
وطال الأمر محلات الكباب الشعبية فى جميع أنحاء العاصمة الهندية، فقد بدأت فى تقليص حصة البصل والذى أصبح متاحا فقط عند الطلب بعد أن كان يقدم بسخاء مع طلبات الزبائن، وأثار تصاعد أسعار البصل فى الماضى احتجاجات بل وأسقط حكومات على مستوى الولايات.
ومع اقتراب موعد العديد من انتخابات الولايات فى الأشهر القليلة المقبلة، وأخرى عامة بحلول شهر مايو، يمكن أن يؤثر التضخم الحالى فى أسعار الغذاء على حظوظ "التحالف التقدمى المتحد" الحاكم فى البلاد.
واتخذت الحكومة تدابير لزيادة المعروض من البصل وخفض الأسعار، فقد حظرت تصدير البصل الهندى لمدة أسبوعين فى شهر أغسطس، ورفعت قيمة الدعم الذى تدفعه للمزارعين، كما تم استيراد البصل من مصر وباكستان على مدى الأسبوعين الماضيين.
وقال وزير الغذاء الاتحادى كيه فى توماس قبل أيام إن سعر البصل فى سوق الجملة يجب أن ينخفض خلال فترة تتراوح من 15 إلى 20 يوما مع زيادة الكميات المعروضة، وألقى توماس بالمسؤولية جزئيا على الهدر والتخزين فى ارتفاع الأسعار.
وتشير تقديرات إلى أن نسبة الفقراء فى الهند تزيد عن 70 فى الامئة من إجمالى عدد السكان. ويرى اقتصاديون إن التضخم فى أسعار الغذاء فى كثير من الأحيان يشبه فرض ضريبة على الفقراء. ويعتقد جاسوانت سينج، زعيم حزب "بهاراتيا جاناتا" المعارض ووزير المالية الأسبق أن "هذا أسوأ شكل من أشكال الضرائب".
وتابع "إنه يهاجم الفقراء وربات البيوت على السواء دون علمهم حتى بأن ضرائب تفرض عليهم".
وتنتج الهند، ثانى أكبر بلد فى زراعة البصل فى العالم، 15 مليون طن فى المتوسط سنويا، أى ما يعادل تقريبا استهلاكها، وفقا لاتحاد الزراعة الهندى.
وانخفض مخزون البصل بسبب الرياح الموسمية والجفاف فى عام 2012 علاوة على الأمطار المفاجئة فى وقت سابق من هذا العام مما تسبب فى تلف المحصول، فى ولاياتى ماهاراشترا وكارناتاكا بوسط البلاد، حيث يزرع مابين 65 و70 فى المائة من المحصول. ومن المتوقع أن تبدأ أسعار البصل فى الانخفاض اعتبارا من تشرين أول أكتوبر المقبل بعد موسم الحصاد الذى يجرى فى الفترة من سبتمبر إلى تشرين نوفمبر.
ويعد الارتفاع الكبير فى أسعار البصل أحدث أزمة تواجهها حكومة التحالف التقدمى المتحد، التى تواجه تباطؤ الاقتصاد وتضخم أسعار المواد الغذائية بنسبة وصلت إلى 8ر18 فى المائة فى شهر أغسطس على أساس سنوى، وهو أعلى مستوى للتضخم فى ثلاث سنوات.
وتهاجم المعارضة الحكومة باستمرار لسوء الإدارة وفشلها فى السيطرة على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهو موضوع قريب من قلوب معظم الناخبين.
فايزة وفى عام 1998، خسر حزب "بهاراتيا جاناتا" الانتخابات بأغلبية كبيرة أمام حزب المؤتمر الوطنى الهندى الذى يقود الحكومة الاتحادية وحكومة ولاية دلهى حاليا فى انتخابات مجلس دلهى التشريعى. ووصل سعر الكيلوجرام الواحد من البصل فى ذلك العام إلى 60 روبية وهو ما اعتبره الكثيرون سببا رئيسيا وراء هزيمة حزب "بهاراتيا جاناتا" فى الانتخابات.
وفى دلهى، حيث من المتوقع أن تجرى انتخابات الولاية بحلول نهاية العام الجارى، يعتزم المرشحون المحتملون عن حزب "بهاراتيا جاناتا" وعن بعض الأحزاب الأخرى فتح منافذ لبيع البصل بأسعار رخيصة.
ويقول إس كيه شارما، زعيم حزب "بهاراتيا جاناتا" فى دلهى :"نقوم بتوزيع البصل بأسعار تتراوح بين 40 و50 روبية للكيلوجرام فى مكاتب حزب "بهاراتيا جاناتا" المحلية بعد شرائه من أسواق الجملة".
وأضاف "كل ذلك بسبب التخزين، الحكومة تخشى أن تتخذ إجراءات صارمة ضد من يقومون بالتخزين. " وفتحت حكومة دلهى أيضا منافذ لبيع البصل بأسعار مدعومة. وقالت ربة منزل يبدو عليها الضيق فى نيودلهى لقناة تلفزيونية محلية "يجب عليهم جميعا البدء فى عمل زيارات حتى أبواب المنازل ومعهم أكياس من البصل من أجل أن يحصلوا على أصواتنا" مضيفة أنها قطعت مسافة طويلة لتصل إلى سوق الجملة لتحصل على البصل بسعر 50 روبية للكيلوجرام الواحد.