بقلم / بسام ابو شريف
المواقف المتضاربة بين بايدن ونتنياهو كما تسرب او كما يراد لها ان تفهم تثير تساؤلات كثيرة …
هل هذه التضاربات ناتجة عن خلافات حقيقية في الموا قف ام هي سيناريوهات متفق عليها لتمرير المؤامرات الامريكية التي لم يعهد الشرق الاوسط وجماهيره التواقة للحرية والاستقلال لم يعهد من الولايات المتحدة سوى الكذب والرياء والخديعة والتآمر والغزو والنهب
تأتينا في ما سرب من اخبار ان عددا كبيرا من المقربين من بايدن من الكنغرس والمستشارين ينصحونه ويضغطون عليه من اجل الادلاء بتصريحات نقدية حادة لنتنياهو الذي يرفض النصائح الامريكية او بكلام آخر الذي يرفض الطاعة لاوامر واشنطن التي تموله وتسلحه وتعطيه الذخيرة والدعم المعنوي والمادي والسياسي على الصعيد الاقليمي والدولي
رغم ذلك طلب بايدن من مجموعة من المقربين منه في البيت الابيض بان يسربوا كلاما وكأنه قيل على لسانه وكأنه اراد منه ان يفهم نتنياهو انه غاضب عليه وانه غير مسرور ابدا من المواقف التي يتخذها تجاه نصائح بايدن ونصائح الادارة الامريكية فيما يتعلق بالصراع والقتال في غزة ابتداء من الدخول البري للقطاع انتهاء بالكارثة المقبلة حول ما اصر عليه نتنياهو من هجوم على مصر وسيادة مصر في رفح المصرية والتي يطلق عليها اسم فيلادلفيا …
اصر نتنياهو على شن الهجوم على هذه المنطقة وهو يعلم تماما كما يعلم بايدن وكما يعلم الرئيس المصري وكما يعلم كل فلسطيني وكل عربي ان هنالك مليون وستمئة الف فلسطيني دفعوا دفعا قسريا للتوجه لهذه المنطقة رفح الفلسطينية والحدود المصرية الفلسطينية …
وهذا يعني ان نتنياهو يهدد وينذر العالم اجمع بارتكاب مجزرة لم يرتكب مثلها في التاريخ ان يحشد مليون وستمئة الف طفل وامرأة وشيخ من الفلسطينيين في قطاع غزة وان يدفع بهم دفعا يالقصف بالصواريخ والمدفعية نحو جنوب واقصى جنوب القطاع من اجل ان يشن هجوما على هذا التجمع البشري الذي سيكون حتما ودون اي شك اكبر كارثة ضد الانسانية والبشرية ته ارتكابه على مدى حروب التاريخ
من ناحية اخرى لم يبدر من الادارة الامريكية اي اشارة تدل على انها تقف موقفا جادا ضد دخول اسرائيل وشن هجوم اسرائيلي على فيلادلفيا …
فقد ارعد البيت الابيض وازبد …
وارسل وزير الخارجية ومعه 36 من مسئولي الخارجية باتجاهات مختلفة في الشرق الاوسط في جولة سريعة تشبه جولات المنقبين عن الامور الواضحة ويدعون انهم لا يرونها زار كل الدول المعنية بالصراع وبدأ باكبر دولة معنية بالصراع واكثر دولة معني بايدن بها اي تتعامل مع اقتراحاته بايجابية ليصب ذلك ايجابا في الانتخابات الامريكية لصالحه لعودته للبيت الابيض ثم تجول مسئولون امريكيون كبار واهم واحد منهو هو رئيس السي آي ايه الذي قضى معظم وقته في اجتماعات وحوارات ونقاشات حول مستقبل غزة والمستقبل السياسي للمنطقة مع مسئول المخابرات الاسرائيلية ومسئول المخابرات المصرية وبطبيعة الحال حضر من حضر دون ان يسمى ممن ارادتهم الولايات المتحدة ليكونوا هنالك ومنهم واهمهم من السعودية مسئولون ورئيس وزراء قطر الذي هو في الوقت نفسه مسئول للمخابرات القطرية بحثوا كلهم كل المواضيع ابتداء من كلمة الدولة الفلسطينية وانتهاء بالحرب الذي يريد نتنياهو شنها على فيلادلفيا …
مما رشح ووصل الينا كما وصل للآخرين ان الكل لم يقل من حجم الخسائر التي سوف تسقط نتيجة الهجوم الاسرائيلي على منطقة حشد فيها بالقوة واعتقل فيها بالقوة مليون وستمئة الف مدني من الاطفال والنساء والشيوخ دفعوا من كل مناطق غزة ومحافظاتها نحو هذه النقطة من اجل ان تنصب عيهم نيران الولايات المتحدة التي سلمت لاسرائيل وهي محرمة دوليا بمعظم الحالات واجمع الجميع ان هنالك خطورة كبيرة في ان تستفز مصر التي تعلم هي وتعلم اسرائيل وكل الدول ان ما ينوي عليه نتنياهو هو ضرب للسيادة المصرية وخرق لاتفاق السلام الذي عقد بين الدولتين ولذلك كان الجواب المصري واضحا بانه اذا شن نتنياهوا هجوما على تلك الجهة فان مصر سوف تجمد اتفاق السلام بين البلدين وهذا يعني تجميد وقف حالة الحرب والقتال ببن الدولتين ..
ماذا يعني ذلك يعتمد كثيرا الجواب على ما درسه السيسي مع قادته العسكريين وما طلب منه بايدن على ان يلتزم به وما ضغط عليه بايدن بان لا يتخطاه بمعنى ان كل الاتصالات الامريكية مع السيسي كانت باتجاه عدم مواجهة اسرائيل اما ماذا ستفعل اسرائيل فكان الجواب واضحا من وزير الخارجية الاميركي الذي ابلغ المصريين وابلغ من رآهم في المنطقة بانهم ضغطوا على اسرائيل من اجل أللا يطفح الكيل في استخدام القوة وأللا يكون هنالك استخدام للقوة غير مقبول من قبل المجتمع الدولي ..
ماذا يعني هذا هذا يعني ان الولايات المتحدة وافقت ان يشن نتنياهو الحملة العسكرية على رفح وفيلادلفيا يقتل من يقتل ويذبح من يذبح وان يدمر ما يدمر لكن بلطف ولقد شهدنا معاني كلمة بلطف التي يستخدمها الامريكيون في كل محافظات غزة التي دمرت عن بكرة ابيها ولم يبقى فيها منزل واحد قائم على قدميه …
مما تقدم نقول ان الولايات المتحدة تلعب سيناريوهات وذلك استنادا للتحليل الذي يقول ان كل من يترشح للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة عليه ان يحسب حسابا كبيرا في بداية كل جولة للاصوات اليهودية التي لا تعني اصواتا بعدد الاصوات بل تعني اصواتا لكمية المال الذي يصرف على الانتخابات الرئاسية والانتخابات للكنغرس والانتخابات النصية للكنغرس وبذلك يكون المال اليهودي قد اشترى الوظيفة الاولى في البيت الابيض واشترى الكنغرس بنصفيه وباحزابه بالمال اليهودي وهنا تكمن قوة نتنياهو في الولايات المتحدة وهنا تكمن قوة الضغط على المرشحين سواء كان بايدن او غيره وبايدن يعرف انه مقبل على انتخابات صعبة ولذلك سارع بالقفز الى اسرائيل ليعانق نتنياهو ويعطيه من الطائرات والذخيرة المحرمة وان يدعمه ماليا وان يدعمه سياسيا من اجل ارتكاب كل المجازر المؤلمة الآثمة ضد اطفال فلسطين حتى يكسب اصواتا تماما كما صوت وضغط رئيس الولايات المتحدة عام 47 لاتفاقية التقسيم كون ولاية من الولايات حذرته من عدم التصويت له في حال عدم الرمي بثقل الولايات المتحدة لصالح مشروع التقسيم فصوت وضغط وصوت في الامم المتحدة لصالح مشروع التقسيم مقابل اصوات معدودة …
اما هذه المرة سيصوت مقابل المال المال الذي تحتاجه الولايات المتحدة والتي تحتاجه جدا اسرائيل بسبب الديون المتراكمة وبسبب اهتزاز وضعها المالي الذي سيجبرها على بيع كمية كبيرة من السندات ولن تجد اسرائيل من يدعمها ماليا سوى يهود امريكا المثقلين بالذهب والذين يشنون الحروب بين الشعوب من اجل كسب المال من وراء الصناعات العسكرية
هذا الامر واضح الولايات المتحدة تلعب سيناريوهات خادعة كاذبة وثعلبية من هنا علينا الانتقال كما قلنا في المقال السابق ونقوله الآن وسنقوله غدا ان على الامة العربية ان تهيء نفسها لحرب حقيقية تتحول فيها حرب رفح الى الهزيمة الاسرائيلية الكبرى انها الهزيمة الكبرى التي تحدثنا عنها هي الفرصة امام الفلسطينيين وامام محور المقاومة الاقليمي وامام شعوب الارض للتخلص من الصهيونية وكيانها ان هذا هو المطلب الحقيقي والاساسي الذي جاء من اجله وزير خارجية ايران ودعم من اجله فصائل المقاومة وفصائل المقاومة تعلم انها ستكون جاهزة هي والجماهير التي حشدت بسبب المجازر التي ارتكبتها اسرائيل مستعدة لخوض المعارك نحن نقول هنا هذا الكلام ونقصده حرفا حرفا ونبدأ بهذا الشعب العظيم في اليمن هذا الشعب العربي الذي كرس كل جهوده لدعم قضية فلسطين قضية العرب الاولى لدعم قضية الاقصى قضية المسلمين الاولى وكذلك شعب العراق العظيم الذي قرر شن حرب على القواعد الامريكية دون توقف وكذلك سوريا مما اضطر الولايات المتحدة الغاء بعض قواعدها في سوريا وستجبر على الغاء قواعد اخرى تدريجيا وسيعرف بايدن قبل الانتخابات ان المراهنة على اسرائيل ونتنياهو هي مراهنة على فشله ايضا في الانتخابات الانتصار العربي في رفح فيلادلفيا هو هزيمة اسرائيل الكبرى وهزيمة نتنياهو الكبرى وانظروا وانتظروا معي لنرى تلك الهزيمة التي بدأت الليله بذلك الصراخ والمعترك الذي خاضه بن غفير مع رئيس الاركان في اجتماع الحكومة الاسرائيلية والذي كاد يصل الى التشابك بالايدي المعركة القادمة هي معركة هزيمة اسرائيل وهزيمة نتنياهو وهذا يعني هزيمة الولايات المتحدة هزيمة بايدن وهذا يعني ان وراء الباب امريكا سيسقط الباب على رأسها وان امريكا وراء الباب هي الكتآمر الاكبر والذي يدفع بالصراعات الدموية للتصعيد من اجل ان يتحول الضحايا الى اموال تنهبها الولايات المتحدة من شعوب منطقة الشرق الاوسط التي لا تضم سوى شعوبنا العربية والاسلامية وستطرد تلك القاعددة الصهيونية بهزيمة نتنياهو .
على العدو ان يعلم انه رغم اطلاقه على هذه الهجمات المجنونة التي سيشنها على مليون وستمئة الف مدني محشورين بالقوة والعدوانية الاسرائيلية في مساحة قصيرة عليه ان يعلم ان الضربات سوف تتوالى عليه في اماكن اخرى غير فيلادلفيا .
انها الحرب الفاصلة .