تتباكى أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، على (إعادة روسيا) لجزء من أراضيها في أوكرانية
وتناسوا قتـــل ملايين الأطفال، في الفيتنام، في العراق، في سورية، في اليمن،
على جماجم شعوب القارات الخمس، بنوا حـــضارتهم العــرجاء، وجمعوا ثرواتهم
بقلم المحامي محمد محسن
يشهد التاريخ، كما يشهد العالم، أن أول خطوة خطتها الحضارة الإنسانية كانت على أرضنا.
و(الأرض الأم التي رعت الحضارة لن تكون عاقراً).
ومع ذلك كثير من المثقفين العرب لايزالون يسألون
لمــــــــــاذا تَقــــــــــــدم الغـــــــــــــــرب وتَخـــــــــــلفنا؟؟
وغالبية الذين يجيبون على هذا السؤال، يغوصون في الجزئيات، التي يعكسها واقعنا الذاتي، للبحث عن أسباب لتعليل ذلك، وحتى تلك الجزئيات، وعلى رأسها:
التخلف الديني، الصراعات البينية، التخلف الثقافي، الأمراض الاجتماعية، رغم كل الأدوار السلبية التي تلعبها هذه الأمراض، كان سببها الغرب الذي استعبدنا.
وسنبين ذلك بالتفصيل.
خمسة قرون وأوروبا تستعبد شعوب القارات الخمس، ولا تستعمرها، وتعميم مصطلح استعمار، بدل مصطلح استعباد، هو ألف باء تشويه الحقيقة، وذر الرماد في العيون، وإشاعة جو من التضليل حتى للباحثين العرب الجادين.
لاحظوا الفرق الشاسع بين المصطلحين، بين (الاستــعباد، والاستـــعمار)!!
فعبارة يستعمروننا تعني أنهم جاؤوا لمساعدتنا في إعادة اعمار بلداننا.
انه لكذب وتضليل وتشويه للمصطلحات.
لا يحق لأي عاقل متنور في العالم، أن ينكر، أن نهضة أوروبا الحضارية واستقرارها، وتقدمها العلمي، قامت من استثمار عرق الشعوب ودمائها، التي استعبدتها، ومن سرقة طاقاتها، المادية، والبشرية.
والآن تنازلت أوروبا عن وصايتها إلى (سيدتها) الولايات المتحدة الأمريكية، التي سلمتها مفاتيح قراراتها الاستراتيجية، وهذا شكل متطور من الاستعباد.
ولكن السؤال ماذا فعلت دول الغرب كلها، ولا تزال تفعل في بلداننا، ومجتمعاتنا؟؟
من قسم سورية إلى أربع دويلات صغيرة، أليس الغرب؟، ليس هذا فحسب، بل وضعت غالبية الدول العربية ولا تزال، تحت وصايتها، وباعت فلسطين إلى إسرائيل.
أليس الغرب هو الذي أسس إسرائيل، ودعمها بالمال، والسلاح، والرجال؟؟
لماذا خلقها الغرب في منطقتنا؟ أليس الهدف الأهم حرمان سورية، من أي شكل من أشكال الاستقرار، والطمأنينة.
أليس الاستقرار أهم شرط من شروط توفر التقدم؟؟
هل عاشت الدول المحيطة بفلسطين، وبخاصة سورية، يوماً بدون حرب أو استعداد لحرب؟ وكم استنزفت هذه الحروب من طاقاتنا البشرية والمادية، عبر ما يقارب الماءة عام؟
أليس هذا من أهم أسباب تخلفنا،
أهم نقطة استثمر فيها الغرب الدين.
ليس هناك نقطة ضعف في مجتمعاتنا، يمكن استغلالها، واستثمارها، وتوظيفها لتمزيق مجتمعاتنا، كما يفعل الدين، وهذا ما اكتشفه الغرب باكراً، فكان سلاحهم الأمضى.
(الفقيه) ابن تيمية الذي مات في القرن الثالث عشر، أي قبل تسعة قرون، في سجن قلعة دمشق، بتهمة الزندقة، هذا الفقيه التحريفي كَفَّرَ:
(من يُعْمِلَ العقل في الدين).
لذلك كان هذا الفقه ضالة بريطانيا، عندما كانت تستعبد الخليج العربي،
عمدت إلى إحياء فقه بن تيمية من خلال التحريفي (محمد بن عبد الوهاب) الذي تبنى فقه الزنديق بن تيمية، من خلال ما سمي بالوهابية، والتي تقوم على قاعدة:
(من دخل في دعوتنا له ما لنا وعليه ما علينا، ومن لم يدخل كافر مهدور الدم).
أي أن كل من ليس وهابياً يُقتل، ومن جميع المذاهب الأشعرية الأربعة، وغيرها من المذاهب.
ثم أليست بريطانيا ذاتها هي التي أسست حزب الاخوان المسلمين، عام /1926 / عندما كانت تستعبد مصر؟
الحزب الذي يعتبر نفسه (الحاكم باسم الله)، وكل من يخالفه كافر، والكافر يقتل، هل نسيتم فتاوى (القر ضاوي).
هاتين الحركتين التحريفيتين، كفرتا جميع المسلمين الذين لا ينضوون تحت واحدة من هاتين الحركتين.
وأخيراً نسأل:
أليست القاعدة وداعش، وكل الحركات المتفرعة عن هاتين الحركتين، هي بنت هذا الفقه التكفيري القاتل.
ألم تكن هذه الحركات الإرهابية أداة الغرب، ومحمياتهم في الخليج، لتمزيق سورية، وتدميرها، وإعادتها إلى القرون الوسطى،
ومع ذلك لا تزالون تسألون!!
لمــــــــــــــاذا تقــــــــــــدم الغــــــــــــرب، وتأخـــــــــــرنا؟؟؟؟