مع البدء باعادة الاعمار بحث جديد يطل علينا في مجال تدوير الانقاض من جامعة البعث
منح الباحث المهندس أنس حسن قرمو درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية عن بحثه الذي ناقشه في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة البعث والذي حمل عنوان “دراسة تحسين الاداء الحراري لطوب مصنع من اعادة تدوير الانقاض” باشراف الدكتور المهندس محمد باكير من جامعة البعث والدكتورة فاطمة الصالح من جامعة حلب
الهدف الاساسي من البحث هو صناعة طوب اسمنتي من الانقاض ومخلفات الابنية المنهارة. يتمتع الطوب المنتج بخواص عزل حراري جيدة، بحيث يسمح للمستخدم الاستغناء عن طبقة العزل الحراري التي تضاف للجدران، تم العمل على التحسين الحراري من ناحيتين، الاولى هي تحسين الخلطة والثانية اختيار شكل الفجوات الافضل من بين 12 نموذج تم دراستهم للطوب المجوف، استغرق البحث فترة زمنية تزيد عن اربع سنوات متتالية.
وقد بين د. قرمو بأن اهم مبررات هذا البحث هي نتائجه الايجابية من عدة جوانب اولها الجانب الاقتصادي: فان تصنيع طوب اسمنتي من الانقاض المعاد تدويرها يعمل على توفير كميات هائلة من مواد البناء الاولية، وبذلك يتم الاستغناء عن جزء لا بأس به من ركام البناء الطبيعي، بالاضافة الى الوفر الكبير في الطاقة وتكاليفها الباهظة عند استخدامه، وذلك من خلال تقليل التسرب الحراري من والى المباني عبر الجدران، اثناء تدفئة المباني وتكييفها في فصلي الشتاء والصيف.
والجانب الثاني هو الجانب البيئي: فان اعادة تدوير الانقاض يخلص البيئة من كميات هائلة من المخلفات التي يشكل انتشارها تلوثا بيئيا واضحا وخطرا لا يستهان به، حيث تشكل تلال الانقاض والمخلفات مأوى للكثير من القوارض والكائنات الضارة الاخرى التي تعمل على نقل الامراض والاوبئة التي تهدد صحة الانسان. كما ان استخدام طوب يتمتع بمواصفات عزل حراري جيدة يقلل من هدر الطاقة يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة المنطلقة نتيجة توليد تلك الطاقة.
والجانب الثالث هو الجانب العلمي والمجتمعي: فان هذه الابحاث تشجع الباحثين الشباب على البدء بشكل جدي في هذا المجال، وتشجع الشباب على تبني مشروعات صغيرة ومتوسطة تصب في هذا المنحى للبدء باعادة الاعمار على اسس علمية سليمة تكفل انتشار فكرة اعادة التدوير ونشر ثقافة العزل الحراري وتقليل الهدر.
واكد المشرف الدكتور محمد باكير الذي اشرف مؤخراً على العديد من رسائل الدكتوراه على ضرورة تفعيل هذه الافكار وتعميمها على كافة المؤسسات وتوفير ما يلزم من دعم للشباب للحذو بهذا الطريق. وبين بانه يمكن نقل اجهزة ومعدات العمل لاماكن تواجد الانقاض بدلا من عمليات نقل الانقاض المكلفة وبالتالي تحقيق وفر اضافي.
كما اكدت المشرفة المشاركة الدكتورة فاطمة الصالح ذات الباع الطويل في مجال تدوير الانقاض (الباحثة الرئيسية في المشروع الوطني لاعادة تدوير الانقاض) بان لهذا البحث اهمية كبيرة مستقبلاً وانه يوفر قاعدة بيانات جيدة عند البدء الجدي باستثمار تلك الانقاض واعادة تدويرها.
ونوه الاستاذ الدكتور احمد نديم عقاد رئيس لجنة الحكم على الرسالة في بداية مداخلته بان لهذا البحث اهمية استثنائية وذلك للوقت الحساس الذي برز فيه وما لنتائجه من اثر ايجابي ملموس في المستقبل القريب.
واشاد عضو لجنة الحكم الدكتور خالد اصطيفي بالبحث واكد على ضرورة الاستمرار في هذه النمط من الابحاث لانها تخدم اعادة الاعمار بشكل مباشر وغير مباشر مع ضرورة اتباع الطرع العلمية السليمة لهذا الغرض، واستخدام طرق حديثة التي تخدم هذا الهدف كاستخدام النمذجة الحاسوبية على غرار هذا البحث.
منار الزايد
