
عندما نقول ثورة سورية فنحن لا نقصد تعبير الثورة النظيف، بل نقصد ما حصل على أرض الواقع مما سمّوا ما حصل في سوريا "ثورة"، الذين آرتكبوا أعمال العنف في الداخل، والذين أطلقوا المواقف الرنانة من الخارج.
هؤلاء بالتحديد، أين الشرف بهم؟ ما هي الأعمال المفيدة والشريفة التي قاموا بها لخدمة الشعب السوري حتى الآن؟ مَن مِن هؤلاء يُشهد له بالنزاهة قبل أحداث سوريا؟؟ ما هو العمل الثوري الحقيقي الذي قام به هؤلاء غير الإتيان بالسلاح وبالدعم السياسي من الخارج؟
أين ومتى أنتجت هذه الثورة المزعومة، في بداية الأحداث أم في نهايتها، مظاهرة واحدة فقط، وصل فيها عدد المتظاهرين إلى مئة ألف؟؟ فليخبرنا أحدهم أين ومتى؟
طبعا الجواب هو أنّ النظام قمع وقتل وذبح وآرتكب المجازر. هم يريدون أن يضحكوا على العالم العربي بكل تأكيد بهذا الكلام، لكن كثرة الأحداث المرافقة في السنوات الأخيرة تفضح الكثير. حتى لو سلمنا جدلا أنّ هذه الإتهامات للنظام كانت صحيحة، أقله يمكننا أن نذكرهم، أنّ الشعب المصري تعرض للظلم وللقتل وللذبح وللدهس بالشاحنات أمام أعين الجميع، لكن لأنّ ثورته في 25 يناير كانت حقيقية وكانت حاضنتها الشعبية واسعة، كانت التجمعات دائما بالملايين في ميادين القاهرة والإسكندرية. كيف كان يجدر أن يكون الحال في سوريا، والنظام السوري يمتلك عددا أقل من الشرطة والأمن فيما لو كانت رغبة الشعب بالثورة حقيقية؟ لم تبلغ أي مظاهرة ضد النظام في سوريا عُشر ما بلغته المظاهرات في مصر، بل إنّ أكبر مظاهرة جرت لم تتعدّ بعضة آلاف ولم يمتلئ بها إلا شارعٌ فرعي!
قادة الثورة العظماء في الخارج، من منهم سمع به الشعب السوري من قبل؟ من منهم يمتلك حيثية شعبية حقيقية في الداخل السوري؟ ما هي بحق السماء تلك الثورة التي تقوم دون أن يكون لها رمزا واحدا له كاريزما أو ثقل شعبي أو حتى شهرة ما داخل سورية قبل الأحداث؟؟
أيّ شرف هذا يكون في ثورة يلتقي قائد جيشها سليم إدريس بالصهيوني "جون مكّين"، و"مكين" هذا مشهور بعنصريته وتحيّزه المفرط لعدوّ العرب والمسلمين والإنسانية إسرائيل؟؟
أيّ شرف لثورة يأكل أبو صقّارها قلب جثّة هامدة؟؟ أي شرف يكون عندما يخرج زعيم الإئتلاف السابق ليدافع عن جبهة النصرة، وهي التي لا يختلف أحد حول آنتمائها إلى عقيدة تحلل دماء أعراض المسلمين من مذاهب أخرى وغير المسلمين؟؟
أين الشرف عندما يحصل تحت جناح هذه الثورة، وتحت تغطيتها العسكرية، سرقة معامل ومصانع مدينة من أهم المدن الصناعية في الشرق الأوسط وهي حلب؟ أيّ شرف يكون في أناس ترتكز ثورتهم على دعم حكومة تركية سرقت مدينة سورية بأكملها؟!!
أي شرف يكون في ثورة تقتل بعضها بعضا، وتثور على بعضها، يزداد كل يوم فيها عدد المجموعات وعدد الأمراء والألوية ؟؟
أين الشرف في ثورة تحمي وتأوي من خطف عابري سبيل لبنانيين كانوا يزورون أماكن مقدسة ؟؟ ويبقون لأكثر من سنة في أماكن الخطر وفي ظروف حياتية بائسة!
وأخيرا، أين الشرف بثورة تتوج رأسها بعلم وضعه الإنتداب؟؟ وتتلاعب بالتاريخ لتقول أنّ العلم السوري الحالي هو علم من صنع آل الأسد! والعالم كله يعرف أنّ هذا العلم ذي العيون الخضر هو علم سوريا منذ ما قبل مجيء حافظ الأسد إلى الحكم في سوريا، وتم وضعه مع خروج المستعمر الفرنسي من أرض سوريا!
أي شرف يكون في ثورة تحمل كل هذه الإقتباسات المذكورة؟ لا نجد شاهدا موضوعيا ملموسا يدلنا أنّ في هذه الثورة أشراف على الإطلاق.