ولد انطون تشيخوف في 29 يناير/كانون الثاني عام 1860 في مدينة تاغنروغ ، وهي ميناء روسي يقع على ضفاف بحر أزوف جنوب روسيا .
وكان تشيخوف الأبن الثالث من ستة أبناء لأب يعمل في التجارة. والتحق بمدرسة ابتدائية للصبيان، و ارسل في السنة الثامنة من عمره إلى مدرسة خاصة حيث اشتهر بتعليقاته ومزاحه وبراعته في إطلاق الألقاب الساخرة على الأساتذة.
كان أنطون عاشقا للمسرح والأدب منذ صغره، وحضر أول عرض مسرحي في حياته (أوبرا هيلين الجميلة من تلحين باخ) عندما كان في الثالثة عشرمن عمره. وكان ينفق كل مدخراته اليومية لحضور المسرحيات، حيث كان مقعده المفضل في نهاية صالة العرض لإنخفاض سعر التذكرة هناك .
عمل تشيخوف بالتمثيل في مسرح الهواة، وأحيانا كان يؤدي أدوارا في عروض المسرح المحلي. وقد حاول آنذاك كتابة قصص فكاهية، كما إنه ألف في تلك السن أيضا مسرحية طويلة أسماها "بلا أب" لكنه تخلص منها فيما بعد.
أنهى تشيخوف معهد الطب وعمل طبيبا ممارساً. ولذلك نجد الكثير من الأطباء من بين أبطال قصصه مثل آستروف وديموف وإيونيتش، ".
جهد تشيخوف من اجل إعالة جميع أفراد عائلته. واصيب بمرض السل عندما كان شاباً ، وكان مرضه معروفاً بالنسبة له ، غير انه لم يعالج نفسه نهائياً. فنصحه الأصدقاء بالسفر للعلاج في مصح بادن فيير بألمانيا. لكنه توفي هناك في 15 يوليو/تموز عام 1904 بعيداً عن الوطن والأصدقاء. وتم نقل جثمان الكاتب الروسي العظيم إلى روسيا. حيث دفن تشيخوف في مقبرة نوفوديفيتشي بموسكو التي تضم رفات مشاهير روسيا .
عاش تشيخوف كإنسان متواضع و نزيه مثلما كتب هو قائلاً " في الإنسان كل شيء يجب أن يكون رائعاً: وجهه، وهندامه ، وروحه، وأفكاره ".
يعتبر تشيخوف من عمالقة الأدب الروسي كما أنه من أفضل كتاب القصة القصيرة على مستوى العالم. كتب عدة مئات من القصص القصيرة ويعد الكثير من اعماله ابداعات فنية كلاسيكية خالدة مثل " وفاة موظف " و" مزحة " ،و" جهاز العروس" و" حكاية مملة ". كما كتب تشيخوف عام 1890 وهو في قمة نضجه وصعوده إلى ذروة الأدب الروسي القصة الوثائقية " جزيرة سخالين" التي تتحدث عن رحلته إلى تلك الجزيرة النائية الواقعة عند الشواطئ الشرقية لروسيا . تركت مسرحيات تشيخوف أثرا عظيما على فن الدراما في القرن العشرين مثل: "طائر النورس"، و"الخال فانيا"، و"الأخوات الثلاث"،و" بستان الكرز" وغيرها.
قال الاديب الروسي ليف تولستوي أحد أعظم كتاب الرواية في العالم : " لقد أسس تشيخوف أشكالا جديدة لفن الكتابة في العالم أجمع، لم أر مثلها في أي مكان آخر. وبعيدا عن كل تواضع مزيف أؤكد أن تشيخوف أرفع مني بكثير".
إعداد : محمد عزوز