من البديهي أن دور المرأة في الحياة دور مهم جداً فالرسالة التي تؤديها تنعكس على المجتمع بأكمله ولكي تصل المرأة للهدف الذي خُلقت لأجله يجب أن تكون على وعي كامل وتام لغاية وجودها وأهمية وعظمة دورها الفاعل.
لسنوات عديدة كان لدي شغف كبير في تبني قضايا المرأة وتسليط الضوء عليها فرغم الإنفتاح والتطور ورغم الشعارات المرفوعة باسم المرأة والهتافات التي تُطلق لأجلها من عشرات المنصات في مختلف أنحاء العالم مازالت حتى الآن في كثير من المجتمعات حلقة أضعف وكرة تتقاذفها العادات والتقاليد وحتى بعض القوانين المجحفة أيضاً والتي أحكمت الرباط عليها وطوقتها أكثر.
بتلك الكلمات بدأت الزميلة نور عباس رئيسة تحرير موقع دنيا المرأة حديثها حول الموقع وأبعاده المستقبلية.
-هل برأيك ونحن في القرن الواحد والعشرين مازالت المرأة تبحث عن حقوقها؟؟ نعم طبعاً لا شك وكما كلنا نعرف أن خلف جدران العديد من المنازل أسرار وأصوات مكتومة لنساء لايملكن الجرأة على مواجهة الظلم الاجتماعي اللواتي يتعرضن له سواء من أب أو أخ أو زوج أو أبن ونتيجة افتقاد المعيل والمعين في بعض الأحيان والسبب جهلهن بحقوقهن والسماح لمقصلة من هم تحت سيطرتهم أن تسقط على رقبتهن . مازال التخلف يعشعش في أماكن عدّة مفترشاً شباكه ليتصيد ضحاياه من النساء تحت مسمى العار والشرف دونما أي اعتبار لإنسانيتها وكرامتها ، ولم ينتهي العنف الأسري بأشكاله العديدة لا يمكننا إنكار ذلك وحالات الانتحار لبعض النساء والتفكك الاجتماعي وازدياد نسب الطلاق كلها انعكاسات لحالة التهمش التي تعيشها المرأة في بعض المجتمعات وليس جميعها .
– ما الرؤية المقترحة في موقعكم لإنصاف المرأة على أرض الواقع ؟؟
برأي أن تنصف نفسها بنفسها من الصعب أن تنصف الحياة المرأة مالم تنصف هي نفسها بنفسها وذلك لا يتحقق إلا من خلال تثقيفها وإغناء فكرها وجعلها في أمان ومأمن عن كل من يحاول العبث بقدسيتها، لكن هناك الكثير من النساء برزن في المجتمع ويؤمنِّ بأن المرأة حاصلة على كافة حقوقها دون زيادة أو نقصان، طبعاً هناك النساء البارزات واللواتي صنعن تاريخاً كاملاً في النضال وصنعن مجدهُنّ كتفاً إلى كتف بجانب الرجال ويستحق من مثلهن الإشادة بأعمالهن وتسليط الضوء عليها ،وسنسلط الضوء على النموذجين معاً من النساء .. والنماذج النسائية في سوريا كانت متنوعة ونستحق أن نكرمها بعد سنوات الحرب كأمهات الشهداء وزوجاتهم إضافة الى وجود عشرات من النساء اللواتي بقين بلا معيل وبلا مأوى ومازلن صامدات شامخات ونحن هنا لنتكلم بصوتهن.
ما الهدف الذي تصبون إليه ؟
هدفنا الأبرز صنع امرأة قوية في زمن انقلبت فيه الموازين فصارت المرأة أماً وأباً في آن واحد، ونُفاجأ يومياً بالإحصائيات المُفزعة التي تفيد بأن نسباً كبيرة من الأسر تعولها امرأة. ليس في الغاية انتقاص الرجولة وإنما تعظيم الأنوثة واخراجها من قالب الشّكل الخارجي والسطحي واظهار عمقها الحقيقي فالجمال ليس جمال الشكل فقط بل جمال الفكر قبل أي شيء والقوة هي كسر معصم الخوف والتمرد على الجهل .
-هل يعني ذلك أن الجمال الخارجي لا قيمه له ؟
على العكس هو شيء متكامل لا يمكن أن تكون امرأة جميلة بمظهرها الخارجي فقط والعكس صحيح اعتناء المرأة بجمالها الخارجي ينعكس على ثقتها بنفسها ويدفعها لتكون مندمجة في المجتمع وقادرة على تحقيق النجاح.
– وماذا عن الرجل ؟
هو كل شيء حين يكون رجلاً حقيقياً . فهو المعين بأبوَّته والسند بأُخوَّتِه والداعم بصداقته والشريك بمحبته هي علاقة تشاركية ليست علاقة تكامل لا يجب القول بأن أحد يكمل الآخر بل هو الايمان بأهمية كلاهما على حد سواء و اندماجهما معا بما يتطلب الاستمرار والسعي بهذه الحياة بمحبة ووِد فقد تجد نساء اختفى رجل من حياتهن كن يعتمدن عليه بكل شيء والنتائج بعد ذلك كانت كارثية لا يجب أن تعتمد المرأة اعتماد كلي على الرجل وموقعنا هذا هو دعوة لكل امرأة بأن تقف الى جانب نفسها بنفسها وتنهض وتسير بها جنباً الى جنب مع الرجل كلٌ في مهامه . واستحضر هنا ابيات لمحمود درويش حين قال: أَنا اُمرأةٌ لا أَقلَّ ولا أكثرَ أَنا مَن أَنا مثلما أَنت مَنْ أَنت : تسكُنُ فيَّ وأَسكُنُ فيك إليك ولَكْ أُحبّ الوضوح الضروريَّ في لغزنا المشترك و طبعاً أبواب الثقافة عديدة والمعرفة لاتنضب
-أخبرينا بلمحة سريعة عن أبواب الموقع ؟
نحاول الوصول لكل بيت ولكل إمرأة فللأم وربة المنزل شأنها العظيم وللمرأة العاملة أيضاً والأقسام متنوعة ما بين الثقافة القانونية والصحية والفنية والادبية والفكرية إضافة طبعا لاهتمام المرأة بجمالها وأنوثتها وتغطية اخبارية على تحركات المرأة سواء كانت عالمة أو فنانة ، مخترعة أو تلميذة ، من المشاهير أو من هنَّ وراء الكواليس ، كل ما يهم المرأة بتفاصيلها كاملة هو ما نحاول السعي له وانجازه .
-ماذا بعد هي خطوة نأمل أن تتبعها خطوات مازلنا في بداية الطريق نأمل أن تُثمر النتائج الإيجابية التي نطمح لها على أرض الواقع مستقبلاً .. من حق المرأة أن تتعلم، وتتثقف، وتعمل وتطمح؛ وتبرُز.. ليس لمنافسة الرجل في الحياة والتساوي به بل لأن لديها ما تقدمه حقاً ولديها دورها المُستقل وكان اسم دنيا المرأة .. لنكون انعكاس لدنيتها عبر منصتنا الإعلامية .
إدارة موقع نفحات القلم تبارك للزميلة نور عباس انطلاق موقعها وتتمنى لها كل الخير والازدهار برسالتها.