عندما يقول سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد أسقطنا عدة مشاريع كانت تستهدف سوريا ؛ من إسقاط النظام وإشاعة الفوضى ، إلى الحرب الأهلية ، وصولاً للتقسيم ، وعلى العالم أن يتعلم كيف يخاطب سوريا . وعندما يقول السيد حسن نصر الله إن الرهان على انهيار النظام السوري سقط ، وإن الدول التي تضافرت جهودها لاسقاط النظام في سوريا فشلت أيضاً ، رغم انها استخدمت كل إمكاناتها ، ومن ينتظر أن يستخدم مطار دمشق للعودة الى لبنان ، فان عليه أن ينتظر طويلاً إذ أن مثل هذه الفرصة لن تتوفر له . وعندما يقول " الإبن الضال " وليد جنبلاط بأن سعد الحريري وحلفاءه ونحن قد خسرنا المعركة ، والافضل لنا الانضواء في حكومة تدير شؤون البلاد ، وأن الرئيس السوري بشار الاسد عزّز أوراقه بما يؤشر لإستمراره في السلطة ، وأضحى في موقع قوي خلافاً للواقع الذي كان عليه منذ نحو عدة اشهر . وعندما تسمع عن طابور الوسطاء والمبعوثين والموفدين … الذي ينتظر " الإذن " لزيارة قصر الشعب ، وعندما تسمع عن " العروض " والإلتزامات الماليّة والسياسيّة والأمنيّة والإقتصاديّة والإعلاميّة … التي يتقدم بها أعداء وخصوم الأمس لسوريا فتأكد بأن هناك نصر تاريخي وإلهي قد شارف على البزوغ ، ومرحلة تختلف في كثير من جوانبها عن الأمس بدأت بالتشكل . مرحلة يكون فيها سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد القائد والزعيم الأبرز في هذه المنطقة من العالم ، والسيّد حسن نصر الله سيّد للمقاومة العربيّة ، وسوريا عرين الأسد والحصن المنيع لكل مقاوم عربي شريف . مرحلة يعود للقضيّة الفلسطينيّة وهجها بعيداً عن السمسرة والمتاجرة والتسويات المهينة . مرحلة لن تخلو من حساب عسير جداً لكل من شارك بإيذاء سوريا ، وسفك دم أبنائها ، وتدمير مقدراتها ، ومحاربة جيشها … . ولن تخلو أيضاً من مراجعة عميقة للسياسة الخارجيّة السورية وخطابها تجاه الأقطار العربيّة ؛ وتحديداً تجاه أبناء الشعب العربي في الأقطار التي شاركت " قيادتاها " في الحرب على سوريا . إن كلام الرئيس بشار حافظ الأسد تجاه مملكة آل سعود قبل أيام كان تدشيناً صريحاً وقويّاً لهذه المرحلة ، سنسمع لغة جديدة مباشرة وواضحة ، وتضع النقاط على الحروف بكل شفافيّة . لم يعد مقبولاً ترك شعبنا العربي في تلك الأقطار نهباً للجهل والتخلف والتعصب الأعمى ، ووقوداً لسياسات تآمريّة مجرمة ؛ فنحصد نحن نتائج ذلك الزرع الشيطاني قتلاً وإرهاباً وتخريباً . ولا يمكن القبول بفكرة أن يبقى هذا النصر وآثاره وتداعياته الكبرى محصورة داخل الحدود السوريّة ؛ بل يجب ترجمته في مشروع سياسي ثقافي نهضوي عربي شامل ، يغير هذا الواقع العربي المرير والمؤلم .