دوزِن وجيبَ القلبِ
يا هذا المعنى
عاشقا للحسن
ولتحرِص ْعلى الألحانِ
من مقت النشاز
دوزن
وخل العازف الشرقيَّ
صوفيَّ المَواجدِ
يجدل النغمات
يستوفي شروط الصحو ِ
سكراً
بامتيازْ
إني لَيُسْكِرُني الخليلُ
بِصَحوِه ِ
في نغمةِ النَّهوند ِ
يجلوهُ ارتجاجُ النَّهدِ
شفافاً
كدمعِ الديكِ
صيَّاحاً
يؤذن لاصطباح القلب
في ابهى انحِيازْ
فيساقِطُ الأقمار في دربي
كوَحيِ الشعرِ
يا للشعرِ كم يغري
اعتكافاً بالشفيف حِمىً
بها أبهى المَجاز
هذا انا
وفصيحُ قيثاري نشيدي
سائرانِ
ميممان لقبلة الشهداءِ
أفتتح النِّدا
متشهداً
أن لا اله سوى الذي برأ القلوبَ لعشقها
وموحِّدا
ولقد أرى هذا طريقُ شهادتي
شعراً
وعشقا
ساره قبلي الندامى
يرقصون الرقصة الأبهى
على بابِ الرَّدى
أنا من شآم الوردِأوراقي
وحبري الياسمينُ البضُّ
من بردى ارتوينا فيجةً عصماءَ
مجراها الهُدى
ونديميَ
المشغولُ من صلصالِ هذي الارضِ
يسقيني
فأُروى
فاردا صدراً
تحدى ناعقَ الناعين لمَّا أزبدا
متوعِّداً
وَمُهَدِّداً
كلَّ الذين بصدقهم رسموا خطوطَ الطولِ
فاتَّحَدتْ بعرضِ الأرضِ جذراً
مُوتَدا
أنا لن أكونَ كِمِثلِ قيسٍ
عاشقا يبكي مواجدهُ على الأطلالِ
يوماً ما اهتدى
إني صدعتُ
بعشقِ نفسي
واقتحمتُ أبُلُّ كلَّ هُمامةٍ رِيَّاً
بسُقيا من حليب اللوزِ
في الشفتين
والنهدينِ
عَبلاً
سيِّدا
مالي وَمَنْ حَشَدوا عليَّ سيوفَ مُرتدِّينَ
أغواهمْ بِشَرعِ السُّوقِ ساقٍ
عَربَدا
أوَلَيسَ من حقي الشَّهادةُ
زائداً عن عشقِ عمري
ألعنُ الحرمانَ والتَّحريمَ
والغولَ الذي يجتاحُ بغدادَ العشيقةَ
والحمى القدسيَّ
والشامَ الطَّهورَ
فأنتمي لأخي الفداءِ
مقاوماً
وَمُفَنِّدا؟
هذا أنا يا الشامُ
يا منذورةً للعشقِ
أَنذُرُ للفداءِ
مُبايِعاً
مالي
وما اكتَنَزَتْ منَ الفِلِذاتِ ستيني
أؤذِّنُ
عاشقاً
متمرِّدا
عاينتُ كيفَ العاشقينَ تفَرَّدوا
بذلاً
لصدِّ الغولِ عن مغناكِ
منتصرينَ نصراً أكَّدا….
أنْ لن تكون الشامُ للغربانِ
يا رفَّ اليمامِ فَطِبْ هديلاً
واشرقي يا شمسُ
فوق القاسيونَ
مَهيبَةً
واربأ عنِ الإظلامِ
يا نهرَ العبيرِ
مُوَرَّدا
فَتَعَطَّفي يا غوطةَ النَّارَنجِ
والجَوزِالمُحاورِ فُستُقَ الصَّبَواتِ
كي أبدي السلامَ
مُقَبِّلاً نهديكِ
مُرتَشفاً أصولَ الفقهِ من شفتيكِ
يا كم فيهما اكتُنِزَالهدى
ولتغفري
إما انبريتُ بلعنِ من أفتوا ….
بأنْ …..
عشقي الجليلُ محرَّمٌ
ويؤمُّهم
ضلُّ
أثيمٌ
أفسدا
طوبى لِمَنْ حَمَلَ اللواءَ مُبادِراً
قَحماً
لِلُجَّاتِ اللذينَ تَرَبَّصوا بالحبِّ
غدراً
فافتَدى واستُشهِدا
طوبى لِلاءاتِ الحمائمِ
إذ هجرنَ هديلَهُنَّ
وصرنَ من جنسِ النُّسورِ
وألفُ تبٍّ
للذي عن غَوْثِهِنَّ
تَرَدَّدا
هذا أوانُ العزفِ
فافتتحِ المقاماتِ الأصيلةَ
كلَّها
يا قلبُ
واطرِبْ كل سُمَّاعِ الهوى الشَّرقيِّ
واوْقِرْ كلَّ سمعٍ
بالضَّلالِ تَهَوَّدا
يا شهوةَ الإزميلِ
هذا وقتُكِ الشَّهَويِّ
فانطلقي
إليكِ الزَّندُ
مِطرَقَةٌ
على قلبِ الذي قد زَوَّرَ التَّنزيلَ
واشتَرَعُ السُّدى
مالي بِمَكَّةَ
أَوْثَنَتْ
فتَغَرَّبتْ إذ غَرَّبتْ
فالوحيُ قِرئي
والفؤادُ تَشَهَّدا
وأنا على وعدٍ معَ الآتي
وأجهَدُ أن أن أليقَ بمَقْدَمِ الأنوارِ
كاسِحَةً
ظلاماتِ الفَجورِ
وهاجسي
هذا الحِدا
دَوْزَنتُهُ
وَعزفتُ بالنبضِ الأصيلِ
مُهَلْهِلاً
طَرِباً
فأطربتُ الصَّدى
وَتَكَوْكَبَتْ حولى حواري الشامِ
يرقصنَ السَّماحَ
وشيخُ محيي الدينِ
أبهَجَهُ عُروبيُّ انتماءاتِ المَقامِ
تَهَجُّداً
وَتَجَهُّدا
وتأوُّدا
كم ضلَّ في عَمَهِ اشتِباهٍ
جاهلاً
أو عارفاً
مِنْ قائلٍ
أنَّ العروبةَ قد قَضَتْ
فَتَتَلْمَدا
آهٍ مقامَ الرَّصدِ
أدركني
بما أُوحي بأمِّ الضادِ
تنزيلا سماوياً
ورَنِّمْ
من بياتِ الشامِ آياتٍ
وَزَمِّلني
بصفصافِ الرؤى
متودِّدا
يأتيكَ
يعقوبٌ
ويوسُفَهُ
مسيحيَّيْ هوى
ودمَ الحسينِ تعمَّدوا
مستشهدينَ مُحَمَّدا
واشهَدْ معَ الشُّهداءِ
هذي الشامُ شاهِدَةٌ
ومازالتْ على النَّهجِ الصِّراطِ
تُقيمُ فرضَ عروبةٍ
وتقاومُ النَّهجَ الذي لِشَتاتنا كم مَهَّدا
سَلُّوا خَناجِرَهمْ عليها
حاقدينَ
مؤلِّبينَ
وأعملوا فيها انتهاكاتٍ
فكانَ الصَّبرُ وعياً
عارِفاً
أنَّ المُضَلِّلَ
والمُضَلَّلَ
خاسرانِ
وأنَّ فِعلَ الحقِّ
يبقى المبتدا
يا شامُ
فاضَ الكيلُ
فامتشقي سيوفَ البترِ
حانَ القطفُ
والأورادُ تثخِنها المِدى
فضعي النقاطَ على الحروفِ
وعالجي استعصاءَ ما ابتكروهُ من هذا النِّشازِ
وَصَدَّعوا الأسماعَ
فالسُّمَّـاعُ تُوَّاقٌ إلى بلِّ الصدى
بُلِّي الصُّداةَ
ورتِّلي سفرَ الحقيقةِ
وافضحي الأعرابَ
والأغرابَ
فالبدرُ اكتمالُ النور
والأفقُ انفراجْ
أسدُ الشرى
لم يُرهبوا مما أثيرَ من العواصفِ
والعجاجْ
هيَ غُمَّةُ عبرت
ولكن لا مناصَ منَّ الحقيقةِ
كي يُميزَ
بينَ كأسٍ من زلالٍ
أو أجاجْ
يا شامُ
مِنْ وَجَعيْ نَزَفتُ مَواجِدي
غَضَباً
وَعِشقاً
وانبَريتُ
كَما الزُّجاجْ
بِلَّوْرِيَ الشَّفُّ
الصَّقيلُ
يَشُفُّ ما اعتامَ المِزاجْ
والأُذنُ تسمَعُ
والعيونُ شواهدٌ
ما أدْلَجَ الزُّورُ المُنَمَّقُ
مِنْ أفانينِ التَّباكي
يَرْتَؤونَ لنا العِلاجْ
وَعِلاجُهُمْ
أن تِستَبيحَ دِيارُنا الغيلانُ
والغيلانُ
في اقصى اهتياجْ
يتلمَّظونَ على امتصاصِ دِمائنا
ولقطعِ ماوصلَ الإله منَ الوشائجِ
بابتِهاجْ
يا أيها المُتَألِّبونَ على الشآمِ
تباكِياً
ودموعُكمْ
هذا الرَّصاصْ
مِنْ أينَ للعينِ
التي عَشِقتْ دِمَشقَ
بِأنْ تُشيعَ القتلَ
في طُهرِ العِراصْ؟
مِنْ أينَ للنَّبضِ المُحِبِّ
سوى التَّبَتُّلِ
أنْ نُنًعَّمَ بالخَلاصْ؟
منْ أين للنُّجَباءِ
إلاَّ هَبَّةَ الـ لَبَّيكِ
يا شاماً
تأبَّى أن يكونَ الحقُّ فيها لانْتِقاص
هذي جَواشننا
ويعلَمُ شانِؤكِ
بأنَّها خيرُالدِّلاص
وَلَقَدْ نُهُبُّ
بِكُلِّ هوجاءِ الهُبوبِ
إلى القِصاص
وَقِصاصنا
بالوعيِ آتٍ
لا مَناصْ
فلقد تَجَلَّتْ آية التنزيلِ
بالتفسيرِ
في تموزَ
في رؤيا التَّناصّْ
فهَو الهُدى
نصرٌ هدىُ
وتساقطتْ أوراقُ توتِ الخزيِ
عن كلِّ الخَواصّْ
وَتَعَرَّتِ الرِّداتُ قاطِبَةً
فحَقَّ القولُ
واحتَفَلَ الرِّفاقْ
لا رايةً
إلا العروبةَ
هاهنا
والدِّينُ بينَ اللهِ والإنسانِ بالوعيِ استَفاقْ
وطنُ التَّعَدُّدِ
يُعرُبيُّ النَّبضِ
لا يعنو لِعاقْ
وطنٌ
ويبنيهِ النَّدامى المنتمونَ
بلا نِفاق
سُبحانَهُ وَطناً
رعاهُ اللهُ بالإنسانِ
يَحْرُسُهُ التِصاقْ
نهواهُ
حتى الشِّركَ بالأديان قاطبةً
إذا كانتْ تُرَوِّجُ
للشِّقاقْ