منذ بدأ الشباب يقضي أوقات فراغه على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) كنا نتساءل: لماذا يلجأ شبابنا وشاباتنا إلى هذا العالم الافتراضي؟ هل الغاية ملء الفراغ الحياتي أو العاطفي أو الاجتماعي أو…..؟
في الحقيقة: كان الأمر كذلك، لدرجة أن كثيراً من أبناء مجتمعنا باتوا يعيشون في هذا العالم الافتراضي على أنه حقيقة، وبنفس الوقت زادت الفجوة بينهم وبين واقعهم، لنصل في النهاية إلى مجتمع يمكن أن يتم سوقه بمنشور أو صورة أو مقطع فيديو أو ما شابه ذلك….
وفعلاً كانت البداية مع شباب تونس ثم مصر، حيث نجحت ثورة الفيس بوك في إنتاج فوضى في هذه الدول بغاية تدمير الإنسان العربي ودعم المتشددين من جماعة الإخوان المسلمين للوصول إلى السلطة.
لكن مع وصول الدور إلى سورية كان الأثر عند شبابنا السوري معاكساً إلى حد ما، رغم كل الحرب الالكترونية التي تُشنُّ ضده، إلا أن المجتمع انقسم إلى قسمين:
القسم الأول انجرَّ وراء لعبة الفيس بوك، وصدق كذب العالم الافتراضي، وما أرادوا زرعه في ذهنه، لدرجة أنه بات يُكذِّب نفسه إن خرج إلى الشارع، ليصدِّق منشوراً نشره شخص مجهول، وربما يكون إسرائيلياً، فعاش حالة الفوضى النفسية المدمرة ليتشكل منه مجرم إرهابي لم نعتد وجوده في سورية.
أما القسم الثاني فكان ذلك الشباب الواعي الذي عرف كيف يستثمر هذه اللعبة الجهنمية ليقلب المعادلة لصالحه، فيصنع النجاح بكشف الملابسات والأكاذيب وأنواع التضليل، وينشر اكتشافاته على نفس الشبكة التي تنشر الأكاذيب، وبالتالي حصل هناك توازن ما بين القوى الوطنية والقوى المعادية على شبكات التواصل الاجتماعي.
ومن حكمة القائد العظيم بشار الأسد أنه لم يقطع الإنترنيت مع بداية المؤامرة، بل على العكس تم الإيعاز بإلغاء حجب مواقع التواصل الاجتماعي وجعلها متاحة للجميع، ليتسنَّى لكل الوطنيين أن يقوموا بواجبهم من خلال موقع الفيس بوك، وهذا يعود لثقته بشعبه، والتي عبَّر عنها مراراً خاصة عندما قال: (الله سورية شعبي وبس).
وبالرغم من كل ما نجده من حالة الانجرار العاطفي وراء الأخبار المدسوسة من قبل كثير من شبابنا، المؤيد منهم والمعارض، إلا أن الكفة بقيت راجحة لجهة تحكيم المنطق، على الأقل مع فتح المجال لظهور الرأي الصائب في مواجهة الرأي الخاطئ، وفتح الفرصة للجميع ليكونوا فاعلين في هذا المجتمع الافتراضي الذي تحول- في سورية- إلى مجتمع واقعي قائم بحد ذاته، يقول كلمته ويوصلها إلى أقاصي الدنيا.
فليحيا وعي الشباب السوري، ولتحيا تضحيات الجيش العربي السوري، ولتحيا حكمة قائد الوطن بشار حافظ الأسد.