روسيا أفضل
قارنت صحيفة “برافدا” الروسية بين النموذج الذي قدمه الاتحاد السوفييتي من قبل إزاء المجتمع الدولي والنموذج الأمريكي اليوم، قائلة إن النموذج الأول أنجح ولا يزال صالحا للتطبيق.
ورصدت في مستهل تعليق – أوردته على صفحتها الإلكترونية بعنوان “روسيا تقود العالم على صعيد العلاقات الدولية”- العديد من الإشارات في خطابات رؤساء الولايات المتحدة عن الحاجة إلى “قيادة العالم”، ورأت أن هذا يعد غطرسة وتطفلا من جانب رؤساء انتخبتهم نسب مئوية من الشعب الأمريكي فقط.
وتساءلت الصحيفة الروسية عما انتهت إليه “قيادة” أمريكا، وأين انتهت هذه القيادة بالولايات المتحدة وحلفائها، وما موقعها من قلب وعقل المجتمع الدولي الآن؟.
وعادت الصحيفة بالأذهان إلى عام 1975 حيث “إعلان هلسنكي”، وقالت إنه ربما كان المثال الدال على موقف الاتحاد السوفييتي آنذاك والذي كان يتطلع من خلاله إلى إقامة علاقات ودودة مع الغرب الذي كان يعاني اضطهادا وتراجعا على صعيد الرعاية الصحية وتواضعا في الخدمات العامة، وسعى إلى تحريره من ربقة الاستبداد الإمبريالي.
ولفتت إلى أن الاتحاد السوفييتي كان ينفق قبل عام 1989 نحو 250 مليار دولار على مشاريع خارجية منفذا لسياسات تسعى لضمان الحق في الحصول على الخدمات الأساسية في دول استنزفت السياسات الإمبريالية والاستعمارية مواردها عبر تنصيب سياسيين فاسدين في السلطة بما يؤمن سير الموارد في اتجاه واحد خارج البلاد.
ولفتت الصحيفة إلى ما أسهمت به الثورة الروسية في نقل مجتمعات متخلفة إلى عالم التطور الصناعي على نحو يوفر لها السكن والمرافق العامة والاتصالات والنقل العام والتعليم والرعاية الصحية والأمن والحراك الاجتماعي وغيرها.
وقالت الصحيفة إن نفسية كل من أمريكا وتابعتها بريطانيا ومستعمرات الأخيرة بالتبعية وتحديدا استراليا بالإضافة إلى فرنسا ومجموعة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بدرجات متفاوتة قائمة بالأساس على نقل وفرض القيم الثقافية بالأسلوب الاستعلائي نفسه الذي رسمت به هذه الأمم الخطوط على الخرائط.
وقالت برافدا “نستطيع اليوم أن نتبين أن الحرب الباردة كانت بمثابة محاولة من جانب الغرب لرسم صورة رمادية للاتحاد السوفييتي”.
وأكدت الصحيفة فشل الغرب في هذا المسعى، مؤكدة أن القيم والمثل التي دعمها الاتحاد السوفييتي -من إخاء وسلام واحترام للسيادة وتنمية مستمرة- لا تزال تحيا وأن النظام الاجتماعي والاقتصادي الذي ازدهر على مدار سبعين عاما يلمع اليوم كمنارة هادية للمجتمعات المضطهدة التي يكافح سوادها من أجل الحصول على الغذاء ودفع فواتير الطاقة والحصول على السكن والوظيفة بينما النخب فاحشة الثراء فرحة بما تكنزه من هوامش أرباح متزايدة باستمرار.
واختتمت تعليقها بالتساؤل عن الفترة الزمنية التي قد تستغرقها شعوب العالم لاكتشاف أن ثمة نموذجا بديلا موجودا تم تجريبه من قبل وهو لا يزال صالحا للعمل اليوم إلى حد كبير
وعن الوضع الجزائري :.
رصدت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية تردي الأوضاع في جنوب الجزائر، قائلة إن هذه المنطقة باتت مجالا خصبا للإرهاب.
ورأت-في تقرير على موقعها الإلكتروني الثلاثاء- أن أحد العوامل التي أدت إلى ذلك هو تراجع فرص العمل بين شباب الجنوب على الرغم من أنه يضم معظم حقول النفط والمناجم، مشيرة إلى أن 11 شابا من الخريجين بين كل 13 لا يجد عملا.
ورصدت المجلة زيادة الاستياء بين سكان هذه المناطق الجنوبية من الشركات الأجنبية التي يتهمونها بنهب موارد الدولة، مشيرة إلى تواتر التظاهرات في هذه المنطقة منذ مارس الماضي.
ولفتت المجلة إلى أنه عندما اشتعلت التظاهرات للمرة الأولى في الجنوب وتم قمعها عام 2004 تحول بعض المتظاهرين إلى انتهاج العنف، ونبهت إلى أن جهود الحكومة الجزائرية ربما نجحت في إخماد التطرف في الداخل ظاهريا ولكن الأيديولوجية لم يتم استئصال شأفتها.
ورأت المجلة البريطانية أن توفر السلاح في الآونة الأخيرة بفضل انعدام الأمن في المنطقة زاد الأمر سوءا، بالإضافة إلى ما تسبب فيه التدخل الفرنسي في مالي من دفع للمتطرفين نحو المناطق الريفية بالقرب من الحدود الجزائرية.
واعتبرت “الإيكونوميست” أن الهجوم الذي استهدف منشأة الغاز الطبيعي في منطقة عين أمناس القريبة من الحدود الليبية في يناير الماضي، والذي كان الأول من نوعه، أكد الهواجس الأمنية بالمنطقة.
وقالت المجلة إنه على الرغم من نشر الجزائر أكثر من 20 ألف جندي لحراسة حدودها الطويلة إلا أن الدولة لا تزال تواجه تهديدات من كافة الجوانب، ورصدت ازدهار عمليات تهريب المخدرات والبشر والأسلحة عبر الساحل.
وفي ختام تقريرها رصدت المجلة البريطانية دعوة الحكومات الغربية الجزائر إلى مضاعفة جهودها لتأمين المنطقة بتدريب قوات جيرانها وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
رأت مجلة “كومنتاري” الأمريكية أن الرئيس المصري المعزول “محمد مرسي” ما هو إلا طاغية فشل في محاولة فرض نظام شمولي على مصر، وليس ضحية.
وأنكرت المجلة- في تعليق على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- تعاطف الغربيين مع جماعة “الإخوان المسلمون” في مصر وتأثرهم بدعاوى الرئيس المعزول وما وصفته بأنها “دموع التماسيح” على العملية الديمقراطية.
ورأت أنه على الرغم من أن جماعة “الإخوان” وصلت إلى السلطة عبر الانتخابات إلا أن الإطاحة بها لا ينبغي أن تعتبر بأي شكل من الأشكال نسفًا للديمقراطية.
ونوهت “كومنتاري” إلى رفض الجماعة الالتزام بأي قوانين غير قوانينهم الخاصة، وقالت: إذا كانت المعاملة التي يلقاها الرئيس المعزول خشنة فإنها لن تزيد قسوة عن المعاملة التي كان سيسلكها هو إزاء خصومه في حالة تبادل الأدوار.
وعلقت المجلة على الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى مصر، والذي حاول خلالها رأب الصدع مع النظام الجديد، وتوقيتها الذي سبق محاكمة محمد مرسي الذي أنكر شرعية كل من النظام الجديد والمحكمة.
وقالت إن تزامن تلك الأحداث كان كافيًا لإثارة الآراء حول تغير موقف الإدارة الأمريكية من النظام الجديد في مصر بعد عزل مرسي والإطاحة بجماعته في يوليو الماضي.
ورأت المجلة أن جهود كيري جاءت متأخرة وغير متقنة، لا سيما في توقيتها الذي جاء بعد مضي أسبوع واحد من تصريحات مستشارة الأمن القومي سوزان رايس للصحف بأن مصر لم تكن تمثل أولوية للولايات المتحدة والتي أعقبت قرار واشنطن قطع المعونة العسكرية عن القاهرة.
وقالت “كومنتاري” إنه أيًا كان مدى مناسبة التوجه الذي تتبناه الإدارة الأمريكية في سياستها إزاء مصر، فإن الشيء الذي بات مؤكدًا هو أن أحدًا لم يعد يريد الوقوف وراء الرئيس المعزول محمد مرسي.
ودعت المجلة أعضاء الإدارة الأمريكية ممن ساندوا مرسي وجماعته في عام حكمهم إلى ضرورة الاعتراف بأن الرئيس المعزول متورط في ما يواجهه من اتهامات.
وأوضحت أن إنكار مرسي شرعية محاكمته وتحدي هيئة المحكمة كفيل بأن ينبئنا جميعًا بوجاهة قرار الجيش المصري الخروج خلف عشرات الملايين من المصريين المطالبين بعزل مرسي والإطاحة بجماعته.
ولفتت المجلة إلى الأسلوب الذي اتسم به موقف مرسي أثناء المحاكمة حين صمم أنه لا يزال الرئيس وكأنه ليس من حق أحد أن يقاضيه، لا المحكمة ولا الجيش ولا ملايين المتظاهرين من المصريين الذين هتفوا بعزله.
وقالت كومنتاري إنه إذا كان الجيش المصري استطاع في غضون أربعة أشهر سحق الجماعة- التي تمتعت ذات يوم بشعبية جماهيرية- لضمان أنها لن تستطيع تشكيل تهديد إرهابي خطير على الحكومة الجديدة، فإن ذلك إنما نجح بهذه السرعة لأن الكثير من المصريين ممن دعموا “الإخوان” لأنهم كانوا وقت الانتخابات البديل الوحيد لنظام الرئيس السابق حسني مبارك باتوا يعرفون الآن أن الدواء الذي تداووا به كان أسوأ عاقبة من الداء.