بدأ أسبوع لندن للموضة صاخباً بالنجوم، انتهى كذلك، حيث طغى حضور النجوم على أكثر العروض التي قدّمت يوم أمس، والتي توزّعت على أسماء شابة واعدة وعلى البرامج والمسابقات التلفزيونية وحفلات الكوكتيل ولقاءات العمل. ويُمكن القول إنّ اليوم الأخير من أسبوع لندن كان لتوديع المدينة، قبل السفر إلى ميلان؛ فمع خفوت أضواء العاصمة البريطانية، تتلألأ أنوار منصّات العروض الإيطالية في ميلان. ولكن مغادرة لندن لا تكون من دون أن نتوقف عند بعض العروض المهمّة التي أنعشت مزاج اليوم الأخير، ومنها عرض المصمم التركي Osman Yousefzada الذي قدّم مجموعة ساحرة، لعب فيها على وتر الخامات المنوّعة، خصوصاً الأقمشة المخرمة التي تشفّ عمّا تحتها من ألوان براقة وأقمشة الساتان الشرقي المذهب والفرو الملون. وقد كان المصمّم التركي أميناً على بصمته الخاصّة التي يمكن إجمالها بكلمتين هما "البساطة الناعمة"، والتي تؤطّرها دائماً حرفيته العالية وإلمامه بفنون الخياطة وعشقه للثقافات القديمة. وقد أكد عثمان يوسف زاده أنه يُخاطب دائماً المرأة الواثقة المستقلّة، معترفاً بأنّ ملهمته الأولى هي الممثلة Cate Blanchett، التي واظب على حضور إحدى مسرحياتها لأكثر من ستة أشهر متواصلة. إلى ذلك، لا يُمكننا أن نغفل أيضاً عرض دار Meadhamkirchhoff للثنائي Edward Meadham وBenjamin Kirchhoff اللذين نجحا في تحويل منصّة العرض إلى ما يُشبه المرايا التي تعكس ألوان قوس قزح. لذا، لم نتفاجأ بسماع أغنية "Oh we are mirrors in the sun and we brightly shine" التي رافقت العارضات، وهن يتهادين بالجاكيتات الأنيقة ذات التدرّجات الليلكية والحمراء الميتاليكية، وبثياب الشيفون ذي اللون الوردي السكري والتنورات الطويلة والضيّقة (pencil). وقد جذب انتباهنا تلك النقوشُ التي تمثل قلوباً حمراء، مكتوبٌ عليها كلمة tralala، فعرفنا أنها مستوحاة من اسم عطرهما الجديد. وفي نهاية العرض قال Edward: "إنها المرة الأولى التي لا أكون فيها حزيناً أو غاضباً أو راغباً في تغطية وجهي خوفاً وقلقاً".
أخيراً، نأخذك إلى عرض المصمّمة الإيرلندية Simone Rocha، التي قدّمت ثياباً عصريّة، فيها كثير من اللمسات الرومانسيّة التي تتمثل بالتطريزات الناعمة وبفساتين التافتا والأورغنزا الهادئة. وقد أعجبنا توظيفها الذكي لنقشة التارتان الحمراء وطريقتها في التعامل مع الألوان الحارة والسكرية والباستيلية واستخدامها معاً في المجموعة الواحدة. أما عن الإلهام الذي يقف وراء هذه المجموعة، فتؤكّد المصمّمة تأثرها بأحد معارض الرسم الذي أُقيم في قاعة National Portrait Gallery اللندنية، والذي قدّم الأنوثة بطريقة محافظة.
وعند نهاية العرض، تابعنا عرابة الموضة Anna Wintour، وهي تُهرع إلى الكواليس لتهنئة المصمّمة على نجاح العرض في شهادة لا يحظى بها إلا القلائل ممّن يعدّون على أصابع اليد الواحدة.
وأخيراً، إليك بعضاً ممّا قدّمته لندن في وداع أسبوعها الذي نقل صخبه وضجيجه إلى ميلان، التي فتحت ذراعيها لاستقباله في .