محمد أبوزيد عبدالله
نعم ….لسورية
النموذج الفريد في تنوعه
والوطن الذي يتسع للجميع
نعم لسورية الدولة القوية
التي تستكمل مهام التحرير
م أبوزيد
السادس والعشرون من مايو ( أيار ) ٢٠٢١ هو تاريخ مفصلي في تاريخ سورية ، يتساوي في أهميته مع ( ٢٥ آذار _ ١٧ آب ١٩٤٣ ) وهو تاريخ إجراء أول إنتخابات سورية بعد إعلان إستقلالها عام ١٩٤١ وقبل إنهاء الإنتداب الفرنسي عام ١٩٤٦ ..
فالإصرار على إجراء تلك الإنتخابات من جانب الشعب السوري كان يمثل قمة التحدي للإرادة الإستعمارية التي عبر عنها ديجول عام ١٩٤٢ أثناء زيارته لسورية ولبنان بقوله : ان سورية ولبنان غير جاهزتين للإستقلال ، وأن الحديث عن الإنتخابات سابق لأوانه .. وقد تمت تلك الإنتخابات تحت إشراف عطا الايوبي وشارك فيها ٣٥ % من الشعب السوري .
وإذا كان هناك وجه شبه كبير بين إنتخابات ١٩٤٣ ، ٢٠٢١ من حيث أن كلتاهما تجسدان إرادة التحدي لدي الشعب السوري ، وأنهما قد أجريتا في ظل أجواء غير مواتية ..إلا أن الإنتخابات المقرر إجرائها يوم ٢٦ أيار ٢٠٢١ تتفوق على مثيلتها التي اجريت عام ١٩٤٣ في الأهمية لأسباب يمكن إيجازها في :
١ – أن حجم التحديات التي تجري في ظلها إنتخابات ٢٠٢١ تتجاوز بمراحل بعيدة تلك التي كانت مفروضة عام ١٩٤٣ ..فبينما تمثل التحدي عام ١٩٤٣ في تعنت الإستعمار الفرنسي ، فإنه الآن يتمثل في هجمة إمبريالية غير مسبوقة تقودها امريكا وحلفائها الغربيين والشرقيين ، والأنظمة الخانعة والخاضعة والفاقدة لمقومات الإستقلال ، هجمة استخدم فيها الإرهاب الديني على نطاق غير مسبوق بغطاء أطلنطي تمثل في تواجد تركي بشمال سورية ، وامريكي بشمالها الشرقي دعما للقوي الدينية والقوى الانفصالية ، مقترنا بحملة دولية لم يعرف العالم لها مثيلا …
٢ – ان إنتخابات ٢٠٢١ تأتي في أعقاب مايربو على العشر سنوات من عمر الهجمة الاستعمارية على سورية والتي تساوي في حجم المشاركين فيها حربا عالمية ثالثة دون اي تهويل ..والتي هدفت إلى إسقاط الدولة السورية ، وتدمير الوطن السوري وبعثرته ، وبلقنته ..خدمة للمشروع الإستعماري ممثلا في ركيزته الكيان الصهيوني .
٣ – ان الإنتخابات الراهنة تأتي تأكيدا على قوة ومناعة الدولة السورية التي حافظت على مؤسساتها رغم شراسة ما تعرضت له ، بل ونجحت في إجتياز كافة مراحل الخطر الغير مسبوق .
وعندما يتوجه المواطنون السوريون إلى صناديق الإنتخاب فإنهم هذه المرة لن يفعلوا ذلك إمتثالا لإستحقاق دستوري يمليه عليهم حق المواطنة ..وليس تأكيدا لإنتصار بات واضحا حتى لأعداء سورية ، وإنما لوضع حجر الأساس لبناء الجمهورية السورية الثالثة …وهو إختيار يتضمن التوجه للمستقبل بكل عزم وتصميم ، في مواجهة من دعوا إلى الماضي بكل تبعاته الثقيلة من خلال رفع علم الجمهورية السورية الاولى ..
ومن يتابع إيقاعات الحملة الإنتخابية ، والإنتخابات التي اجريت للسوريين المقيمين خارج سورية سيكتشف بسهولة ودون عناء ان حرب السنوات العشر ، وعناء التهجير داخليا وخارجيا ، والحصار الضاري ، قد خلقت لدى السوريين حالة غير مسبوقة من التحدي لإعادة بلدهم إلى سابق عهدها من الإزدهار والرفاهية ، وتأسيس جمهورية ثالثة تستكمل مهام تحرير الوطن ، وتؤكد على الثوابت النضالية التي ماحادت عنها الدولة السورية يوما والتي تعكس فهمها العميق لحقيقة الصراع في منطقتنا ، والتأكيد على علمانية الدولة السورية التي تميز تكوينها الاجتماعي على مر التاريخ بالتعايش السلمي بين كافة الطوائف والاثنيات والديانات والعقائد ..وإعادة إعمار سورية ، ورد الجميل للمواطن الذي تحمل في سبيل الزود عن بلده مالم يتحمله بشر على ظهر البسيطة ..جمهورية تقضي على الفساد والواسطة والمحسوبية ، وتسمح بل وتكفل بتعدد الاراء ، وترعى تفتح الأزهار في بستان الوطن
هذا الحب الجارف الذي أظهره السوريون تجاه قائدهم يلقي على تلك القيادة عبء ثقيل لايساورنا ادنى شك في قدرته على النهوض بتلك الأعباء وتحقيق آمال وتطلعات السوريون بلا إستثناء …