كتب المحامي محمد محسن يقول :
(النتن ياهو) في مأزقين، إن أوقـــــــف الحرب سيبدو خاســـــــــــــراً ويعاقب، وإن استـــمر سيتحمل الخسارة وسيعاقب.
صمود غزة الأسطوري، وتحديات اليمن، وبطـــــــــولات حز*ب الله، والمقاومة العراقية، ستعطي أمريكا والك*يان دروساً.
أمريكا ستعيد النظر في قواعدها، وعلاقتها بالك*يان بعد اهتزازه، ولكن الأهم انعكاسات ذلك على الممالك العربية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بات (النتن ياهو) ممسوكاً من (خانقيه) على الحالين: إن أوقف الحرب ستحمله القوى الصهيون*ية، كامل المسؤولية على ما جرى وستحاسبه، على جرائمه السابقة، واللاحقة، وعلى ما تكبده الجيش، وإن لم يوقف الحرب، ستحمله مستوطنات غلاف غزة ما وقع بها من قتلى وجرحى، والذين يعدون بالآلاف، ومئات الرهائن، إذن هو خاسرٌ خاسرْ.
لن يكون (النتن ياهو)، الخاسر الوحيد، ولن تبقى في حيزه فقط، بل ستشكل إرباكاً كبيراً لجميع المؤسسات السياسية، حتى والعسكرية، التي تعاونت معه عبر الحبقة الطويلة من حكمه، لأن مسألة إعادة التوازن للواقعين السياسي والعسكري، ليس بالأمر السهل، فالخضات النوعية، التي أصابت الكي*ان بكل مفاصله، ستهز توازنه، وتفقده القدرة على إعادة الحال إلى ما كانت عليه، قبل / 7 / تشرين أول، إلا بمرور مرحلة زمنية طويلة، وقد لا يتمكن.
هذا الدرس القاسي الذي تلقاه جيش العدو، من صمود غزة الأسطوري، إذا ما أضفنا له الإصابات المباشرة التي تلقاها جيش العدو، من القصف المتواصل من حز*ب الله لجميع القواعد العسكرية وصولاً إلى حيفا.
وكذلك ما أقدم عليه الجيش اليمني البطل، الذي سيسجله التاريخ بأنه أول صدام مباشر، وتحدٍ بين البوارج الأمريكية المدججة بالسلاح. وبين جيش منهك، لكنه مؤمن بقضية.
ثم يأت دور المقاومة العراقية البطلة، التي قصفت جميع القواعد الأمريكية في المنطقة بما يزيد عن 200 مرة وأصابت الكثير منها إصابات مباشرة.
كل هذه البطولات النوعية، التي لم يواجه العدو مثلها، بطرفيه الأمريكي والإسرا*ئيلي، منذ نشوء الكيان وحتى تاريخه.
ستعتبر فتحاً تاريخياً على كل الصعد، فالك*يان لن يعود إلى الحال الذي كان عليه قبل / 7 / تشرين أول، فلقد خسر الك*يان الكثير من سمعته أمام شعوب العالم، وسيكون مضطراً لإعادة النظر بكل سياساته، حتى وبمستقبله في المنطقة، ولكن هذا لن يتم بالسرعة الكلية، لأن ذلك سيترافق وسرعة التحولات في المنطقة.
أما أمريكا فستبدأ بالتفكير جدياً، بإعادة النظر في سياساتها في المنطقة، وفي مصير قواعدها لسببين:
لأن قواعدها باتت عبئاً عسكرياً ومالياً عليها، في زمن الصواريخ والمسيرات الرخيصة.
وفي الزمن الذي أظهر فيه الك*يان هشاشته، وضعف أدائه، هذا الواقع الجديد سيقلل الثقة الأمريكية شعباً وحكومات بالك*يان، وستسبقها الشعوب الأوروبية إلى ذلك، وبدلاً من أن يكون أداة بيد أمريكا، لحماية مصالحها، بات عالة عليها، وبحاجة إلى حمايتها.
ولكن تبقى انعكاسات هذا الواقع بكل تحولاته، على علاقات الممالك والأنظمة العربية الأخرى بأمريكا، وبالكي*ان، هو ما نترقبه، والذي سيبنى عليه مستقبل المنطقة.