عَبَروا مِنْ هُنا
كأنََّ الكون
انحَنَى لَهُم
وقدَّم تحيّةَ السّلام
لِمِنْ عَبَروا
عَبَروا مِنْ هنا
كأنََّ الدّهر
أُظلم نهاره
واغتربت ضحكاته
و جوريُّ المحبّةِ
يسألُ
عن الذين عَبَرُوا
هكذا بلا موعدٍ
حَمَلنا نُعوشَهُمْ
أو بالأحرى
حَمَلنا قلوبَنا
إلى حيث عَبَرُوا
حَمَلنا بضعة كلماتنا
بضعة أرْواحنا
بضعة أوقِاتنا
وجُل أقلامِنْا
تكتُبُ
كيف لنا
أن نعيشَ الحياة
مِنْ دونِ نبضاتِ قلوبنا
مِنْ دونِ
الذين عَبَروا
عَبَروا مِنْ هُنا
كأنّ الزمَنْ
قُتلَ أبناءَهُ
كأنُّ السماءَ
بكت دماً
على مَنْ عَبَروا
بكت قيحاً
على مَنْ تلاشى
وقتهمْ
في تباريح الشروقِ والغروب
عَبَروا
بلا سين الاستقبال
التي تقرَّب كلَّ بعيد
عَبَروا
متناسينَ
نُقصانَ فرحة كلّ عيدٍ
سنعيشُهُ مِنْ بَعْدِهِمْ
عَبَروا
كأنهّم الوقت
كأنهّم النّور
والبخور
كأنّهُمُ السّلام
كأنّهُمُ
الكلمات التي تسألُ
هل بالفعلِ عَبَروا ؟!
منال محمد يوسف