كشفت صحيفة (الاندبندنت) البريطانية أن الأمم المتحدة وأوروبا وحكومات الولايات المتحدة والدول الغربية والمنظمات غير الحكومية ترسل ملايين الجنيهات والغذاء والأدوية إلى المناطق التي تسيطر عليها الجماعة الاسلامية المتطرفة "الدولة الاسلامية " في شمال سورية، أي إلى مدن مثل الرقة، ومنبج و جرابلس، التي شهدت عمليات قطع الرؤوس بالإضافة إلى الصلب منذ تولي الجماعة الإرهابية في أوائل هذا العام.
وتصل المساعدات من المواقع الحدودية المتبقية مع تركيا في ريحانلي و كيليس للجماعات الإسلامية، حيث توفر المجموعات الغربية مثل فيلق الرحمة الدولي، والمجلس النرويجي للاجئين، ومنظمة الرؤية العالمية، لجنة الإنقاذ الدولية وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الإمدادات إلى مئات الآلاف من الناس كل شهر في جميع أنحاء الدولة الإسلامية التي نصبت نفسها بنفسها.
ويقول عامل في المساعدات الغربية "لدينا الكثير من السفن المباشرة التي تبحر للمناطق التي يسيطر عليها مسلحو الدولة الاسلامية". تقريباً معظم شاحناتنا تبحر عبر آخر الحدود التركية بالقرب من كيليس . في بعض الأحيان تتعرقل في طريقها، وعلينا أن ننتظر أسبوعين أو ثلاثة أسابيع في حال تم التعرض لها من قبل مسلحين وجماعات معارضة والتي ليست سعيدة بإرسال المساعدات إلى نقطة تفتيش للدولة الاسلامية".
وقالت متحدثة باسم مؤسسة ميرسي "إنه يوجد في المستودعات والمجمّعات الصناعية على طول الحدود الجنوبية لتركيا حاويات الشحن في انتظار أن تُفرَّغ. يقوم العمّال بتفريغ الصناديق التي لاتحمل علامات و يتم لاحقاً تحميلها في شاحنات تجارية. وتشمل المواد الغذائية القمح، الأرز، الطماطم المعلبة، السكر والزيت. أما الإمدادات الطبية هي العناصر الأساسية التي لا تتطلب التخزين البارد مثل الضمادات والأدوية الأساسية.
يتم نقل الشاحنات من ثُمّ عبر الحدود إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة السورية والمجموعات الإسلامية بما فيها جبهة النصرة، الفرع الرئيسي للقاعدة في سورية، والتي بدورها تقاتل أيضاً ضد داعش.
جددت داعش هجماتها، معزّزة بالإمدادات العسكرية الأمريكية المأخوذة من القوات العراقية المهزومة، ضد القوات غير الحكومية السورية بما في ذلك الأكراد والجماعات المدعومة من الغرب مثل الجيش السوري الحر.
وعلى الرغم من أن داعش تقاتل رسميّاً جبهة النصرة بالإضافة إلى الجبهة الإسلامية والجيش السوري الحر إلا أنه في أغلب الأحيان يُمنع عبور المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية للمناطق الخاضعة لسيطرتها.
وبحسب أحد العمال الذين يعملون جنوب مدينة غازي عنتاب التركية تقوم لجان الإغاثة السورية المدنية، المتواجدة في المكان قبل سيطرة داعش عليها، بمراقبة وتوزيع المساعدات.
من الجدير بالذكر أنه قامت الولايات المتحدة سابقاً بإدراج الدولة الإسلامية كجماعة إرهابية وقدمت مكافأة قدرها 10 دولار، 5.8 جنيه استرليني لمن يدلي بمعلومات تساعد بإلقاء القبض على أبو بكر البغدادي الذي نصّب نفسه مؤخراً خليفةً.
وبحسب الإندبندنت فإنّ المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية (داعش) في الرقة ودير الزور، بالإضافة إلى المساعدات الدولية، خصبة جداً وتنتج كمية هائلة من القمح في المنطقة، كما تملك دير الزور بعض أكبر حقول النفط في سورية.
وفي حديث للإندبندنت قال طبيب سوري يعمل لحساب منظمة غير حكومية طبية نرويجية في الرقة أنّ الدولة الإسلامية تقوم باستدراج الأطباء والممرضين برواتب كبيرة تصل لمئة ألف ليرة سورية(390 جنيه استرليني) مقابل ولائهم.
صحيفة الاندبندنت البريطانية-الإعلام تايم- القلم