الكاتب هيثم الطفيلي .………
لو كان الحق فرداً فأخبرني عن شخص لا يموت وإن كان الحق جيشاً فدلني عن جيشٍ كله لا يخون وإن كان الحق دولة فحدثني عن دولة لا تظلم. الحق فكرة لا تموت ولا تصدأ …. الحق هو مناصرة المظلوم أياً كان وخذلان الظالم أياً كان ، هل سمعت عن غيمة تمطر خيراً على مدينة طيبة ويستثني ماءها أحداً لأنه لا يعجب مزاجها أو سمعت بريح عاصفة تستثني شجرة تحبها.
حين تقرأ أغمض عينك عن اسم من يكتب فكم من شخص لا يعنيك قد نصرك بفكرة وكم من حبيب لك قد خذلك في فكرة ، وإن نصر أحدهم الحق مرة أو عشر مرات فقل فيه خيراً لكن لا تسمه بالحق ، فالحق أفكار خير أكبر من أن تجتمع قاطبة في رجل ولا تطابق شخص إلا حين يصبح بموته فكرة فهل تظن يا صديقي أن تشي غيفارا مثلاً انطبق على الحق قبل أن يموت ، لا هو لامس الحق كل حياته وحارب من أجله لكنه ما انطبق على الحق إلا حين نجا من الاستسلام والخيانة بالموت. الحق ليس رجل مقاوم بل هو فكرة المقاومة لذا فالمقاوم رجل حق ما دام يحمل فكرة المقاومة ، الحق ليس جيشاً لدولة بل هو فكرة الوطن في روح عناصره ما دامت هذه الفكرة في نفوسهم وإلا لكان الضباط الخونة المنشقون رجال حق. الحق ليس فكرة واحدة بل هو كل الأفكار التي تخدم الخير ، أبي رجل حق حين يحدثني ويدافع عن الأمانة والصدق و رجل مبتعد عن الحق حين لا يدافع عن حقوق حواء ، ذاك المجاهد الفلسطيني رجل حق حين يدفع بالموت عن شعبه ويوجه بندقيته في وجه المحتل الاسرائيلي و رجل باطل حين يأتي ببندقيته إلى وطني ليقيم إمارة نكاح.
أخيراً لا يوجد رجل حق مطلق إلا الشهداء ولا يوجد شر مطلق إلا اسرائيل وحلفائها لأنها قامت على مجموعة أفكار شر لا منتهية من سلب الأرض والتاريخ إلى الظلم والقتل والسرقة. شخصنة الحق كشخصنة الفكرة التي تقولها وأقولها أمر غير منطقي بتاتا فليس من المعقول أن تكون الشر في نظري إذا اختلفنا حول فكرة تظنها حقاً……ترجل من حصان عنادك وكن مع فكرة الحق حتى ولو لم يعجبك قائلها ، تذكر كم من الرجال حملوا الحق ثم خانوه أو ماتوا وما هُزم الحق وما مات.
أخيراً تعال أخبرك بأعظم جملة غزلية تقولها في رأس السنة لحبيبتك: "وليكن حبن كفكرة الحق باقياً للأبد حتى لو فني جنود الحق وحتى لو فنينا"