قبل الغروب بساعة ،
سار اهل قرية الملول وراء نعش الشهيد
يشيعونه الى ذكراه
يتقدمه جمع من اهل صفه–يحملون باقات الورد
لم يشتروها انما قطفوها من حدائقهم
عطر دعاء وسقيا لثرى الوليد
وفي فضاء المسيرة الى المقبرة –الراسخة على الحدود الجنوبية –يرفرف ترتيل عبد الباسط ، يضفي على رحلة الوداع الاخير طمأنينة العودة بين يديْ الله
ومن وراء
ومن امام
وعلى جانبي الطريق
ترسل النسوة زغاريدهن برشات غزيرة من العطر –والدعاء
وحدها العصافير والغيمات ترحل الى الشمال تظلل ذكرياته المنتشرة في زقاق القرية وفي ملاعبها وفي براريها -وعلى ضفاف سواقيها —
ترش هناك زقزقاتها ورذاذها على افيائه واعشاب طفولته
يسر الموكب بالنعش السعيد ومن حوله صفان من شبان ترتجف الدرب تحت اقدامهم الراسية الواثبة للثأر ——
اودعوا جثمانه لحده المضيء
تسالموا
وحده –أبوه —-تترنح قدماه –اتخذ طريقه الى عمق المقبرة
تحت شجرة شربين 1،باسقة __مغبرة بكثرة ما لملمت من غبار لحزن –وآخر نظرات الوداع !!!!
جلس القرفصاء– وجهه الى القبلة –بسط كفيه يقرأ الفاتحة
وهي ترتجف كانت تقرأ الحروف دمعة دمعة تتساقط عليها من مقلتين عرفت القراءة في عينيْ امه
افتقده الجمع لكي يسير امام عودتهم
كل من مكانه اتجه نحوه
رافعا كفيه –يقرا الفاتحة ويدعو بالرحمة والغفران
نهض
صوته يرتجف موجه على سمع الجميع—-
–امي -افتحي –جرحك الذي رحلت به
–امي –ضمي الوليد اليك –