ليس أمام السعودية، إلا التوجه شرقاً، ولعبِ دور مركزي، في حلحلة العلاقات بين الدول العربية.
كل من يشكك بهذا الرأي، يملك الكثير من المبررات منها: تبعيتها التاريخية، وموقفها من حرب الإبادة في غزة.
ولكن سأحاول الحوار بين الرأيين، وصولاً إلى حالة، نتمكن فيها، من ترجيح رأي على الرأي الآخر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يمكن أن ننسى بعد، عندما قصف اليمن (المتعب)، شركة أرامكو، وحرق خزاناتها، وكانت بطاريات البتريوت، تربض على أراضي المملكة، حماية لهذه الشركة الأهم، ومع ذلك خاب فأل الأمير وعسكره من البتريوت، ومن جدوى الحماية الأمريكية.
وعندما هاجم الك*يان مئات الصواريخ والمسيرات الإيرانية، ومع ذلك ورغماً عن البتريوت الأمريكي، والقبة الحديدية فخر الصناعات الإسرا*ئيلية، ومعهما المضادات الجوية البريطانية، والأردنية، ومع ذلك تمكن عدد من الصواريخ، والمسيرات الإيرانية، الوصول لأهدافها.
ولا يزال اليمن (المتعب) بأسلحته شبه البدائية البحرية والجوية، يقف في (حلق) البوارج الأمريكية والبريطانية، والسفن الإسرا*ئيلية، ويصيبها، ويحول دونها والبحرين العربي والأحمر، ويرغمها على سلوك طريق رأس الرجاء الصالح، وهذا مكلف مالاً، وزمناً، ولقد أكد الاستراتيجيون الأمريكيون، أن ما تعرضت لها بوارجهم وحاملات طائراتهم، من هجمات يمنية، كانت غير مسبوقة، منذ الحرب العالمية الثانية.
هل يعقل برأيكم، أن يمر ما أكد اليمن قدراته على فعله عملياً، في مواجهة أقوى قوتين في العالم، أمريكا وبريطانيا، ومعهما الكيان، في البحرين العربي والأحمر، بدون أن (توقظ تخوف الأمير)، وتقول له اتعظ؟
ثم تدفعه للقول: هذا اليمن الجار، بات لا يهدد شركة التابلاين، بل بات يهدد سفننا التي تنقل نفطنا، من المرور في البحر الأحمر، وهذا لا يلحق الأذى الاقتصادي بالمملكة فقط، بل يظهر عجزها هي وحماتها، وينال من سمعتها، وقد ينال من وحدتها.
ومجنون من يعتقد أن الك*يان، وحده من يقاتل في غزة، وفي لبنان، واليمن والعراق، بل الذي يقاتل ظهيراً للكيان أمريكا، وإلى جانبها جميع الدول الأوروبية، دعماً بالسلاح، والمال، والمرتزقة، ومع ذلك بقيت المقاومة صامدة في جميع ميادينها، ولم يتمكن العدو من استرداد رهائنه، رغم مرور ما يزيد على عشرة أشهر.
من هنا نصل إلى استنتاج أن هذه الحرب هي حرب ضد قطب بكامل أعضائه، عدونا التاريخي، ولكنه خاب، وانكشفت، صورته البشعة أمام شعوب العالم، من خلال مساهماته عملياً في حرب الإبادة الجماعية.
بهذه الخيبات التي مني بها القطب الغربي، أعزز رأيي ان الأمير، مرغم على إعادة النظر بمواقفه، وإلا سيكون غبياً.