تشرفت يوم الخميس الماضي، أنا ومجموعة من الاعلاميين العرب والصديق ضرغام هلسه من الاردن، بلقاء أسد الامة وقائدها الرئيس المقاوم الدكتور بشار الاسد في عرينه بدمشق .
أهم انطباع كان إجماع من حضروا ان الرئيس متابع لكل صغيرة وكبيرة وبأدق التفاصيل، وهو ما اثار اعجاب الحضور، فما تتعرض له سورية منذ أكثر من سنتين ونصف من حرب كونية يتطلب جهودا مضاعفة من عدة فرق عمل لمتابعته .
وما لفت النظر ايضا ان الرئيس الأسد يفكر، ويتعامل مع الوضع، كقائد للأمة كلها وليس لسورية فقط، فهو يحمل هموم هذه الأمة ويفكر بطرق حلها وسبل معالجتها، وهو رغم تآمر دول عربية في الحرب على سورية، سواء بالتسليح والتدريب أو بالتحريض العلني والسري على العدوان، الا انه لا يفكر بعقلية الثأر، وهذا امر طبيعي فالثأر من صفات الشعوب المتوحشة اما الشعوب المتحضرة وقادة الامم الحية فيعرفون كيف يردون على من تآمر عليهم بتحقيق الانجازات والانتصارات على الأعداء الداخليين والخارجيين.
وقد أثارت سعة اطلاع الرئيس الاسد وثقافته الواسعة دهشة الحاضرين، فهو يتحدث بأي موضوع يطرح للنقاش ويناقش بعلم واحترام للرأي الاخر، وهو من المؤمنين بحرية الاختلاف وضرورة أن نستمع لبعضنا ونحترم رأي الآخر، كما ويؤمن بالعمل الجاد والمخلص أكثر من الكلام .
أبرز ما يشغل الرئيس الاسد هذه الايام هو كيفية تطهير كل الأراضي السورية من رجس العصابات الإرهابية المسلحة المدعومة عربيا و”إسرائيليا” واقليميا وغربيا، وإعادة بناء الانسان وما هدمته العصابات الارهابية، وإعادة الحياة للمشروع القومي النهضوي لتأخذ الامة مكانتها الحقيقية بين الامم كي لا تبقى تابعة. اضافة إلى مواجهة تلك الافكار الغريبة عن قناعات وثقافة شعبنا، حيث استطاعت افكار الوهابية التكفيرية التسلل الى جزء من شعبنا وتشكيل قناعات لديهم بأفكار طارئه على امتنا .
إن إيمان وقناعات وصلابة الرئيس الاسد، ورغم الظروف التي مرت وتمر بها سورية، لم تتزعزع وكذلك تمسكه بثوابت الامة، فتحرير الارض ووحدة الامة وعدم تقديم التنازلات خطوط حمراء لديه ومن المستحيل التفكير بالتفريط بها رغم ان البعض تنازل عنها، بل ذهب أبعد بكثير مما طلب منه مقابل بقائه بموقعه .
هؤلاء العبيد الذين يظنون أن تنفيذ أوامر سيدهم الأمريكي و”الإسرائيلي” سيساعد على بقائهم على كراسي الذل والهوان لا يعرفون الفرق بين ان تكون عبدا وان تكون حرا ومقاوما وتعمل لنهضة الامة، وما حصل في قطر مثال حي على ان العبد مهما قدم من “خدمات” لسيده فان سيده سيبيعه بابخس ثمن عندما تنتفي الحاجة إليه، ذلك أنه حتى العدو يحترم القوي الذي لا ينبطح امامه ويقدم له اكثر مما يطلب منه .
كما كان الرئيس الأسد على ثقة تامة أن النصر قريب وأن السوريين وجيشهم الباسل ضحوا، وما زالوا يضحون من اجل الدفاع عن وطنهم، وهم مقتنعون بأن ما يجري في سورية لا علاقة له بالحرية ونشر الديمقراطية والعدالة، انما المستهدف هو نهج سورية ودورها في الدفاع عن ثوابت الامة ووحدتها، لذلك فإن ما يسمى بالحاضنة الشعبية للعصابات الارهابية لم تعد موجودة في كل المناطق السورية، لأن السوريين كشفوا هذه العصابات وما تقوم به من اعمال قتل وتقطيع واكل للحوم البشر، اضافة الى أنهم كشفوا عمالة وزيف ادعاءات ما يسمى بالمعارضة السورية في الخارج، فهؤلاء يتحدثون العربية ولكن بثقافة صهيونية، ويقول السوريون ان هؤلاء كشفوا عن وجههم القبيح عبر الارتماء بأحضان “الإسرائيلي” والامريكي والقطري والتركي والوهابي السعودي وغيرهم من أعداء الامة لذلك انطبقت عليهم مقولة “ان يهود الداخل اشد خطرا من يهود الخارج”.
إن لقاءاتي المتكررة مع الرئيس الاسد رسخت قناعتي بأنه أقوى رئيس بالمنطقة ، والوحيد الذي لا يخاف على مصيره لأنه يستمد شرعيته من التفاف شعبه حوله وتأييده له، أما بقية الزعماء العرب فقد ربطوا مصيرهم بقرار امريكي لا بدعم شعوبهم. وبعد فشلهم في أداء المهام التي اوكلها لهم سيدهم الأمريكي فإن مصيرهم في مهب الريح، وخاصة معسكر الخائبين الذين شجعوا الولايات المتحدة الامريكية على العدوان على سورية، وجهزوا ودربوا وسلحوا ومولوا الارهابيين من اجل احتلال الاراضي السورية بعد بدء العدوان، ولسذاجتهم صدقوا اوباما ونتنياهو بأن سورية ستسقط ولكن رهانهم فشل كالعادة وسيتساقطون واحدا تلو الاخر والايام ستثبت ذلك