إنه فكر الخالد حافظ الأسد .. وخطة السوريون للبقاء أولاً .. ومن ثم الانتصار .. هي عبقرية الرمز و القائد الرئيس بشار الأسد .
نعم .. لقد أدخل السوريون الفريسة الى العرين .. وهاهي في قبضة الأسد .
فلم يتوقف تاّمر الغزاة والطامعين يوما ً على سورية – منذ فجر التاريخ – ولم يفز غاز ٍ أو طامع ٍ أو محتل بمأربه أو بالانتصار .. إنها سورية .. قاهرة الغزاة .. ونقطة تلاقي السماء بالأرض و تعانق التاريخ بجذور البشر .
إن ما يحصل اليوم .. ليس وليد اليوم إنها حرب النور والحق ضد الظلام و الباطل . لقد كان قرار الحرب حتميا ً لأعدائنا .. وقاسيا ً علينا .
إن ولادة محور المقاومة من رحم سورية .. غيّر من شكل الصراع , وجعلها رقما ً صعبا ً لا يمكن تجاوزه .
فجاءت الأحداث المتلاحقة ( من مؤتمر مدريد الى القرار 1959 واغتيال الحريري وعودة الجيش من لبنان الى حربي تموز و غزة ) ضمن سلسلة هجمات وحروب لكسر هذا المحور وفكفكة حلقاته .. لكنهم فوجئوا بالنتائج التي أرعبتهم وأظهرت لهم هشاشة الوضع الاسرائيلي ووضعت أمنه ووجوده على المحك .
إن فشل مخططاتهم ومنع تنفيذ خرائطهم السياسية و الجيوسياسية و الاقتصادية عبر شرق أوسط ٍ جديد وشرق أوسط كبير وغيرها .. جعل من قرار ضرب سورية ضرورة ًحتمية ً ًلهم مع توفر العمالة و الأموال والأحقاد العربية المحقونة بفكر ٍ وهابي ٍ ظلامي ٍ مخيف .. هكنا كان قرار ضرب سورية ومن الداخل لاستحالته خارجيا ً .
ثلاثة أعوام ٍ .. صبّوا فيها جلّ حقدهم ومكرهم وإجرامهم .. ففيها رأى العالم ما لم تراه عين .. فقد ُاستشهد السوريون و ُخطفوا و ُقطّعت رؤوس البعض و هجّر البعض الاّخر .. و ًهدّمت المدن و البيوت و ًسرقت المعامل ولم تسلم من إجرامهم المساجد و الكنائس وحتى القبور .
لقد صمد السوريون .. وتحملوا الكثير .. ودافعوا ببسالة وشراسة عن وطنهم وحقهم في الحياة و الكرامة و تقرير المصير , واعتمدوا الصلاة و الدعاء والوقوف وراء قيادتهم وجيشهم الباسل .. و أيدهم الله بالصبر والإصرار ومدّ جيشهم بالقوة والحكمة .
ثلاثة أعوام ٍ ولم يستطع الأعداء والخونة أن يتجمّعوا رغم المال و السلاح و الدعم اللامتناه من الإدارة الأمريكية وفريق التاّمر الدولي والاقليمي والعربي وحشد المجرمين المحليين والمُستقدمون من كل حدب ٍ وصوب .
ثلاثة أعوام ٍ وهاهم يتصدعون و يتآكلون ويتقاتلون فيما بينهم , ولم تعد الإدارة الأمريكية تستطيع وقف تشرذمهم وانهيارهم .. وتراهم يهرولون نحو جنيف 2 بسلات وأفواه فارغة .. أحيانا ً يؤجّلون و ُأخرى يستعجلون .. لقد دخلوا دوامة النصر السوري وهاهم في العرين ينتظرون .
ثلاثة أعوام ٍ .. حرب ٌ .. وانتصار , ولن تنتهي الأمور هنا فتداعيات الانتصار حتميّة أيضا ً :
– فلن يحلم حزب العدالة و التنمية في تركيا بالعودة الى السلطة لسنوات طويلة وربما الى الأبد , وستبقى الحكومات اللاحقة أسيرة أخطائهم وإجرامهم بحق سورية وستزيد طينهم بللا ً في الملف الأرميني وعلاقتهم بأوروبا أوستكون تركيا دولة ً معزولة و ُمحاصرة بأفعالها .
– كما أن اتجاه سورية بعد مسح أوروبا عن خارطتها السياسية و الاقتصادية سيدفع بالحكومات الأوروبية والشركات لتقديم التنازلات تلو التنازلات مقابل تواجدها في شرق المتوسط وقلبه سورية .
– أما العدو الصهيوني فخسر مرتين الأولى ومن حيث النتيجة فقد نفضت هذه الحرب غبار الترهل عن أقدام جيشنا وأعطته فرصة إدخال طرق قتال غير تقليدية – واعتقد أن الرعب الاسرائيلي قد يتسبب بإصابة الجيش الاسرائيلي باليرقان اذا ما حانت ساعة الحقيقة – والثانية عندما تخلصنا من سلاحنا الكيميائي على حسابهم ووضعناهم في زاوية توقيع المعاهدات والتخلص من الترسانات النووية .. وهذا ما سيعطي الدبلوماسية السورية المزيد من الأوراق .
– أما عربيا ً .. فقد خسر كل من اشترك أو شارك أو نأى وأدخل نفسه في انبوب الاختبار السوري حيث نهاية التفاعل معروفة برسوب الملح وانطلاق الغاز الذي سيحملهم كبساط ريح الى أكبر مراكز تجميع النفايات .
فلن تستمر حكومة ٌ أو مملكة في حكمها وتستوي على عرشها .. سيذوبون كالأملاح . ستحاسبهم شعوبهم والوقت كفيل ٌ بذلك .
– أما أمريكيا ً .. فلا بد لها أن تعيد الحسابات و تنزع عنها أدواتها و تعمل على قاعدة احترام القوي .
– وعن الداخل السوري فقد كشف الأغبياء أنفسهم حتى من أوراق التوت .. وبات كل سوري يعرف من هم وماذا فعلوا ولن يجدوا بعد اليوم اذنا ً واحدة لضخ السموم , لقد تاّكلوا ذاتيا ً و من داخلهم ولم يبق إلا الذوبان و التلاشي , فمن اعتبر و تراجع وحصل على فرصة العودة لأحضان الوطن لن يفرّط بها ثانية ً .
أخيرا ً .. قلنا زلزال .. لم يصدقوا , وقالها السيد وليد المعلم ” من يعش يرى ” وها نحن نرى الأسد في عرينه و الفريسة في قبضته وسيبدأ عصر الدوران في فلك الأسد ..
إذا كان الرئيس جمال عبد الناصر قد توج زعيما ً بعد العدوان الثلاثي على مصر .. فماذا نقول عن الرئيس بشار الأسد من بعد العدوان الكوني على سورية .. إنه أكثر من زعيم و أكبر من قائد ..
وسيبقى الأسد أسدا ً و سورية .. العرين .