محرابيَ
المنذور للحسن الجليلِ
رهنٌ بما توحيهِ
ربَّات الحجولِ
رتَّبتُ مَنزِلَهُ
وقلتُ:
ألا لِجي واستمتعيه
ولا تبالي بالعذولِ
ولتُحْكِمي غلقَ المنافِذِ
كلها
دونَ التَّرَدَّي في مغبَّاتِ الخَجولِ
في هاهنا دنيا
تفيضُ مباهجاً وأدوا رؤاها
وابتنوا خُلقَ الذليلِ
هاجرتُهم
ومضيتُ منتَبذا إلى محرابِ عشقٍ
للجمالِ
وللجميلِ
يا شَفَّة الإحساسِ
يا وحيَ الرُّؤى
أدعو
فَلَبِ
العمرُ يُنْذِرُ بالأفولِ
سنَصوغُ من خابي الجُذى
مُتَوَقِّداً يزري بما في النَّفسِ
من وهمِ الذُّبولِ
فالنفسُ تذوي بالخواءِ
وتنتشي بالعبِّ حتى السُّكرِ
من دنِّ الخليلِ
هذي دناني
والتهاني عُتِّقَتْ فيها
فَفُضِّي الخَتمَ عنها
واسكبيلي
وتناولي
ماشاءَ توقُكِ
دونما سفحٍ
فهذا الخمرُ
من كرمٍ أصيلِ
يُهدى
لمن عرفوا طقوس الشَّربِ
لا يُشرى
وليسَ يباعُ
في السوقِ الرَّذيلِ
المُتَّقونَ
ووحدهمْ ندمانُهُ
فاستمتِعيهِ عقارَ طِبٍّ
للعليلِ
وأنا العجوزُ
وخبرتي قد خَمَّرَت في جانبيَّ الوعيَ
للعشقِ النَّبيلِ
ما دَنَّسَتْ دَنِّي ابتذالاتٌ
ولاقارفتُ فعلاً
قد يسيء إلى الشَّمولِ
عاقرتها
وأنا خبيرُ طقوسها
فشدت ْ أفانيناً
من الطَّربِ الأصيل
ِأهديتُ نِدماني الثقاة
لحونها
فتراقصو طرباً
على وقعٍ جليلِ
يا منعمينَ
على مغاني أيكتي بحضوركم
أولَمتَ للجمعِ الحفيلِ
فتعاورا هذي المعتَّقة
التي تهدي
إلى جنات أصحابِ العقولِ
لكن حذارِ
لكلِّ كأسِ ثغرُها
فلتُهنِ
ولتهنأ
ولكن بالأصولِ
أيلولُ يَشهَدُ
إنَّ بوحي صادِقٌ
يا أنتِ كوني شاهدي
وَدَليلي
هاني درويش (أبو نمير)
2892014