بكين 12 أغسطس 2014 (شينخوا) بدأت محكمة محلية في العاصمة الصينية بكين مؤخرا النظر في دعوى تقدم بها شاذ جنسيا ضد شركة بيدو العملاقة الصينية في مجال البحث الالكتروني ، الذي يعد بمثابة "غوغل" الصيني، وضد مركز للاستشارة النفسية.
ورفع الشاذ جنسيا، ولقبه شياو تشن، الدعوى في مارس الماضي ضد المدعى عليهما بتهمة إضرارهما بصحته وكرامته الشخصية .
وتعد هذه الدعوى الأولى من نوعها في الصين حيث اتهم فيها الرجل المدعي عليهما بالقيام بأعمال تجارية تمييزية تجاه التوجه الجنسي للشواذ جنسيا.
وعندما قام المدعي شياو تشن بالبحث عبر الكلمات المفتاحية " علاج الشواذ جنسيا " في موقع بيدو في أغسطس 2013، أتى اسم مركز شين يو بياو شيانغ للاستشارة النفسية في بلدية تشونغتشينغ في مقدمة نتيجة البحث.
ثم اتصل شياو تشن تحت ضغط كبير من والديه بالمركز المذكور الذي أكد للأول أنه قادر وناجح في علاج الشواذ جنسيا ما شجع شياو تشن على تلقي العلاج المناسب لدى المركز.
لكن شياو تشن قال إنه تعرض لصدمات كهربائية مخيفة أثناء العلاج في المركز، علما بأنه عادة ما تستخدم الصدمات الكهربائية كطريقة للعلاج الفيزيائي في المستشفى الخاص للأمراض العقلية بشكل حذر.
ويشار إلى أن منظمة الصحة العالمية حذفت عبارة " الشذوذ الجنسي " من قائمة الأمراض في 1990، ثم قامت الصين بحذفها من قائمة الأمراض العقلية في 2001.
وأكد خبراء طبيون محليون أن أوساط الطب العقلي الصينية تتعامل مع الشواذ جنسيا كأشخاص عاديين بدلا من اعتبارهم كمرضى، منوهين بعدم وجود أي طريقة طبية أو نفسية لتغيير التوجه الجنسي للإنسان .
وعلى هذه الخلفية، رفع شياو تشن الدعوى ضد شركة بيدو ومركز شين يو بياو شيانغ للاستشارة النفسية بتهمة إضرارهما بصحته من خلال الصدمات الكهربائية وبتهمة تعديهما على كرامته الشخصية كونهما يتعاملان مع الشذوذ الجنسي كأحد الأمراض.
واتهم لي دوي لونغ محامي الدفاع عن شياو تشن بأن شركة بيدو انتهكت القانون من خلال تقديم روابط إعلانات الكترونية بشأن علاج الشواذ جنسيا الذي يعد عملا طبيا غير مشروع .
وقال شياو تشن إنه لو فاز في هذه القضية، التي لم تصدر المحكمة حكما فيها بعد، فإن ذلك سيعد دعما كبيرا للشواذ جنسيا، مؤكدا أنه سيتقدم بطلب للاستئناف فيما لو خسر القضية.
ولغاية الآن لم يحصل الشواذ جنسيا على قبول واسع في الصين لأن المجتمع الصيني لا يزال يهتم بالالتزام بالعادات والتقاليد، ولذلك اضطر كثير منهم إلى قبول العلاج النفسي تحت مساعدة والديهم.
تجدر الإشارة إلى أن الصين بدأت في محاولة في تعزيز التعليم الجنسي بين الطلبة في السنوات الأخيرة بدلا من التفادي المطلق للحديث عن هذا الموضوع ، حيث وضعت بعض المدارس الابتدائية مقررات تعليمية لأجل تعميم المعرفة الجنسية الاساسية بين التلاميذ ما يثير وجهات نظر متفاوتة في البلاد .