إلى امرأةٍ بطعمِ الخبزِ
دافئةٍ كما تمُّوزَ
باردةٍ كعصفِ الرِّيحِ في كانونْ
إلى ليلى منَ المجنونْ :
سلاماً يا بني عامرْ ,
سلاماً يا بني الأعمامِ
قد جفَّتْ ضروعُ الأرضِ
مات الوردُ في الأكمامْ ,
أرادوا الحبَّ بترولاً
وفَحْماً حَوَّلوا الأحلامْ ،
وإنِّي راحِلٌ عنكُمْ
لأرضِ محبَّتي في الشَّامْ .
**
إلى امرأةٍ كغصنِ الفجرِ
تِيْهَ الدَّلِّ والعجَبِ ,
إذا هبَّتْ رياحُ الشَّوقِ
مَيسَ البانِ والقصبِ ,
أُخَبِّئُها معَ الذِّكرى
وأُظهِرُها معَ العَتَبِ ,
وأُشعِلُ شمعَ أحرُفِها
نجوماً في سما هُدُبي ,
إلى امرأةٍ بطعمِ الحبِّ
عنها قيسُ لم يتُبِ .
**
إلى ليلى منَ المجنونْ :
رسالةُ أهلكُمْ وصلتْ
قرأنا بين أسطُرها
بأنَّ الخيلَ ما صهلَتْ
وأنَّ فوارِسَ الهيجا
عن الأوطانِ قدْ رحلَتْ
وأنَّ رجالكُمْ جَبُنوا
وأنَّ خيولكُمْ قُتِلَتْ .
**
إلى ليلى منَ المجنونْ :
سلاماً من ربوعِ الشَّامْ ،
سليني كيفَ يا ليلى وصلتُ الشَّامْ
وأيُّ قوافِلٍ حملَتْ
جنوني فيكِ
طالَ الدَّربُ
طالَ الدَّربُ يا ليلى
وأغرَقَ وجديَ الطُّوفانْ ,
هزمتُ الخوفَ طُولَ الدَّربِ
والقفراءَ ,
والنَّفراءَ ,
والذُّؤبانْ ,
ونمتُ على الغضى حيناً ,
على الأشواكِ أحياناً ,
وكالأفعى..
على الكثبانْ ,
سرحتُ معَ القطا يوماً..
وأيَّاماً معَ الرُّعيانْ ،
ببعضِ الخُبزِ يا ليلى
شرحتُ الحوتَ ,
والعذراءَ للرُّعيانِ ,
والميزانْ ,
بِمِلء فمي منَ الألبانْ
قرأتُ عليهِمُ شِعراً
تشيخُ وتهرَمُ الأزمانْ
ويخلدُ فيكِ يا ليلى
كما الإنجيلِ
والقرآنْ .
قطعتُ البيدَ ,
والقفراءَ ,
والنَّفراءَ ,
يُفزِعُ منظري الشَّيطانْ ,
وكنتُ أحسُّ أنَّ الحبَّ لا يحتاجُ
لا بيتاً ,
ولا أهلاً ,
ولا عنوانْ ,
وأنِّي في طريقِ الشَّامِ
لا أحتاجُ نجمَ القُطْبِ يَهديني
ولا لمنارةِ الرُّبَّانْ ,
وأنِّي في طريق الشَّامْ
كانَ اللهُ في عَوني
فكنتُ أُحِسُّ باطمئنانْ ,
كنتُ أشمُّ ريحَ الخُلدِ
في النِّسرينِ ,
في الجُوريِّ ,
والرَّيحانْ ,
سلامَ الحبِّ يا ليلى
سلامَ العاشِقِ الولهانْ .