صرت مثل كافا على الشاطئ
قادته الظروف إليه
وقادتني خيباتي إلى الشاطئ ليغرس أشواك موجه في قلبي
وتلسع روحي أناته
كافا هرب من أبيه
وهرعت أجوب المدن وأطراف القرى
ومفارق الآهات ومستنقعات الاغتراب
هربا من حظ عاثر
وكأن كل ثانية شوك صبار ينغرس في جسد أيامي
يدمي بقايا أمل كنت أقتات عليها
حين يسقط المطر يتملكني شعور لا يوصف لأبكي
يتملكني شعور بأن الدنيا صغيرة محاصرة توشك أن تنتهي
وحباة المطر أقدام تركض نحو ذاكرتي تقطع حبل وصالها
مع حاضر اختلسته من خيوط فجر ربيعي .
ومستقبل تحمله ريح صرصر كذرات طحين
أمام جائع يبحث عن كسرة أمل .. حبة حلم تعينه
ليكمل ما اعتاد أن يمني نفسه به
*( كافكا على الشاطئ للروائي هاروكي مواكامي )
منيرة أحمد \ سورية
نفحات القلم
تعليق مبدئي للناقد والإلاعمي سعد الله بركات على النص
الأديبة والشاعرة الزميلة الراقية منيرة الأحمد ….. نصك ،،صرت مثل كافا،، أدهشني وأخذني بمعانيه وتراكيبه إلى عالم من فضاء ممتع.. كيف لا والصور تتراكض فيه ، أو تتكامل على وقع جرس خفيف شفيف ..،كيف لا وهو يحمل من تعاطف ومشاعر انسانية ويصرّ على فتح بوابة الأمل .. هل ثمة اروع من هذه الصورة ((وحبّات المطر ..أقدام تركض نحو ذاكرتي ، تقطع حبل وصالها ..،مع حاضر اختلسته من خيوط فجر ربيعي ، وما (( تحمله ريح صرصر كذرات طحين ،أمام جائع يبحث عن كسرة أمل .. حبّة حلم …)) أما أن يغرس الشاطئ أشواك موجه ..
وتلسع … أناته.. فذلك لعمري منتهى التماهي معاناة الانسان
من،، الآهات ومستنقعات الاغتراب ،، و مع الاحساس ب،، شوك صبار ..يدمي بقايا أمل ،، تاراك تؤكدين أننا محكومون به……. سلامة روحك وقلبك، وإلى مزيد من إبداعك المعطاء …سعدالله