لان الدماء في سوريا قد جعلت عيد العرب كئيبا ، حزينا ، ولان الشعوب العربية لا يمكنها أن تفرح في غياب فرحة الشعب السوري ، فمهما فعل “أصدقاء سوريا” ، و مهما فعل نظام الخليج بمعية سلطان العثمانيين و بعض الخونة العرب ، فسنبقى مع سوريا في أفراحها و في لحظات مواجهتها للخطر الصهيوني ، لكن المؤلم حقا أن يأتينا كاذب أفاق منافق بكذبة كبرى تثير الاشمئزاز و القيء – عفوا منكم – ، كذبة أقرب إلى النكتة البليدة في زمن لم تترك فيه المؤامرة الخليجية الصهيونية القذرة أي “مكان” في قلوبنا لسماع النكت أو الضحك.
يقول موسى أبو مرزوق ، أحد المشبوهين في كيان حماس ، أن العميل خالد مشعل لم ينتبه إلى “هوية” العلم السوري الذي رفعه في إحدى المناسبات التي جعلته حماسته و خطابه ضد سوريا ينسى أنه يرفع العلم الخطأ ، أي نعم ، مشعل رفع علم الانتداب الفرنسي بالخطأ ،أختلط عليه الأمر فلم يعرف علم سوريا التي أرضعته و كبرته و صانته و حمته و تجرعت المصائب و الاغتيالات و الغارات الصهيونية دون أن تفرط في مبادئها و قرارها السياسي بحمايته ، لم يفرق بين علم العزة و السيادة و علم الخيانة و الانتداب الفرنسي ، أي نعم ، مشعل غفل عن العلم السوري فألبسوه علم الخيانة ، كأن العلم كان عارفا بهوية الخائن ، بما في داخل عقل هذا الخائن ، فذهب رأسا إلى رأس الخائن.
لان أبو مرزوق كاذب خائن ، ولان زمرة حماس من الإخوان خطابها و مواقفها و تصريحاتها كاذبة خائنة ، فقد جاء الرجل إلى قناة “الميادين” بالكذبة الكبرى ليغطى الخطيئة الكبرى ، ولان أبو مرزوق منافق فقد أصر هذه المرة على أن تكون الكذبة بقدر أهمية الجرم المشهود في أذهان الوجدان العربي الذي كره كيانا اسمه حماس بعد أن تحولت إلى بؤرة فساد و خيانة تدبر المكائد للشعب السوري و المصري ، لا ، و ألف لا ، يا موسى ، خالد مشعل رفع علم الانتداب عمدا نكاية في الشعب السوري و في الشعب العربي ، لان ذلك العلم و بصرف النظر عمن يعتبره من ثورة القذارة رمزا هو “تذكار” من زمن أليم يصر الشعب السوري و العربي على نسيانه لما فيه من خيانة و فضاعة و استعمار ، و من يرفعه مهما كانت ” المناسبة” هو عميل خائن.
يظن أبو مرزوق أنه يخاطب شعوبا من المساطيل و المخبولين ، يظن أن الكذب و الخداع سيمسح العار و الخطيئة ، ألم يستمع موسى إلى خطاب مشعل ، إلى خطاب هنية، ألم يهاجم هؤلاء الشعب السوري الذي اقتسم معهم لقمة العيش و شاركهم “الموت” في سبيل استرجاع فلسطين ، ألم يخن مشعل و هنية بخطبهم المارقة الشعب السوري ، و ليس النظام كما يصر البعض لان الحرب على سوريا أثبتت باليقين أن الأسد و الشعب و الجيش كيان واحد لا يتجزأ ، ألم يشاهد أبو مرزوق معنا ، كل تلك الإعلام التابعة للانتداب الفرنسي الصهيوني التي رفعها “أهل” حماس في غزة في مناسبات عديدة نكاية في الشعب السوري ، أم أن “القوة التنفيذية” التابعة لإمارة حماس لا تعرف أيضا و لا تفرق بين علم سوريا و بين علم الخيانة الفرنسي ، ألم تنقل محطة حماس بكامل التركيز صور ذلك العلم المذموم كأنها تقول للشعب السوري الذي طالما تغنى بالأغاني الفلسطينية الملتزمة أن إعلام حماس لا يختلف عن إعلام الدولة العبرية في كراهيته للشعب و التاريخ السوري .
يكفر موسى أبو مرزوق عندما يتكلم كذبا ، لكنه متعود على الزئبقية العقائدية و التموقع الخطأ في الزمن الخطأ ، فحماس كلها كذبة كبرى لا تجيد إلى الأكاذيب و الخداع ، و من يتكلمون بلسان حماس ينطقون كذبا ، الحقيقة أن مشعل ذهب إلى تركيا في التوقيت الخطأ ليقف مع الجانب الخطأ و ينفذ المشروع الخطأ لينتهي هذه النهاية الخطأ ، الحقيقة أن مشعل قد قفز إلى جانب المؤامرة و قطع كل الأشرعة لأن هناك من بشره و أغواه و خدعه ، ليس لأنه مغفل سياسي ، بل لأن من دعاه إلى الخطيئة كان عالما بسهولة غوايته و بكونه مخاتل متنكر لأصحاب نعمته في سوريا ، فالعميل يعرف العميل ، و الخائن يعرف الخائن ، المصيبة أن موسى يحاول إقناع العقل العربي بصفاء سريرة خالد مشعل بعد أن فات الأوان و بعد أن أكل أهل الموت قلوب الجندي السوري و أستباح الإرهاب تاريخ و شعب سوريا ، المصيبة أن أبو مرزوق يريد أن يعود إلى دمشق التي دنسها وجود حماس و “مقاتليها” الذين حفروا الخنادق في القصير لحماية الجماعات الإرهابية و تمكينهم من مباغتة الجيش العربي السوري.
نعم ، نقولها بكامل الصراحة حتى لو صعق بعض الناعقين ، حماس بفكرها و توجهاتها الحالية لا تختلف في خطرها عن العدو الصهيوني ، بل أكاد أجزم أن خطر حماس على الأمة العربية يفوق خطر العدو الصهيوني ، و الجانب المصري يدرك هذه الحقيقة ، يبقى أن أبو مرزوق بمثل هذا الخداع لن يستطيع العودة بحماس إلى الموقع الصواب ، لأن ما حصل منذ بداية الحرب على سوريا ، يفرض على رجال المقاومة الفلسطينية الشرفاء “اغتيال” هذه الرموز سياسيا بعدم “طرحها” مجددا في الأسواق لانتهاء الصلاحية ، بغير ذلك ، فلن تكون هناك فلسطين ، و لن يعود أحد إلى سوريا حتى لو ألبسوه العلم السوري الذي لا يعرفه إلا الشرفاء.