علبة سجائر ممزقة قرب شاطئ إيطالي، عليها سهم كيوبيد يربط بين قلب «A» و«R»، ورسالة بالعربية تحمل أخطاء إملائية: «أنا كنت عاوز أفضال ماعك .. إوعى تنساني.. بحبك قاوي.. نفسي ما تنسي.. سالم يا حبيبتي»
"كنت عاوز افضل معاكي , اوعي تنسيني بحبك قوي , نفسي ما تنسي ,سلام يا خبيبتي "
هذا ما تركه شاب مصرى قرر أن الموت فى رحلة البحث عن حياة جديدة أهون من البقاء فى البلد الظالم أهله.
وصلت القصة إلينا مصادفة حين قضت المصورة الأمريكية لينسى أداريو أيامًا على شاطئ جزيرة صقلية بحثًا عن قصص المهاجرين، وعثرت على رسالة «A» وعرضتها على مترجم عربى، قبل أن ترسلها إلى إدارة تحرير «نيويورك تايمز» التى قررت أن مأساة الشاب المصري تستحق أن تتصدر الصفحة الأولى من طبعتها الدولية الصادرة يوم الخميس.
أجرمت الدولة فى حق «A» حين قدمت له تعليمًا فاشلًا لم يمكنه من كتابة ما كان يعتقد أنها آخر كلماته دون أخطاء إملائية، وأجرمت في حقه حين حرمته من العيش الكريم حيًا، وربما تكون حرمته أيضًا من الدفن بكرامة حيث يمكن لأمه أن تبكى على قبره.
عمر الهادي