****
مثلما عاد الصقيع الى اخبارنا المهمشة
عاد صوتي إلى حيرته و خبا
كما نام الأربعون صباحاً
في كهوف أيامنا
نام الحلم عند باب النجاة
لربما تغيّرت كلمة السر
فنحن في عصر السقوط الحر
الممسوس بذيول الخذلان
أو ان ذاكرتنا المكانية تقلّصت قبل الآوان
أبكي و أبكي صمتاً
لتعرفني حمامات شرفتنا
المسافرة إلى سموات حرقتنا قبل الغمام
أسير كجلجامش بحثاً عن عشبة للرجاء
و قد خذلنا أنكيدو العصر
و خذلتنا العنقاء والزرقاء
و أقفلت بوجهنا محطات الرجولة والانوثة
في وَضح النهار
تعلّمنا نشيد الرجوع عن الخطأ
و نسينا مفتاح السؤال المستثنى بإلا
عند أزقة النسيان
لربما ابتلعته بنات آوى
فاستبد بنا عالي المقام
ايها الوقت المنتهي قبل البدء
دعني امشي بين القصيدة والظل
حتى لايتمزق بوح الياسمين خجلاً
لست أدري ياصديقي
لماذا كل شيء بات ممسوخاً
كرغيف خبز اضناه السقام
هل هذا ما أردناه ؟!
لماذا نواصل لبس الضحكات والغمزات
بوجوه فاترة
و نبتهل للزكام الموصول بأنف الماضي
المبتور الوصال !!!
هل اخبرتكَ قبرات قصيدتي
عدت بالأمس إلى نفسي
وقد أضناني ارقي و السهاد
أخاف ان يسمعني جدار غربتنا
خبئني في عينيكَ
سوسنة و طيفاً لاينام
اوقد شموعي القادمة من براري الأيام
و معي وجهك الواقف على الأطلال
دليلاً على دفء الأيام
مثل آهات على صدر وطن
محاولاً اللحاق به دون جدوى
أمد يدي إليكَ للمرة الألف
احاول قطفكَ عن غصن المجاز
أراك شراعاً رمادياً
تنتظر ميناء سلام
و قد اطلقت قلبي
للصدى
للمدى
للفضاء الرنان