أتتني
وهالاتُ الضِّياءِ وشاحها
وعزفُ مساء الخيرِِ
لحنٌ تَرَنَّما
تَلَفَّتُّ
كي ألقى مسائي مغادراً
وحلَّ الصباحُ الخيرُ
وانفرَجَت سما
وبالدَّهشَةِ القُصوى التَبَكتُ
وَلَفَّني مِنَ الحُسنِ كَونٌ
فالبَيانُ تَلَعْثَما
فَفي غمرةِ النُّورِ المُباغِتِ لم أجدْ
سوى الصمت إجلالاً
لِرَبٍّ تَجَسَّما
تعالى إلهٌ يُغدِقُ النَّورَ سلسَلاً
ويهدي الحيارى
في سبيلٍ تَبَهَّما
تَجَلَّى
أنيسَ الإبتِسامِ
وَرأرأتْ بهِ الحورُ
فيضاً مِنْ شعورٍ تَبَسَّما
هوُ الحُسنُ
يقضي أنْ تَجِلَّ حَواسُّنا
وَنَحْمَدَ ما سَنَّ الجمالُ وأبْرَما
تَلَمَّستُ أطرافَ القوافي
تَوَسُّلاً
وعهدي بها جودٌ يَرِقُّ تَكَرُّما
فَرَقَّتْ
بإسعافِ القريضِ
يَمُدُّ لي
حبالَ بيانِ
كي أُعَبِّرَ مُغرَما
وَهَلَّتْ معانٍ
لَمْ تُشَب بِسِوى رُؤى
أضُجُّ بها مِنْ بعدِ عيٍّ تَحَكَّما
وَلستُ الذي يعيى ولكن بِدهشتي
وجدتَ البيانَ الحُرَّ مني تَبَكَّما
تَخَيَّرتُ مِنْ لطفِ البيانِ شفيفَهُ
وَخاطَبتُ رَيَّاها
فَرَدَّتْ تَكَرُّما
تَسامَيتِ
يا أَهدَيتِ نفسي
نَفائساً منَ الأنسِ
فيَّاضاً بِصَدري تَكَوَّما
لأحياكِ نبضاً
في الهواجِسِ والرُّؤى
وأتلوكِ آياً ،
في نَشيدِيَ ،
مُحْكَما
وَلَستُ الذي يخشى المَلامَ إذا تلا
وَجَوَّدَ ما يوحى ويخشى التَّأثُّما
فلا إثمَ قد يوحي السَّنا وَأُجِلُّهُ
وأَمتَنُّ إصباحاً أفاضَ وأَنْعَما
فيا سَعدَ صبحِ الخيرِ
هلَّ مُمَسِّياً
ويا الخصبَ غيداقاً سلاماً
تَنَمنَما
تباركتِ يا النَّجمَ الجوادَ بنوره
وبالدِّفءِ غَمراً للكواكبِ والسَّما
هاني درويش (أبو نمير))
101