على مهل
تحت ظل الشتاء
على رداء زيزفونة
تتجمع حفنة من الأفكار تتجاذب
أطراف اللّهفة نحو قلبي أسير
متاهات الأنتظار
**
النهر العجوز يمدّيده مصافحا
نبض الحياة حوله طالبا ودّ الحقول
ينديها بفيض حبه ويمسح عن جبهتها
آثار الحرمان .
***
على مهل
أعيد حياكة ذلك الشعور الممزق الخطا
وألون ما تبعثر من آثار أقدامه
بعدما عاث الزمن فيها فسادا
أجادل همسات المساء
أقاطع حديث النور
لنافذتي بإشارة استفهام تحمل على كاهلها
عبء تعجب فاغر فاه دهشته
يتمطّى كجدول كسول .
أعيد ترتيب الفواصل بين كل وجع ووجع
تعاندني تلك التنهيدة طويلة الأمد
وتمضي في روحي تسابق نبض أوردتي
حتى يحالفها الحظ بفاصلة منقوطة تبل بها ريق
لهفتها
***
على مهل
أعيد ذلك القلق الشرس
إلى زنزانته المنفردة بين قوسين
تحسبا لأي محاولة تسلل جديدة إلى فؤادي
أرتب طقوس الصباح
أناقش الندى المهدور
على كفّ صبارة تقابل إحسانه بالجحود
ويمامة تغازل عناقيد الفجر المتدلية من عيون
الضياء
**
على مهل أنفق عمري وأراقب ذوبانه
بين أصابع الأيام أقامر بروحي
على صفيح ساخن
فتذوب وتتلاشى
وتنتهي أزمنة الربح بخسائر رثة ممزقة الأوصال
**
على مهل
أراهن على نبض سحابة وبحة صوتك
الأبكم حين تخاطبني بحديث تكسّرت
أصابع إشاراته وتوار ى المعنى
بين مفاصل الزمن التائهة على قارعة الذهول
**
على مهل
أعدّ أسئلتي للمساء
عندما تغفو ألسنة الضجيج
وترقد الحياة حولي
تستيقظ بنات روحي
تبث شكواها وتسرّ للنجوم بخبايا ولعها المرابط
عند ظلال وجعها الكليم
**
على مهل أقص لنسمة عابرة إلى قلبي لواعج
الشوق
وهو يتماهى ويختال في أروقة هدوئي
ويبعثر نبضي بفوضى رياحه العاتية
**
على مهل
أحاول أن أداوي
شراسة الغياب
ولهفة الشوق
وبرودة أعصاب
تخرج رتابة هدوئي عن طورها
وأطوي حنين أوردتي على ورق
تشرذمت سطوره
وأحسم أمر أشواقي
برسالة دون عنوان .
من سورية
معلمة لغة عربية
اكتب الشعر والقصة والخاطرة والومضة والهايكو
مها رستم
٧/٣/ ٢٠٢١