1 –
" كلمة ُ السّرّ في غيابـِكِ : المسافة ُ صفر ،
حداها التطابق أو الانصهار ،
وكلاهما في بوح ِ القصيدة ،
تراكمُ قلبي أمام قفصِكِ الصدريّ ،
ليستطيلَ ،
وتزولَ انحناءاتـُهُ ، فيصبحَ نحلا ً زناناً يهاجمُ رقادَكِ .. أني أحبكِ !
كلمة ُ السر : أني أحبك !"
2 –
" في وصف شريانك :
من قالَ إنّ ضوءَ كِ بلا لونْ ؟
له ُ لونٌ يتفتحُ في انفتاح ِ العطش ..
لونُ أصواتِ العصافير، قادمةً من البحر ، مَثنى مَثنى ، مادام َ فضاؤها سالماً ، من غيابِكِ ..
فهلْ مَسَسْتِ شريانَكِ ذاتَ أفق ؟
كان فجراً يندلعُ في الحواسِ الألفِ كلها قبلَ أن يظهرَ ..
وهديراً من طنين ِ النحل ، يطردني من السرير ، ويرميني في الممرّ الضيقِ بين نهديك ، لأنتحرْ ! "
3 –
" جاءني الآن ما يلي :
في صدركِ زوجا يمام ٍ يحجلانِ بلا خَفـَرْ
يتَسَامران
على غصون صدرك ، مثلما يحلو السمرْ
لا تطفئي ثلجَ الشآم
فقد حط ّ اليمامُ على حريركِ .. وانهمرْ
خبئي لليل ِ فرحتـَهُ وزهوتـَه … وشاركي بهما القمرْ
يا أنتِ ،
للهِ حنكتـُهُ ،
وللنهدين – في ضوء الثلج – اللا خَفـَر
فتغلـّـفي بالضوء ،
أزرقـُهُ يلوم ُ الفجرَ .. حين ينتفضُ المطر
إني أحبكِ ،
فاسحبي ذيل ثوبِكِ من عطر ٍ لعطر
وتنفسي بفمي ،
إنني خيرُ من يعطيكِ الهواء وينتظر :
أن تمنحيهِ القبلةَ الأولى قبيلَ السحر
وتمعني بالضوء .. إن الضوء – باليمام – انصهر
وأنا أحبكِ ،
مشطي صفصافةَ الوقتِ بالنظراتِ ، إنني قدر ْ ! "
4 –
" حين أطيلُ التأملَ في بحركِ ، أرى فيما يرى النبيّ ، وحيَ إلهـِهِ، وردة ً تجرحُ جداراً ، وأقولُ : لي فيكِ عن هذا الوجودِ غنىً ، فيهجمَ عليّ الأملُ بالشفاءِ من الرمل ، وبأنْ يخضوضرَ قلبي !
هل أطعموك قلب أفعى .. لتكوني قاسية هكذا ؟
إذا ً : قلب الأفعى ، كناية المجاز عن فروسية بداوتك ، وإنها – في مقول القول – استلهام شعاع النجمة ليكون آيا ً مرويا ً في فم شاعرة يشبه ، فيما يشبه ، كرّ الفارس على ذكراه ، فيبقى وتبقى .. حبيبان حتى ينام القمر ! "
5 –
" المسافة ُ الصِفـْر :
بحرُها والجبل !
سماؤها والمقل !
نارُها والغزل !
شَعرُها والقبل !
….. ثلجُها والأمل !
طلـُّها والطلل !
ريقـُها والأجل !
سطرُها والوجل !
سحرُها والبلل !
قهرُها والمهل ! "
6 –
" لا تغادري – إذا ً- المسافةَ الصِفرَ بيننا ، حتى لا أكونَ وجهاً لسماء ٍ تتكسَّرْ ! "
7 –
" وفي فعل ِ التورّطِ بالحبّ ،
ثمة َ مضارع ٌ لا ينسى مشاغلـَهُ اليومية ،
يورّط ُ النَفـْسَ بالنـَّفـَس ،
يتغلغل ،
لأنّ فنَّ الحبّ هو قدرة ُ التغلغل ،
لتنبثقَ فلسفة ُ التوحّد .. ثلاثَ كلماتٍ : لحبِّـكِ مذاقُ القمر ! "
8 –
" موتـَئذ ٍ … أتابعُ صرختينا في ظلامِ الذهبِ المبعثر ِ نمشاً على تموّجاتِ بطنِكِ ، الذي وَحَّدَ الجسدينْ : أحدسُ أنّ عواصفَ القطبِ تعجزُ عن فكِّ التعمشق ِ ، عندما التفـّتْ على جذعي فروعُـكِ ! "
9 –
" قولي : تمهّـل.. تمهّـل
لأعرفَ إن كنتَ قلبي أم صوتَ قلبي
أقولُ : ومن يضمنُ ألا يأتي سوانا ويرقدَ في نومِنا
سأنسى قليلا ً من النوم ِ فوقَ الوسادة
وأفرغ ُ في كأس ِ ثغركِ ثلجي
وأعود ُ بحفنةٍ من توتِ السياجِ وما تيسّرَ من برق ٍ ومطر
فحضّري لشِعري شَعركِ ، وانثري كستناءَ صدركِ فوقَ السرير ! "
10 –
" ومع حفيفـِك ِ ..
سأمضي إلى حُجْرة ٍ كي أتابعَ البحثَ عن ليلةٍ من حنان ٍ في ملاءاتِ لونِك ِ ،
تمهّـلي – إذاً – لنكمل هذا العناق ونسجُدْ ، ونرفعَ الجبسَ عن حروفي الجريحةِ في حضرةِ غيابك ! "
حسام حسن