جليل البيضاني
فهناك سنبلةٌ نبتت على دمع المآق
وظلالُ رمحٍ قائمٍ بين الحِداق
وجدائلٌ شابت…ونوحُ حمائمٍ…وصدى فِراق
وهناك عهرٌ في نفوس القادمين من السرابْ
يغفو على جرح الثكالى مااستفاق
مري على وجه العراق
لادكّةً للعشقِ خلّفها النياق
لاكرمة عرشت…
وهناك أضرحةٌ…توابيتٌ..زرافاتٌ على جسدِ البراق
مري على رئة العراق
فهناك انفاسٌ يساق شهيقها نحو النفاق
مري على شفة العراق
تجدينها يبساً وبورا
ورضابها سبخاً مريرا
سرق الطغاةُ رحيقها…لبست عمائم من شقاق
وهناك في كل الدروب مآتمٌ تترى على قدمٍ وساق
حتى نساء الحي غادرن الانوثة فالسواد هو الوثاق
وهناك مقصلةٌ..وظرفُ رصاصةٍ..وسكينٌ..ومشنقةٌ
على طرفِ الزقاق
وهناك آلافٌ وآلافٌ
وقطعانٌ من الحمقى لمحرقةٍ تساق
وهناك أرصفةٌ لبست ثياب العهرِ ليلاً
وفي النهارِ دمُ الصغارِ على المآذنِ إذ يراق
مري
فلن تجدي اللقاء ولا العناق
ولا المحاق ولا المذاق ولا خلاق
ها نحن أشرعةٌ ممزقةٌ وندخلُ في السباق
مري على وطني العراق
الآن
ليس هو العراق
…………………………….
من مجموعتي الشعرية ( أوان قطاف الدمع )