
كي اغفو هنيئاً
كي اتجنّب الكوابيس: مرات ومرات
عمّمتُ رأس التاريخ
طربوشاً من نسيج اصابعي
منقوشاً : عزّتي وكبريائي
لأني يقين" ان استيقظت :
سيبدأني الجنون والسفر الجاهلي
الى القواغل الاولى
يوم تاهت النوق في البرّية
مذعورة من صليل السيوف
داهسة تحت اقدامها سلالات حروفنا الطازجة.
وبقيت حروفنا تمشي حدباء حتى الآن
بين الخلفاء وبين المدينة والصحراء.
انام هنيئاً
وانا اكتب فوق طربوشي:
انا افتخر بتاريخي
الا تذكرون معي كيف دمّرنا منغوليا؟
وسحلنا تيمورلينك في شوارعها
وزرعنا نطفتنا العربية في احشاء نسائهم / كعلامة/
وكَدَنّا رجالهم كالحمير حتى مقتناهم ثم عتقناهم وعدنا
لانهم قوم بلا كرامة؟!
انام قرير العين وانا اتفرّس اخلاق اجدادي ثم اكتبها
وانا اتحرّق لدفء شمسنا الهاجرة وعصف ريحنا الفتوحية
لم نكن دخلاء عليكِ يا أندلس ولا غرباء
ولا قراصنة من البحر جئنا ولا على شواطئك احرقنا السفن
جئنا كما امرنا الله:
أطعموا الجياع في الارض الغنية
انشروا رسالتي بالتبشير والدعاء
رددوا هتافكم صبح مساء
دعوا الاطفال ياتون الينا
نعلمهم قليلاً من اغانينا
هاكم سيوفنا قلّموا فيها الشجر
هاكم رماحنا اسقطوا فيها الثمر
وهذي التروس للذكرى والعبر
معذرة ايها الاصدقاء:
ها قد اكتملت معارفكم
وامتلأت عنابركم وصحّ اطفالكم
وشيّدنا قصور غرناطة والحمراء
واشبيلية للفقراء
ونحن في ضيافتكم ثمانية قرون خلت
فذي بلادنا تنادينا من بعيد:
عودوا ايها الرسل الى الوطن السعيد
وانتم تغادرون: لا تنسوا التحية لذاك الشعب العنيد.
سأنام عاشقاً لتاريخ بلادي
كي اتجنّب هلوسة المنامات والاستباحات
وأحلى نقوشي طرّزت طربوشي بها :
آه يا وطن الفراديس يا عش الحمام
ما أروع القديس معاوية والي الشام
يوم راح زحفاً الى الكوفة يتضرّع بين يدي الخليفة
مولاي علي : في الطاعة قوة ثم وحدة
جاءني جبريل في الحلم هكذا قال لي
مذ ذاك انطفأت شمس المذاهب في بلادي
أقمنا معبداً للصلاة في الرصافة
تحج اليه جند الشام والكوفة
وكهتاف مسرّة خاطب الوالي الخليفة:
يا أبا الحسنين من الآن ثم ………..
لا تخاطبني بالبيان بل بالبنان
ساد السلام بلادي رحلت طعنات الغدر بالخنجر
زغرد الناس في البراري :
الله اكبر …. الله اكبر
بعد الان لن نُقهَر
بقلم الشاعر : انطون دوشي/