت مواجهة الأنا لذاتها في كشف المواقف الفكرية و النفسية للأنا، و نبش مناطق العتمة في قرار باطن وعيها:
رسمت لوحتها قبل أن
تكتشف بأنها أيضا غبية جدا في الرسم
أنا تماما فاشلة، قالت نفسها:
لا تعرفين رسم أحمر الشفاة
و لا تصفيف شعرك
فكيف سترسمين الأحلام
و تصففين أيامك القادمات….
…………………….
و لأن ( الأنا ) في لحظة مكاشفة و مواجهة مع ذاتها و نبش لقاع باطنها ، تبدأ اللغة بالتحرر من نظامها المألوف و تستعين اسلوب الإيحاء بالرمز كي تخلق لغة وجدانية تعبر عما يستعصى التعبير عنه، و هذا المنهج في التعبير ( التصوير ) يكاد يقترب من اسلوب الشعر الصوفي، حيث نرى في طوايا الحواس شعورا حيا و وجدانا تعود اليه ماديات الواقع المحسوس:
_ و وقفت بانتظار قطار يعبر
فوقها يفتت بذرة أحلام قد
تفكر في النمو داخلها…
……….
_ لا عليك لمزيد من احتراق
يروي ظمأ الكثيرين
المحتاجين لرائحة شواء
لا محل لي في اعرابك
قد تسمع عن كتلة رماد ما
مازالت تجوب الأماكن توزع رمادها…….
…………………
و لا مكان للريب في ان الأديبة منيرة احمد استطاعت باقتدار خيالها واتساق صوره و تآلفها، إضافة الى تنوع أساليب تعبيرها ان تبعث في نصها قوة و روحا .
الاعلامي والناقد سعد الله بركات
الزميلة الإعلامية الشاعرة منيرة احمد المحترمة ..تحية طيبة وبعد من يقرأ نصك ،، لوحة فاشلة ،، يجده ايقونة من روائعك ، فكرة واسلوبا ،بل قصة هادفة تحمل في طياتها عبرا ، أما رمزيتها الشفيفة فأعطتها ابعادا دلالية ، وأبعدتها عن الضبابية والغموض ، كما أبعدت القارئ عن التعسّف في التفسير ، أو النأي عن المقصد ، هي قصة مشغولة بمهارة حائكة ،لاتجيد رصف الحروف.. ولا القياس بمسطرة هندسية ،، بل تجيد هندسة الافكار و البوح ، محمولة على لغة سلسة تنساب برفق لتجذب القارئ فتثريه ، واحسب انه كنص من أديبة بقامتك متمكنة فكرا ولغة ، ينحاز موضوعيا ومنطقيا إلى جانب المرأة ليحفّزها ان تكون حكيمة وذات شخصية واثقة .،..ولعلي لامست بعض ألق هذ النص الشاعري والشعوري بامتياز ……أما قراءة د. برهان فجاءت – من فضاء عدن – غوصا في عمق النص وبنيته ، وقد طاف مع رؤاه وفضاءاته بمواكبة ليس لي ان اعلق أو أضيف على مسك ختامه :((و لا مكان للريب في ان الأديبة منيرة احمد استطاعت باقتدار خيالها واتساق صوره و تآلفها، إضافة الى تنوع أساليب تعبيرها ان تبعث في نصها قوة و روحا .)). وبالتوفيق ودوام العطاء والتألق ..،سعدالله
الشاعرة مفيدة صالح
..كل الروعة …حروف وارفة عذبة الصور .عميقة البوح ..رهيفة في رسم اااحساس الشفاف ..دمت رائعة في كل شئ الغالية المنيرة …منيرة
الشاعرة نعمى سليمان :
نص متميز بالافكار المتنوعة فيه
دمت بألق.
د. آسيا يوسف
ما بين سرد و مناجاة عبرتِ شاطئ اللغة بمشاعرَ متسامية الأثر
ما لا يكسر يزدنا صلابة
قصة عميقة الدلالة و الإحساس
دمت مبدعة أستاذة منيرتتا
الشاعر رئيف حمود
أن اكون كما اتمنى فهذا بعيد المنال لان امنياتنا اكبر من طاقتنا على إنجازها فنحس بالفراغ المليء بالحسرة ولا نرضى المرواحة في المكان او التسليم بما هو كائن فتزداد معاناة الإنسان الطموح لفعل ما يعيد بهاءه ولكن هيهات والافضل ملء الفراغ بشيء اجد فيه راحتي غير مصادرة
لك التحية
.
جاسم عبد علي
جميل جدا ان نقرأ او نسمع كلمات مفعمه بالامل والحب والاحاسيس المرهفه حقا
الشاعرة ندى يوسف
كرائحة الشمس حين تفتح حضنها للصبح..رائحة حروفك المطرية المعاطف
محبتي استاذتنا الرائعة
الشاعرة بشرى عيد
حرف عبرت به أرواحنا و تلعثمت كل اللغات في ردٍ مكنون.. المنيرة الغالية محبتي
الشاعر علي سويدان
تودع النفس أسرارها تجاويف حرف سما, سموّ شمس أضاءت علياءها ..
وارفة الحرف والحضور لا خبت دواتك
الشاعرة ناديا حماد
أبرز المساهمين
قصة رائعة مكتملة الأركان…
بورك النبض صديقتي الأغلى