عبر ماكينة تريكو يدوية اشترتها قبل أكثر من عشرين عاماً تواصل سميرة عامر من قرية المتونة بريف السويداء الشمالي عملها لإنتاج قطع متعددة من الشالات ووجوه الوسائد وقبعات الأطفال وغيرها متحدية الإعاقة البصرية في عينها اليسرى التي لازمتها منذ طفولتها المبكرة بعمر ثلاث سنوات.
سميرة 51 عاماً أوضحت أن عدم تمكنها من متابعة تعليمها نتيجة ظروف صعبة دفعها إلى ميدان العمل لإثبات وجودها وإبراز مهاراتها اليدوية في تصنيع مختلف القطع الصوفية وتسويقها ضمن قريتها وتلبية طلبات خارجها وخاصة خلال فصل الشتاء إضافة إلى مشاركتها في مهرجانات ومعارض بمنتجات مميزة لاقت إعجاباً من قبل الزوار.
ولفتت سميرة إلى أن نجاحها في العمل إضافة إلى تربية عدد من طيور الدجاج ضمن منزلها وبيع الفائض من البيض منحها الاكتفاء الذاتي شكل لديها دافعاً لتحقيق طموحها بالحصول على تمويل صغير لشراء ماكينة كهربائية لتطوير العمل وتسريع وتيرة الإنتاج.
ونوهت سميرة بأهمية المشروعات متناهية الصغر التي تفتح المجال أمام المرأة لخلق فرصة عمل تؤمن لها دخلاً معقولاً يخفف عنها أعباء الحياة وهو ما يتطلب تقديم المزيد من التسهيلات أمام هذه المشروعات ودعمها وخاصة فيما يتعلق بالقروض الخاصة بها.
من جانبه أكد رئيس اللجنة الإدارية لفرع الجمعية السورية للمعوقين جسدياً بالسويداء نزار شجاع أن سميرة قدمت أفكاراً إبداعية مميزة من خلال إنتاجها الذي يعبر عن إرادتها القوية في تجاوز إعاقتها والاعتماد على نفسها لتترك بذلك بصمتها الخاصة بها في المجتمع.
يوسف هيثم الناعمه