لكـل مـرحلــة شــواخصهـا وتـوصـيفـات تحـديـاتهـا , مـثلمـا لهـا ضـروراتهـا والاولـويـات التي تفـرضهـا تفـاعـلات واقعهـا مـع العـوامـل المنـاخيـة السيـاسيـة الدوليـة والاقليميـة والداخليـة المـؤثـرة علـى مفـروزات معـطيـاتهـا , والخـروج مـن قبضـة اي تحـدي يحتـاج الـى قـائــد بمســتوى التحـدي ذاتــه , وصـاحـب ارادة فـي اتخـاذ قـرار اللحظـة التـاريخيــة , الـذي يضـع الحـدث علـى سكــة المسـار الصحـيـح , ويتخطـى ثغـراتـه ,ويحـتوي صـدمـة انطـلاقـته, ويمـتص زخمــه بمـوضـوعيـة اولا , وشجـاعـة ثـانيـا ,وحنكــة ودرايــه ثـابتـه ثـالثـا , واخـلاقيـة وطنيـة جمعيـة رابعـا .
مـا تعـرضـت لــه ســوريــة مـن تـآمـر لا اخـلاقــي وعــدواني تعـدى كـل الحـدود والاعـتبـارات , قــد فـرض تحـديـات وواقــع جـديـد فـي الشـارع الســـوري وغيـرالكثيـر مـن القيــم التي كـانت ســائــده فيــه , والنهـوض بهـذا الـواقـــع واحـتـواء تـحـديـاتــــه وتـداعيـاتـه المسـتقبليــة , ليس بـالسهـولـة التي قــد يتصـورهـا البعـض , أو يعتقــد آخـريــن انهـم قــادريـن علـى تجـاوزهـا لمجـرد اجـراء مصـالحـات وتسـويـات وتفـاهمـات هـنـا , واصطنـاع معـالجـات مـوضعيــه وتـرقيعـات مكـانيــة هـنـاك , و عمليــة اعـادة تـأهـيـل وأنســجـة المجـتمـع تحـتـاج الـى اســتراتيجيـة تتعـدى المـرحليـات والتكتيكـات , وتـركـز علـى جـوهـريــة المـُشــكـل واســاسـيـاتــه , وليس مجـرد التعـامـل مـع اعـراضــه الآنيــه ,وهــذا يضعنـا أمـام استحـقـاق القـائــد الضـرورة الـذي يمتـلك الـدرايـة والشجـاعـة معـا , ولا يـتـردد فـي اتخـاذ القـرار , ويتمسـك بمسـؤوليـاتـه الشـرعيـة والاخـلاقيــة , ويحـافظ علـى مصـداقيـة القسـم الذي عـاهـد بـه الـوطن والشـعب ونفســة , والـرفـيق بشـار الأســد ومـن خـلال المعـرفـة والتجـربـة بســنـوات ادارتــه لـلأزمـة الســوريـة , لا نقـول فقط هـو الاصـلـح والاجـدر بـالاستمـرار فـي اكمـال مهمـة محـاربـة الارهـاب مـن جـانب , والسيـر بسـوريـة نحـو ضفــة النصـر الحتمـي على جميـع جبهـات المـواجـه العسـكريـة والسيـاسيـة واللاقتصـاديـة والاحـتـوائيـة المجتمعيــة مـن جـانب آخـر , بـل ولا نغـالط ولا ننحـاز ولا نتـاجـر بشـعـارات وديماغـوجيـات , اذا اجـزمنـا وبكـل ثقــه , انـه الضمـان للمسـتقبـل والضـرورة للحـاضـر , حـيث اثـبـتتالايـام صحـة ومنهجيتـه رؤيتــه وحكمـة تعـاملـة مـع التحـديـات فـي زحمـة مخـاطـرهـا ومفصـليـاتهـا .
ليس مـن بـاب المقـارنــة , فـشتـان مـا بيـن اصحـاب المبـاديء والقيـم والثـوابـت , وبيـن حـفـاة الانهـزاميـة والتبعيــة والتـاريـخ العمـالاتـي الاســود , ولـكـن احيـاننـا الجـدل يفـرض المقـاربـات لـلاسـتدلال وليس ســواه , فمـا تعـرضـت لـه ســوريـة مـن حـرب اسـتنـزاف واسـتهـداف علـى جميـع الاصعـده والميـاديـن العسكرية والامنيـة ,والاقتصـاديـة والبنيـويـة التحتيـه والمحتمعيـة عمـومـا , ومـا تعـرضت لـه شخصيـةالـرئيس بشـار الاسـد وتـاريخـة العـائـلي وانتمـاءه المجتمعـي تحـديــدا , تـفـوق مئـات المـرات والمـرات مـا تـعـرضت لـه تـونس ومصـر وليبيــا واليمـن وشخـوص رؤسـائـهـا ,بن علي ومبـارك والقذافي وعلي عبد الله صالح , الـذيـن تخلـوا عـن مسـؤوليـاتهـم بليـلة وضحـايـا , وتـركـوا السـاحـة بطـريقـة مـُخجلـة ومـُـذلــه , اعـطت الضـوء الاخضـر لـرعــاة مشـروع الفـوضـى الخـلاقــه وادواتهـم للإستمـرار قـدمـا بتنفيـذ مخططهـم , كمـا أنّ هـروبهـم هـذا اثـبت خطـأ اسـتراتيجيـات تحـالفـاتهـم الـدوليـة والاقليميـة , وعــِزلتهـم الفعليـة عـن شـارعهـم الشـعبي ومـؤسسـات دولهـم العسـكريـة , التي لا اقـول انحـازت الى مـا يسمـوه بـربيـع الشـارع العـربي , بـل إنهـا سـقـطت فـي اول اختبـار , وضـاعـت فـي تسـونـامـي التـزييـف الاعـلامـي والشيطنــه , بينمـا الأمـر كـان مخـتلف تمـامـا فـي ســوريـة , حـيث عـدم تخـلـي الرئيس الأسـد عـن مسـؤوليـاتـه الشـرعيـة والوطنيـة والاخـلاقيـة , وثـبات المـؤسسـات العسـكـريـة والأمنيـة علـى قسـم ولاءهـا للـوطـن وقيـادتهـا ,وعـدم انجـرار الاغلبيـة المجتمعيـة وراء التثـويـرات والتحـشيـدات الانفـعـاليـة المذهبيـة والدينيـة والعـرقيــة , نســتدل منـه صحـة المنهـج الذي اختطـة الـرئيس الأسـد لســوريـة الـدولـة وجـيشهـا واحـرار شـعبهـا واسـتراتيجيـات ومتـانـة تحـالفـاتهـا ,وهــذا مـا يجـب أنْ تكـون عـليـة ســوريـة المتجـدده فـي مسـتقبل عهـدهـا , الذي ســيتخطـى التحـديـات ويسـتلهـم العبـر ويــؤسس الـى مـدنيـة الدولـة الديمقـراطيـة المتعـدده والجـامعـة لكـل اطيـاف المجتمـع السـياسيـة والأثنيــة .
احمد الأسدي – الاردن العربي- القلم