.jpg)
قال مدير المركز الاستراتيجي للسياسات الفلسطينية اللواء الدكتور كامل أبو عيسى ان الصراع الدولي المحتدم في الشرق الأوسط وعلى الشرق الأوسط عبر البوابة السورية وبين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية بالذات شهد وما زال يشهد اختلالا في موازين القوى على الصعيد الاستراتيجي بين العملاقين لصالح روسيا الاتحادية وان الأمر برمته لا ينحصر فقط في ذكاء وقوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغباء وضعف الرئيس الأمريكي باراك حسين اوباما وإنما في تنامي قوة روسية واعدة وصاعدة وانحدار وأفول نجم إمبراطورية القطب الواحد والمتفرد الأمريكية على الصعيدين الدولي والإقليمي البائدة وان قوة أمريكا وبقاءها في الميدان الدولي وعلى الصعيد الإقليمي أصبح محكوما بإرادة ومصالح الأقطاب الدولية الأخرى ومصالح روسيا الاتحادية أولا وبالدرجة الأولى وكما يبدو فان هذه الأقطاب مجتمعة تتفق على حماية الانهيار الأمريكي من خطر الانزلاق وحتى لا يتسبب في مرحلة احتضاره بالمزيد من الكوارث الإقليمية والدولية لشعوب المنطقة والعالم بأسره ، وعليه فان الانحلال والتراجع المتواصل والبطيء سيكون السمة الرئيسية في سلوك العملاق الأمريكي المترنح تحت ضغط الأزمات الاقتصادية والمالية وعلى سبيل المثال فان الصين تكاد تحكم قبضتها المالية الناعمة على موازنات واحتياطيات الخزينة الأمريكية فهي الممول والداعم على صعيد سد العجز في الموازنات الأمريكية وباعتبار أنها تمتلك اكبر احتياطي دولي من الدولارات الأمريكية ، في حين أصبح الاتحاد الأوروبي يعتمد وبشكل واسع على منتجات الطاقة الروسية من نفط وغاز وهو اعتماد مصيري يصعب الفكاك منه ، وبحسب المؤشرات الدولية الاقتصادية الراهنة فان ترتيب الدول الخمس الأولى اقتصاديا وماليا على الصعيد العالمي أصبح على النحو التالي أمريكا والصين وروسيا واليابان والهند وان تراجع مكانة ألمانيا على سبيل المثال لم يكن بسبب ضعفها صناعيا وإنما لأسباب تتعلق بتمويلها الاضطراري والإجباري للموازنات الأوروبية المنهارة تحت وقع الأزمات الاقتصادية .
ولهذا ولذلك لم يعد أمام أمريكا أي مخرج مناسب غير التراجع عن ارتكاب حماقتها بضرب سوريا لان الضربة كان يمكن أن تؤدي لانهيارات اقتصادية كبيرة على الصعيدين الأمريكي والأوروبي في حال اشتعال الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط ، وعلى قاعدة هذه الاعتبارات والبيانات أصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المخلص والمنقذ بنظر ساسة أوروبا والعالم وقد رفع سلم الكيماوي السوري عاليا لإنزال الرئيس الأمريكي وإدارته عن شجرة الجنون والتطرف والحماقة . وللأهمية فان الروسي فلاديمير بوتين والذي فاز بالجائزة الكبرى في هذه المعركة قام بتوزيع كعكة النصر الروسي على الجميع وفي مقابل انه خلص الإدارة الأمريكية ورئيسها من الورطة وإسرائيل من خطر ورعب الكيماوي السوري فان لديه مطالب وحقوق فلسطينية عند إسرائيل يجب أن تدفعها بالخروج من الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وبإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة كما انه سيأخذ من أمريكا قبولا استراتيجيا بالكف عن العبث في الشأن الداخلي السوري والمصري وبرفع الحصار الاقتصادي عن إيران في مقابل إيجاد تسوية روسية للملف النووي الإيراني .
دنيا الوطن
