الحجز على أموال (659 ) شخصاً خلال الشهر الأول من العام الجاري أبرزهم حوت واسكاف لتورّطهم بالأعمال الإرهابية
31/03/2014
شركة حصلت على قرضين من العقاري بقيمة ( 433 ) مليون ليرة .. توقفت عن التسديد .. وأصحابها مولوا الإرهاب وحرّضوا … ..!
أعتقد أنَّ أحداً لم يكن يتوقّع يوماً أن تصل الأمور في سورية إلى ما وصلت إليه اليوم، حتى أولئك المتآمرين الذين خططوا بهمجيتهم لضربها لم يضعوا في حساباتهم أن تطول المسألة إلى هذا الحدّ كله، إذ كانوا يتوقّعون – مثلما نعلم جميعاً – وعبر آفاقهم الضيقة، أن تنجلي الأمور وتنتهي خلال شهرين أو ثلاثة بإسقاط ( النظام ) فالأمير القطري البائد استعدّ بكل حماقته ليقضي عيد رمضان في دمشق، فقضت عليه دمشق ولم يفعل، والرئيس الفرنسي البائد الآخر ( ساركوزي ) بمقدار ما أرغى وأزبد فإنه يبدو اليوم محنّطاً .. لا سلام ولا كلام، وخلفه هولاند يتلقى الصفعة بعد الصفعة، وكان آخرها هزيمة الاشتراكيين في الانتخابات البلدية، وهيلاري كلينتون لن نتحدث عنها وعن خيبتها ، باعتبارها سيدة، فنحن نُقدّر السيدات وعطائهنّ وحنانهن.. وهي في الحقيقة لم تكن هكذا ولكن هي على الأقل تشبههنَّ شكلاً .
والواقع فإن كل الذين وقفوا بقوة تآمرية ظالمة ضد سورية اندحروا أمام صبرها وعزيمة قيادتها وصمود جيشها وشعبها، كالرئيس محمد مرسي الذي قلَبَ وانقلبت معه المعادلات، وبندر بن سلطان تلاشى، وأمير الإمارات خافت كنوّاسة نوم، وأمير الكويت متردد خائف، وملك الأردن لا يعلم أساسه من رأسه، وسعد الحريري خلع الجاكيت ولم يعد يعرف كيف يلبسها ، فلا برج مطار دمشق ناداه، ولا الحدود بقيت متاحة أمام دسّ جرائمه عبر جبناءَ مأجورين .
أما أولئك الذين تآمروا وظلموا ولم يندحروا بعد، فإن رداء الهزيمة والاندحار يلتفّ حولهم ويضيّق الخناق عليهم، فالعربية السعودية صارت مملكة مرتجفة لا تعرف كيف تجرّ ذيول الخيبة، الملك على وشك التنحي بأوامر أمريكية، وولي العهد زوّد بولي آخر خوفاً من أن يسبق الملك ..!.
وأما تركيا الأردوغانية فتتخبّط من فشل إلى فشل ومن فضيحة إلى أخرى، ولن يشفع لها فوز الحزب الحاكم بالانتخابات الحالية، لأن بوادر هيستريا الانهيار الأردوغاني باتت واضحة، ولعل أقل الدلائل محاولات أردوغان المفضوحة تعمية الشعب التركي ومحاولة فصله عن التواصل العالمي من خلال حجب مواقع التواصل الاجتماعي والعديد من خدمات الأنترنت، وهذا ما سوف ينعكس وبالاً على السياسة الأردوغانية، ولن تستطيع حضارة الشعب التركي أن تحتمل مثل هذا التضييق.
مُجمل هذه المعطيات كانت مؤلمة في نفوس السوريين كثيراً، لأن سورية لم تحمل يوماً شراً لأي من هؤلاء، بل على العكس كانت دائماً تريد الخير لهم، وتبني سياساتها على هذا الأساس، ولكن وعلى الرغم من ذلك ربما لم تكن مفاجئة كثيراً، فعرق الخيانة عند هؤلاء لم يبرح منظره من أذهان السوريين.
غير أن الشيء المفاجئ والذي لا يكاد يُصدّق هو كيف أنَّ الكثير من بعض السوريين ( وأعني ما أقول الكثير من بعض السوريين ) قد انصاعوا بهذا الشكل المريب لإرادات أولئك الخونة، ولم يستطيعوا تحصين أنفسهم أمام إغراءاتٍ عابرة من مالٍ وسلاحٍ ووعود زائفة ..؟!! كيف تورّطوا بما تورّطوا به وقبلوا أن يكونوا مأجورين هكذا، وذهبوا بعيداً إلى حدود استعداء الوطن والقبول بتدميره، والتدخل الأجنبي وإظهار نبذ التعايش الأخوي والحقيقي بين مختلف موزاييك الشعب السوري المشبع بالمحبة والإخاء، واندفعوا للقيام بأبشع أنواع الجرائم من ذبح وقتل وتقطيع واغتصاب وتشريد وهتك أعراض وسلب ونهب وتدمير ممتلكات، وعلى منحى طائفي ليُحدثوا بين أفراد الشعب نوعاً من الفزع بأنه مهدد طائفياً..؟؟! والأمر ليس كذلك، فيبدو أنه لشدة الشعور بوحدة وطنية حقيقية بين السوريين جميعاً، كان لا بدّ من محاولة إحداث هذا الشرخ الكبير عبر تلك الصدمات الرهيبة المُصطنعة، لتغيير القناعات، وأعتقد أنهم فشلوا إلى حدٍّ كبير، فالإنسان السوري عندما يركن لعراقته ولسوريته الحضارية، سرعان ما يلفظ مثل هذه الألاعيب، ويكتشف مثل هذه الأفخاخ فيسخر منها ويبتعد، وكان فعلاً يبتعد، وأنا شاهد عيانٍ على ذلك، فأنا ابن الساحل السوري، لم أكن موجوداً اليوم على هذه الأرض لولا لطف الله عزَّ وجل وتوفيقه، والحماية الأخوية الحميمة التي تلقيتها من أبناء دمشق وريف دمشق، من الغوطة الشرقية والغربية، كانوا من جوبر وحزة والنشابية والديابية، وحتى من دوما وحرستا والرحيبة ويبرود، كلهم كانوا قلباً واحداً في حمايتي أنا وزوجتي، من بطش وإجرام أولئك الإرهابيين الذين جاؤوا بالفعل يطلبوننا بالاسم، حيث غزوا مدينتنا ومحل سكننا واحتلّوه ولا يزالون، غير أنَّ أولئك الجيران والأحبة تمكّنوا من تحييدنا بعيداً عن أنظارهم، طوال مكوثنا هناك، وحين خرجنا أيضاً، ليتحمّلوا بذلك مسؤولية ضخمة كان يمكن أن تنتهي ببساطة إلى قتلهم وذبحهم، ولكنهم أصرّوا على ذلك مُعبّرين عن قناعاتهم بأنَّ الوطن فوق الجميع، وأنَّ هذا الادّعاء الطائفي الذي يأتي به المسلحون الإرهابيون ليس أكثر من هرطقة لا أساس لها من الصحة، وما هو إلا حالة تنفيذية لأسيادهم الخارجيين الذين لم يعودوا يعرفون كيف سينالون من هذه الرابطة السورية العصية عليهم..؟
وليس فقط كذلك، فأمام حجم الإجرام الفظيع الذي زرعوه في عقولهم، وجدوا أنفسهم متورطين بالتزحلق إلى أحضان العدو الصهيوني الغاصب الذي غدا صديقاً أمام عداوتهم للوطن..!
والملفت أنَّ المسلّحين أنفسهم قد ضاق الكثيرون منهم ذرعاً بما هم فيه، ولم يعودوا يعرفون كيف يمكن لهم أن يخرجوا من هذه الورطة، وقد وشى البعض منهم لجيراننا هذه الحالة، ولكنهم على حدّ زعمهم لم يعودوا يعرفون كيف سيتخلّصون من هذا الشرك ..؟ فقد وقعوا في الفخ، وتورّطوا، فإن بقوا هكذا هم غير راضين عمّا يحصل، وإن حاولوا الانسحاب فهم مهدّدون بالقتل كما قالوا ..!!
هؤلاء المسلحون المتورطون الإرهابيون، سوف يبقون بنظرنا ونظر الدولة متورطين إلى أن يعدلوا عن ذلك، ويعودوا – كما صار شائعاً – إلى حضن الوطن، وليس فقط المسلحين، بل كل من يعارض في الخارج بالموقف والكلمة وهو يتلطّى بشكلٍ كلّي أو جزئي خلف قوة من تلك القوى الإرهابية البائدة التي تنصب العداء لسورية، وكان من الطبيعي أن تتخذ الدولة ضد هؤلاء إجراءات تتناسب مع مواقفهم وأفعالهم، وفي هذا السياق تواصل الحكومة عن طريق وزارة المالية بإصدار قرارات الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لمن تثبت عليه تورّطه بالأعمال الإرهابية التي تشهدها سورية، وخلال قيامنا بعملية إحصاء لهذه الحجوزات تبيّن مبدئياً أنه قد تمَّ خلال الشهر الأول من العام الجاري 2014 الحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة لعدد من السوريين وصل إلى ( 659 ) شخصاً، منهم عدد قليل من الفلسطينيين السوريين، ومن العراقيين، وما تبقى كلهم سوريون كان أبرزهم في ذاك الشهر الفنان همام حوت، الذي حجز على أمواله لثبوت تورّطه في الأعمال الإرهابية التي يشهدها القطر – حسبما جاء في قرار الحجز، والفنانة مي اسكاف، التي حجز على أموالها لوجود علاقة لها مع المجموعات الإرهابية المسلحة، واستخدام العقار ( 1509 ) في الشاغور – بساتين، الشريكة في ملكيته، مركزاً لعمليات توزيع الأدوية للإرهابيين، حسبما جاء في قرار الحجز أيضاً.
وهناك من حجز على أمواله وعقاراته وآلياته لتقديم الدعم المادي واللوجستي للمجموعات الإرهابية المسلحة، والبعض حجز على أملاكه بالكامل نظراً لتورّطه بجرائم واقعة على أمن الدولة، والأنكى من ذلك أن بعض هؤلاء حصلوا على قروض من الدولة، وراحوا يعيثون فساداً ضد الدولة، مثلما فعلت شركة سليم العرنوس من التل، حيث حصلت على قرضين من المصرف العقاري / الفرع التعاوني بقيمة ( 433 ) مليون ليرة ومن ثم توقفت عن تسديد الأقساط، وتبيّنَ – حسب قرار الحجز – قيام أصحاب هذه الشركة بدور معادٍ للقطر من خلال عمليات تمويل ما يُسمّى ( الثورة السورية ) والتحريض ضد النظام ..!!.
وعَود على بدء نشير مرة أخرى إلى ( الكثير من بعض السوريين ) فمن المستغرب جداً هو من أين جاء هؤلاء السوريين جميعاً المناهضين للتيار القومي المقاوم ..؟! كيف استُبدلت مواقفهم وانطلى عليهم التورّط في هذا المستنقع الآسن، على الرغم من أنَّ كل الدلائل تُشير لا بل وتحسم بأنَّهم يسيرون في الطريق الخاطئ المكلل بالفشل، ويكفيهم ذلاً وبؤساً أنهم يلتقون في توجهاتهم مع التوجهات المعلنة لإسرائيل وأمريكا وقوى الغرب والسعودية، التي تُشكّل بمجملها خلطة ( اغتصاب الأرض واضطهاد الشعوب وفن الخيانة ) ..!.