أينما تدخلت الولايات المتحدة الأميركية عسكرياً في أية بقعة من بقاع العالم، وبخاصة التدخل البري منيت بالهزيمة المغلفة بورق الانتصار أو تحقيق الأغراض وخلّفت وراءها مشكلات عالمية ومحلية وكوارث تدفع ثمنها الشعوب المستهدفة وعلى الأخص في المنطقة العربية.
معظم الأميركيين ومن موقع "ديلي بيست" يؤمنون بأن مساعي الإدارة الأميركية لما أسماه الموقع للإطاحة بالشر في العالم- ومن الشرور "داعش" ومنظومتها الإرهابية- تجعل الأمور أسوأ بكثير، وأنّ أميركا تضرّ أكثر مما تنفع عندما تخطط وتضع الاستراتيجيات، والموقع يشير إلى إستراتيجية الرئيس أوباما التي أسماها بالاستراتيجية البعيدة المدى للقضاء على "داعش" ومنظوماتها الإرهابية، وبُعد المدى هنا يعني أغراضاً استعمارية في المنطقة تخدم العدو الصهيوني.
الباحث الأميركي "ليزلي هاوارد" وهو من كتّاب الموقع نفسه يقول بأنّ الإدارة الأميركية تتخبط في استراتيجيتها- بعيدة المدى- ويستشهد بمواقف ومواقع عديدة لكنه يجزم بأنّ الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها هزيمة تنظيم "داعش" تكمن في العمل الجدّي مع إيران ومع الرئيس بشار الأسد، وأضاف بأنّه لا بدائل أخرى أمام الرئيس أوباما في هذه المعضلة..
هذا بعض من الانتقادات الأميركية التي يوجهها الإعلام والإعلاميون الأميركيون لسياسة بلادهم وللتذبذب والتردد وغموض الرؤية عند الرئيس أوباما في ظل إصرار الرئيس على تجنب التعامل مع أبرز وأهم عاملين في تحديد مسار المنطقة سورية- وإيران وفي ظل الانصياع التام سراً وعلناً لتنفيذ مصالح "إسرائيل" ولو على حساب المصالح الأميركية، ومصالح دافع الضريبة الأميركية الذي بدأ يتلمس انعكاسات هذا التخبط على الاقتصاد الأميركي.
ويعتقد العارفون وقد مضى أكثر من شهر على قيام التحالف الأميركي دون أن تحقق الضربات الجوية أية أهداف ملموسة لا بل جرى- وعن طريق الخطأ كما قيل- تزويد "داعش" بطرود من الأسلحة الأميركية من الجو انطلاقاً من أن إضعاف "داعش" أكثر من اللزوم الأميركية، وتقوية دور المدافعين عن عين العرب أكثر من اللزوم الأميركية أيضاً يُفقد الإدارة الأميركية بعضاً من أوراق اللعبة الدائرة الآن بين القصف الجوي والدعم الأرضي، وهذا ما يفسر "بُعد المدى" لسياسة أوباما والتحالف ولاستراتيجية القضاء على "داعش" والتي لا يستبعد المراقبون امتدادها زمنياً على المدى المفتوح بانتظار حصول ما يمكن تسميته "حدث دراماتيكي معين" يبدّل الفهم والاستراتيجية والواقع على الأرض..
اللعبة انكشفت.. وأدواتها عراة تماماً حتى من ورقة التوت، والمطلوب الانتقال من مواجهة المخطط المرسوم إلى هجوم مضاد يسهم كما الريح في الحت.. والتعرية السياسية.
فايز الصايغ-الإعلام تايم