اعداد منيرة احمد –القلم
لكل منا زاويته الخاصة ومرآته التي ينظر من خلالها للحب مفهوما وتطبيقا . الحب هذان الحرفان اللذان لم يتركهما أحد من التفكيك والتحليل والتركيب وصياغاة اعراب خاص بكل منا – منذ الازل يشغلان الناس ولكل منه مآرب ولكل عيده الخاص له — كما لكل موقفه وابداعاته وابتكاراته
فمن نابليون إلى بيتهوفن، ومن سيمون بوليفار إلى إميليا باردو باثان وكافكا ونيرودا، عبرت خطابات الحب من مجرد كلمات تعبّر عن مشاعر فرد إلى أوراق تاريخية.
الشاعر خورخي جيين
كتب الشاعر الراحل خورخي جيين: "رسالات الحب التي يقرأها آخرون/ تلك الرسالات التي/ باردة وعارية/ تقاوم رجفات الخجل أمام العيون التي تلمح بفحش اضطراب الأبرياء/ الاضطرابات الأشد نقاًء/ تلك الرسالات المختطفة/ المنتهكة ربما بحب آخر لا يمكن مقاومته".
كان جيين، لمدة 15 عاماً يرسل بانتظام شبه يومي رسالة إلى حبيبته التي صارت زوجته بعد ذلك جيرمين كاهين. كتب ما يقرب من نصف مليون كلمة في 793 رسالة بخط اليد ما بين 1919 و1935، وتم جمعها عام 2010 في كتاب "حكايات جيرمين". في 6 فبراير 1926، كتب جيين: "لا تصدقي أن كل مشاعري ليست أكثر من حسية، ولا تصدقي أني قد أحبك دون مشاعر، ودون حسية. أحبك، أنتِ، يا امرأتي". وفي رسالة أخرى يعترف "حبيبك، أنتِ، للأبد".
بيتهوفن وأنطوني
في رسالة حب جميلة تنسب إليه، يقول بيتهوفن لمحبوبته:"حبيبتي للأبد"، ويقول:"اهدئي، يا روحي، يا حبي، ليس علينا سوى مراقبة وجودنا بسكينة حتى نستطيع الوصول للنهاية معًا". هل كانت حبيبته هي أنطوني برينتانو، زوجة صديقه فرانز؟ أو الكونتيسة جوزفين برنسويك؟ منذ عثروا على تلك الرسالة، عقب موت بيتهوفن عام 1827، أثير جدل كثير حول من كانت المرسل إليها كلماته الرقيقة، التي يقول فيها :"أنا أسعد رجال العالم وأشدهم بؤسًا".
بوليفار ومانويلا
المحارب سيمون بوليفار عانى الأمرين في حب مانويلا ساينث، زوجة الطبيب الإنجليزي جيمس ثورن، إذ هجرت الطبيب لتعيش مع المحارب قصة حب متوترة. كتب بوليفار في خطاب لها: "أفكر فيكِ في كل لحظة وفي المصير السيء الذي كُتب لي. أرى أن لا شيء في العالم يمكن أن يجمعنا تحت تكهنات البراءة والشرف. أراه جيدًا، وأرى وضعنا الصعب الذي أنتِ فيه، لأن عليكِ أن تعيشي مع من لا تحبينه، وأنا يجب أن أفارق من أعبدها. نعم، أعبدك أكثر من أي وقت مضى"، وتؤرخ هذه الرسالة في أبريل 1825.
نابليون وجوزفينا
من قصص الحب المشهورة أيضًا قصة نابليون وجوزفينا، رغم الخيانات من جانبه. بعد زفافهما بـ 11 يوم، اضطر نابليون أن يرحل على رأس الجيش الفرنسي إلى إيطاليا، ومن نيزا كتب لها:"لم يمر يوم دون ان أحبك، ولا ليلة دون أن أحضنك بين ذراعيّ، ولا تناولت فنجان شاي دون أن ألعن المجد والطموح اللذين أبعداني عن روح حياتي. وفي وسط انشغالاتي، وأنا على رأس القوات وأتجول في أرض المعركة، لا أفكر إلا في معبودتي جوزفينا الوحيدة في قلبي، التي تشغل روحي وتستحوز على أفكاري". وفي النهاية يهجر نابليون جوزفينا من أجل ماريا لويسا دي أوستريا، ويرسل لها خطابه الأخير:"وداعًا، عزيزتي جوزفينا، استسلمي كما استسلمت أنا، ولا تفقدي الذكرى التي لن يجب أن ننساها أبدًا ولن تنسانا أبدًا".
جبران ومي
يقول فيكتور هوجو: "علينا أن نبحث في خطابات الرجال أكثر مما نبحث في أعمالهم، إذ هناك ختم القلب وأثر الحياة". وفي كتاب "كلمات الحب" للفيلسوف أنطونيو مارينا، يحلل أكثر من ألف خطاب ويسأل لماذا يكتبون خطابات حب؟ ويجيب:"بسبب الحب طبعا، لأن الحب تعبيري، وبسبب المسافة البعيدة، وبهدف الاقتراب، ولأنهم يعبرون بالكتابة أفضل من الصوت، ولخجلهم". ويشير المؤلف للحب الكبير بين جبران ومي زيادة "كانوا يتراسلون حتى تحولت الصداقة إلى شغف، ورغم ذلك لم يشعرا بالحاجة إلى اللقاء".
وبمناسبة عيد الحب، قامت بلدية باريس بمشروعٍ بعنوان "في 14 شباط، كلمات حبّكم ستُعرض في كلّ باريس"، وهو يقوم بدعوة من يحب أن يشارك مشاعره وأفكاره مع سكان العاصمة الفرنسية، عبر إرسال جملةٍ ليتمّ عرضها على اللوحات الالكترونية الموزعة في شوارع المدينة. وقد شارك حوالي 3500 شخصًا بمختلف العبارات، تمّ اختيار 170 منها.
وفضّل بعض المشاركين معايدة شريكه عبر عبارةٍ فكاهيةٍ من قبيل "لقد نسيتُ أن أخبرك أنك لم ترمِ كيس النفايات هذا الصباح، اشترِ الخبز للمساء، أحبك". وفيما جاءت بعض العبارات عاطفية كلاسيكية، أرسلت "زينب" رسالة حبٍّ لوالدتها "من باريس"، وكتب آخر "أنا أحبكم جميعًا، نعم أنتم جميعًا.. أنت، هناك.. إعلم أنّ ثمّة شخص ما يحبك".
امارئيس الوزراء التايلانديفق حذر النساء في المملكة من الرجال "المغازلين" الذين قد يحاولون استغلالهن في عيد الحب، حسبما ذكرت تقارير اليوم السبت.
وجاء التحذير الذي وجهه رئيس الوزراء برايوت تشان-أوتشا عشية عيد الحب الذي أصبح واحداً من أكثر العطلات شعبية في تايلاند، في الوقت الذي تعتزم فيه الشرطة شن حملات مداهمة للفنادق والحانات التي قد يتجمع فيها من هم دون السن القانونية.
ونقلت صحيفة "بانكوك بوست" عن برايوت قوله "لدي بنات وأشعر بالقلق عليهن.. الرجال مغازلون ومخيفون ويجب على الفتيات أن يلتزمن الحذر".
يذكر أن برايوت الذي استولى على السلطة في انقلاب عسكري في مايو (أيار) وأصبح رئيساً للوزراء في أغسطس (آب)، كان قد قاد حملة للأخلاق تهدف إلى إعادة السعادة إلى البلاد.
وفي النقيض تماما قال النائب الكويتي سعود الحريجي إن "ما يسمى بعيد الحب أو الفالنتاين هو مناسبة وعيد وثني من أعمال الجاهلية"، إذ "يجعلون إلهاً للحب، ونحن كبلد مسلم نرفض أن يروج لهذا العيد الوثني في بلادنا التي حباها الله وشرفها بعقيدة الإسلام، فنحن مسلمون وعقيدتنا هي عقيدة التوحيد الخالص لله عز وجل".
وحذر الحريجي الحكومة ممثلة في وزارات التجارة والإعلام والداخلية من التساهل في مواجهة تلك الظاهرة السلبية، والتي تتنافى مع تقاليد المجتمع الكويتي، على حد وصفه.
وقال الحريجي بحسب صحيفة السياسة الكويتية: "إن وزارة التجارة مطالبة بأن تمنع استيراد وبيع أي بضائع مخصصة لما يسمى بعيد الحب الوثني، وعليها أن تصدر تعميماً يحذر الشركات التجارية من عرض وبيع ما يخص هذا العيد الوثني، وأن تقوم بالمراقبة ومخالفة كل من يقوم بالترويج لعيد الحب بأي شكل من الأشكال ومصادرة ما يتم بيعه من سلع مرتبطة بهذا العيد الوثني".
وشدد الحريجي على ضرورة "أن تقوم وزارتا الإعلام والداخلية بمنع جميع الحفلات أو المظاهر الاحتفالية بمناسبة هذا العيد الوثني في التجمعات والشوارع والأندية، وأن تقوم وزارة الإعلام بمراقبة وسائل الإعلام لضمان عدم نشر ما يدل على هذا العيد الوثني بارتداء الملابس أو تعليق الورود الحمراء أو أي إشارة لهذه المناسبة الوثنية".
,والى بانكوك نطير حيث
نصحت إدارة مدينة بانكوك الشباب بترك الجنس في عيد الحب وزيارة المعابد أو الذهاب لإطلاق العصافير في الهواء أو الأسماك في الماء، لكن لماذا تشعر المدينة بالقلق من ممارسة الجنس في هذا اليوم بالتحديد؟
قال بيرابونغ سايشيوا، المسؤول في إدارة مدينة بانكوك، لرويترز "إذا كان الشباب يحبون بعضهم فعلاً، فمن الأفضل لهم أن يذهبوا لإطلاق العصافير في الهواء أو الأسماك في الماء أو أن يذهبوا إلى المعبد".
وأضاف بيرابونغ "الأفضل ألا ترهقوا عقولكم. لا تنشغلوا بأمر غير مناسب لأعماركم". وإطلاق العصافير من الأقفاص طقس محمود في البوذية يراه أتباع ذلك المذهب وسيلة لزيادة أعمالهم الطيبة.
وتشيع احتفالات الرابع عشر من فبراير المأخوذة عن الغرب في تايلاند، وتشعر الإدارة المحلية في بانكوك بالقلق من أن يقبل الشبان على ممارسة الحب. وتظهر استطلاعات رأي أجرتها وسائل الإعلام أن الشبان في تايلاند يختارون عيد الحب موعداً لفقد العذرية.
ويقول مسؤولو الصحة العامة إن تايلاند التي يقبل عليها السياح، بها أحد أعلى معدلات الحمل بين المراهقين في جنوب شرق آسيا وتعاني من معدلات إصابة بفيروس (اتش.آي.في) المسبب للايدز بين المثليين، تضاهي مثيلاتها في المناطق الأكثر تضرراً من المرض في إفريقيا.
ولا تزال تايلاند التي يدين أغلب سكانها بالبوذية، محافظة لحد كبير رغم ما يعرف عنها بأنها مركز لحانات المثليين والأندية الليلية وصالات التدليك. وفي هذا العام دفع قلق الإدارة من ارتفاع حالات الحمل بين المراهقين لتوزيع 3.5 مليون واق ذكري في 68 مركزاً صحياً و10 مستشفيات .
اما في اليابان فقد دعت مجموعة كاكوهيدو اليابانية لمسيرة إحتجاج في العاصمة طوكيو ضدّ عيد الحب "فالانتاين داي"، بإعتباره مؤامرة سخيفة لجني الأموال من قبل الرأسماليين المعنيين بصناعة الشكولاتة.
وأعلنت المجموعة في موقعها على الإنترنت "مؤامرة عيد الحب تطِّل علينا من جديد، وهي لا تفعل شيئا سوى أن تمتص الدماء، ويقودها رأسماليون طُغاه من محترفي صناعة الشوكولاتة، ومن أجل مستقبل أكثر إشراقا لنا جميعا، نحن ندعوكم للتضامن مع رفاقنا غير المعنيين بالحب، بحيث نُظهر جميعا معارضتنا لعيد الحب وتكتلات صناعة الرومانسية".
وتضمنت الشعارات التي رفعها المنظمون التابعون للتحالف الثوري المناهض لعيد الحب "حطِّموا عيد الحب"، "لا تنخدعوا برأسمالية الشوكولاتة"، و"المغازلة نوع من أنواع الإرهاب، أعلنوا الحرب على الإرهاب".