بقلم/حميد الطاهري
استخدمت الادارة الأمريكية يوم امس الاول حق” الفيتو” مرة أخرى ضد مشروع قرار جزائري في مجلس الأمن الدولي الفاشل في اتخاذ قرار صارم ضد اسرائيل عدوة الامة العربية والإسلامية، مما عرقل المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة الصمود،وذلك لأسباب إنسانية في غزة، وحظي القرار بتأييد 13 دولة عضوا في المجلس مع امتناع بريطانيا عن التصويت.
الأغرب ان الفيتو الامريكي، الذي استخدمته امريكا للمرة الثالثة لمنع اي محاولة لوقف الابادة الجماعية في غزة، هو السبب الذي يقف وراءه، حيث بررت المندوبة الأمريكي في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، الفيتو بالقول:”إن طرح هذا القرار في هذا الوقت ليس مناسبا لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار. نعمل على اتفاق لإطلاق سراح الرهائن”.
حيث كان والوضح من تبرير الادارة الامريكية للفيتو الاخير، انها ترفض المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، لانها وضعت اهدافا لحملة الابادة التي تشنها الى جانب “اسرائيل” ضد ابناء غزة، ومن بينها القضاء على حركة حماس وتهجير الفلسطينيين من غزة، وهو ما لم يتضمنه القرار الجزائري، الذي رفض التهجير القسري للفلسطينيين وطالب بوضع حد لهذا الانتهاك للقانون الدولي، وإطلاق سراح جميع الأسرى، كما يطالب بالتنفيذ الكامل لقرارين اعتمدا في مجلس الأمن مسبقا وينصان على وجوب حماية الأطفال والشيوخ والنساء في النزاعات المسلحة وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
حديث الادارة الامريكية عن ان “القرار الجزائري سيفشل المفاوضات الجارية”، لم يكن مقنعا حتى لحلفاء امريكا مثل فرنسا وغيرها، فالجميع يعلم ان الادارة الامريكية تعمل على منح العمليات العسكرية لقوات الاحتلال المزيد من الوقت، وحماية زعماء الكيان الصهيوني من المحاسبة، ففي حال تمت محاسبة زعماء الكيان الصهيوني، فهذه المحاسبة ستشمل اعضاء الادارة الامريكية، لدورها المخزي في التعامل مع المجازر الوحشية التي يشهدها قطاع غزة وهي مجازر تجاوزت كل المجازر التي ارتكبت بعد الحرب العالمية الثانية، فهذه الادارة وقفت ضد الارادة الدولية، وحولت مجلس الامن والمنظمة الدولية الى” إلعُوبة”، بعد ان استخدمت حق” الفيتو “للمرة الثالثة منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في ال7من أكتوبر عام2023م ومنعت في ديسمبر الماضي مشروع قرار إماراتي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لاسباب انسانية كما انها منعت في اكتوبر الماضي مشروع قرار برازيلي يدعو الاحتلال الإسرائيلي إلى سحب الأمر الصادر لسكان غزة بالانتقال إلى جنوب القطاع.
ان الادارة الامريكية، ومن خلال دعمها المباشر، على الصعيدين العسكري والسياسي، للمحتل الاسرائيلي، وضعت نفسها امام الراي العام العالمي، كقوة غاشمة لا تعير اهمية لا للمنظمات الدولية ولا القانون الدولي ولا الراي العام العالمي ولا للقيم الانسانية والاخلاقية، وكشفت الوجه القبيح والحقيقي لامريكا، التي تدعي انها زعيمة “العالم الحر” و انها “المسؤولة عن نشر الديمقراطية في العالم” وحماية حقوق الانسان ولكنها ، هي “الراعية والداعمة للانسان وحقوقه”،وهي مزاعم من اجلها احتلت وغزت دولا وقتلت الملاييين من البشر.
وعندما يصل الوضع الانساني في غزة حدا،كبير ابكت لها من السماوات السبع واهل الارض، يدفع المندوب الفرنسي لدى الامم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير، للاعراب عن أسفه لاستخدام امريكا” الفيتو” لوقف “الكارثة في غزة”، والقول أن “الخسائر البشرية والوضع الإنساني في غزة لا يطاق ويجب أن تنتهي العمليات الإسرائيلية”،
فاعلم ان امريكا هي التي تدير حملة الابادة في غزة، وان نتنياهو وعصابته ليسوا سوى ادوات بيد امريكا، وان قرار اليمن والمقاومة في لبنان والعراق،واليمن في ضرب القواعد الامريكية، والاساطيل الامريكية في المنطقة، كان قرارا صائبا، لانها تعلم انها تضرب راس الافعى، وليس ذنبها المتمثل بـ”اسرائيل”.
وان الله وحده الناصر الواحد لابطال المقاومة الفلسطينية على اليهود وحلفائهم وكل من تحالف معهم كونه على كل شيء قدير،