حجم العلاقات بينها وبين كل من الطرفين، يرجــــح كفة العلاقة مع أمريكا ـــ إسرا*ئيل.
جمع قطر لهذه المتضادات على سطح واحد، يعزز الشك ببيع قطر لحماس، للطرف الأقوى.
المحامي محمد محسن
بكل صدق وبكثير من الموضوعية، أرجح الموقف الثالث، لأن علاقة قطر بحماس، ليس إيماناً بالحزب الذي تنتمي إليه، أو بغرامها بخالد مشعل، بل بسبب أدوارها الرئيسية، والفعالة، التي نهضت بها في تدمير سورية في (حرب الربيع العربي الأسود)، بإيعاز من أمريكا وقطر، والتي قامت قطر تنفيذاً لذلك الأمر، بالدور الرئيس في إسنادها المالي، والعسكري، والإعلامي، إلى جانب شقيقاتها الممالك الأخرى وعلى رأسها السعودية.
من هنا تعززت علاقة قطر مع حماس، لقيامها بتلك الأدوار التدميرية، والأدوار المحتملة التي سترشحها للقيام بها في المستقبل، مما دفعها لاحتضان قادة حماس وعلى رأسهم (خالد مشعل) الذي تنكر لفضل سورية عليه شخصياً، وعلى حركته، والذي قاد تلك المهمات، مع (عزمي بشارة العميل)، و (فيصل القاسم العميل بدون حياء).
ومن يريد قراءة مواقف قطر، ومواقعها من هذه الأحداث المحورية، فليتابع ما تقوله (محطة الجزيرة)، الممثل الإعلامي لقطر في جميع القضايا، والتي كانت المحطة الإعلامية الرئيسية التي تقوم بدور المحرك، والنصير للإرهاب المتوحش، في تلفيقاتها، وفبركاتها، والتي كان همها إسناد حماس، وداعش، والقاعدة، وغيرها من الحركات الإرهابية، في حربها ضد سورية، والعراق، واليمن.
هذه (المحطة القاتلة)، هي الآن تقف مع حماس موقف الناصر، والمعبر عن مصالح حماس، وتظهير دورها المقاوم، في الوقت الذي تسمي فيه حركات المقاومة العراقية بالمليشيات، وتستخدم تعبير (الحوثيين) بدلاً من اليمن.
ولقد اعتبر أحد المذيعين المعروفين في المحطة، قتلى الجيش الأمريكي في شمال الأردن بالشهداء، بينما سمى شهداء المقاومات العربية الأخرى بالقتلى.
كما تُضخم المحطة حجم الأضرار والإصابات التي يحققها القصف الإسرا*ئيلي في جنوب لبنان، في نفس الوقت الذي تقلل فيه حجم الإصابات في الجانب الإسرا*ئيلي، على لسان محللها العسكري العميل (الدويري)، الذي يقول لقد سقطت صواريخ حزب الله في مناطق غير مأهولة، ولم تلحق أية أضرر بالجانب الإسرائيلي.
هذه المواقف المتناقضة، والمتعارضة، والملتبسة، تجعل الباحث يستغرب كيف تمكنت قطر، من جمعها لكل هذه المواقف المتناقضة على بساط واحد:
عمالة لأمريكا لا تجادل فيها، ولا تخفيها، بل تعتبر قطر كلها قاعدة عسكرية أمريكية.
وعلاقات قديمة اقتصادية وسياسية وعسكرية، مع إسرا*ئيل، ودليلنا على ذلك قبول إسرا*ئيل، بأن تكون قطر وسيطاً بين الطرفين، وهذا القبول من إسرا*ئيل، له دلالة واحدة (الثقة المتبادلة).
ودفاعاً يبدو صادقاً عن حماس من خلال (بوقها الجزيرة)؟؟
بذلك تكون قطر قد جمعت بين القاتل، والمقتول، على سطح واحد، وهذا يبرر شكنا، في (بيع قطر للمقاومة) في آخر المطاف؟؟