ولد الشاعر فهد بن صالح بن محمد العسكر عام 1910 لأسرة كويتية عربية محافظة، تنتمي لقبيلة الظفير . مولده ودراسته ووفاته بالكويت، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إماماً لمسجدها مسجد البحر، مما أدى لتربية الشاعر تربية دينية، ولقد تلقى دروسه في المدرسة الأحمدية بالكويت ، وبعد تخرجه سافر إلى السعودية طمعاً في وظيفة بالديوان الملكي ، وقد مدح الملك عبدالعزيز بن سعود بقصيدة طويلة . عين بعد ذلك بوظيفة كاتب بالقوات السعودية في منطقة عسير . إلا أن هذه الوظيفة لم ترض طموحه بوظيفة في الديوان الملكي مما دفعه إلى العودة إلى الكويت قائلاً قبل عودته : ( أنا من حملة الأقلام ، لا من حملة السلاح )، توفي والده تاركاً له ميراثاً جيداً وأخذ ينفق على نفسه من هذا الميراث إلى أن ساءت حالته الصحية وأصيب في عينيه، مما أدى لفقدانه البصر وبالتالي سوء حالته النفسية حتى توفي في 15 آب 1951 . كتب في الغزل والسياسة والمديح والرثاء . ورماه الكويتيون بالإلحاد فاعتزلوه، وبعد وفاته أحرق أهله أشعاره وأوراقه بناء على وصيته ( حتى لا يلوك الناس سيرته بالخير أو الشر )، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف ، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الأنصاري في كتاب ( فهد العسكر ، حياته وشعره ).
من قصائد الشاعر في إحساسه بالظلم من مجتمعه :
وطني وما ساءت بغير بنيك ، يا وطني ظنوني
أنا لم أجد فيهم خديناً آه من لي بالخدينِ
واضيعة الأمل الشريدِ وخيبة القلب الحنونِ
رقصوا على نوحي وإعوالي وأطربهم أنيني
وتحاملوا ظلماً وعدواناً عليّ وأرهقوني
فعرفتهم ونبذتهم لكنهم لم يعرفوني
وهناك منهم معشرٌ *** أفٍّ لهم كم ضايقوني
هذا رماني بالشذوذِ *** وذا رماني بالجنونِ
وهناك منهم من رماني بالخلاعة والمجونِ
وتطاول المتعصبون وما كفرت وكفروني
لا درّ درّهمُ فلو حزت النضار لألهوني
أو بعت وجداني بأسواق النفاق لأكرموني
أو رحت أحرق في الدواوين البخور لأنصفوني
فعرفت ذنبي أن كبشي ليس بالكبش السمينِ
يا قوم كفّوا ، دينكم لكمُ ، ولي يا قومُ ديني
إعداد : محمد عزوز