تتعرض بعض المواقع على شبكة الانترنت، كما بعض صفحات التواصل الاجتماعي، للاختراق وسرقة البيانات، و الهدف الرئيس تشويه سمعة الصفحات أو الاشخاص المعروفة بمواقفها الوطنية عبر نشر الأكاذيب.
صفحات ومواقع، اشتهرت خلال سنوات الحرب على سورية بدورها الهام في فضح جرائم الارهابيين، وكشف ما يرمون اليه من تنفيذ مخططات مشغليهم في الخارج، لتدمير الدولة السورية.
ولا يخفى على أحد أن العديد من مستخدمي الفيسبوك "في أيامنا هذه"لديهم المئات وربما الآلاف من الأصدقاء، لكن ما لا يعرفه الكثيرون، أنه كلما زاد عدد الأصدقاء، زادت فرصة سرقة بيانات الحساب مهما كانت درجة التأمين، وخاصة عند قبول طلبات الصداقة من أشخاص غير معروفين، وقد يعود ذلك الى عدم دراية الاشخاص بالخطر المحيط، أو عدم معرفتهم اللغة التي يتم التخاطب بها بين المستخدم و إدارة الفيس.
مثلاً، ليس كل المستخدمين يجيدون الانكليزية، فلا يعيرون اهتماماً لتأمين صفحاتهم من السرقة، فالثقة العمياء غير مطلوبة في الشبكة، والحذر هو أهم ما يجب القيام به قبل المباشرة بأي عمل الكتروني.
وفي هذا السياق، من المهم أن نميز بين السرقة والاختراق، فعملية الاختراق في مواقع الإنترنت هي استغلال "ثغرة" بمعنى "خطأ برمجي" لإحداث تغيير في الموقع غير مصرّح لك بإحداثه ربما يكون بسيط وربما يصل إلى درجة التحكم الكامل بالموقع وإخراجه عن سيطرة المدير، أما في حالة صفحات فيسبوك، فلا يمكن استخدام مصطلح "اختراق" لأن فيسبوك موقع مثل أي موقع آخر يقدم خدمات متنوعة، وكل مستخدم يمكنه الحصول على صفحة باسم معين والنشر عليها بعد ضبط خياراتها المتنوعة، بدون أي دور برمجي، لذلك الفيسبوك وكثير من المواقع الأخرى الهامّة تقوم بإجراءات حماية للحفاظ على أمان المستخدمين، وتطلب دوماً القيام بأمور متعددة كتزويدها برقم الهاتف الخلوي وإدخال رموز تحقق والإجابة عن اسئلة سرّية وإيقاف الدخول إلى الحساب من أماكن غير مألوفة دون تصريح. في الاونة الاخيرة ظهرت مجموعات هاكر بأسماء متعددة لإخفاء هويتهم الحقيقية والتحرك في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاصّ، وبدأ هؤلاء عمليّات القرصنة حين جرّتهم الرغبة بإبراز كفاءاتهم في مجال الإنترنت أمام أصدقاء لهم، لتتطوّر بعدها إلى اختراق أنظمة وبرامج حساسة، سعياً منهم إلى الاغتناء بطرق غير مشروعة، بينما اختار آخرون طريق القرصنة "لخدمة الوطن".
فـ"الجيش السوري الإلكتروني" هو مجموعة افتراضية (في الإنترنت) من الناشطين تقول عن نفسها "نحن لسنا جهة رسمية ولا مكلفين من قبل أحد، نحن شباب سوريون لبينا نداء الوطن والواجب بعد تعرض وطننا الحبيب سورية لهجمات على الإنترنت فقررنا الرد وبعنف باسم الجيش السوري الإلكتروني ونحن صامدون…باقون…سوريون"، وتستهدف المجموعة بعملياتها الافتراضية المواقع الإخبارية والمدونات التي تستهدف أمن الوطن.
ولم يرق لمجموعات العداء لسورية، النجاحات والانجازات التي حققتها المؤسسة العسكرية والسياسية والاعلامية، وحتى الاشخاص الوطنيين الذين بذلوا الغالي والرخيص لكي تبقى سورية موحدة، فبدأت بحربها الحاقدة على الجميع، فبثت الشائعات وسرقت بيانات بعض صفحات التواصل لمؤسسات وأشخاص لتمرر من خلالها سمومها الطائفية وشائعاتها الكاذبة، مستهدفة الروح المعنوية وتثبيط العزائم، عن طريق التأثير النفسي لأصحاب الصفحات، فقناة "تلاقي" التي وصل عدد معجبي صفحتها قريب المليون ونصف، ووصول منشورها بلغ حد 45_ 50 مليون، تعرضت لسرقة بياناتها، وذلك من أجل إيقاف دورها الوطني المؤثر، فموقع القناة حقق نجاح كبير خلال فترة قصيرة، وعن ذلك تحدث مدير موقع القناة الالكتروني علي سلمان لموقع "الاعلام تايم"، قائلاً أمن المعلومات الذي لدينا ليس بمستوى الحرفية التي يحاربوننا بها وتم الاختراق على هذا الأساس.. يوجد في الفيس ثغرات كبيرة جداً ومنها ثغرات قانونية ..حيث تم اختراق القناة عن طريق أحد الآدمن المسؤولين عن الصفحة عن طريق برنامج "التروجن". وعن استرجاع الصفحة قال سلمان "الشخص أو الجهة التي قامت باختراق الصفحة على مستوى عالي من الحرفية …وقد كان هناك مواد جاهزة للنشر بعد اختراق الصفحة مع حماية كبيرة لعدم الاسترجاع.. ونحن نتواصل الآن مع إدارة الفيس بشكل رسمي ..وبسبب تعقيدات العملية نحتاج إلى وقت".
وفي السياق تتعرض صفحات بعض الاشخاص الفاعلين الى السرقة كما حدث مع عضو مجلس الشعب السيد زهير طراف، ولأن طراف من المشهود لهم بخدمة الوطن بادر المكتب الصحفي في مجلس الشعب بتوضيح أن الأخبار المسيئة التي تتناقلها صفحات التواصل الاجتماعي المعارضة بخصوص النائب زهير طراف هي عارية عن الصحة وتندرج ضمن مسلسل التضليل الإعلامي. وفي لقاء خاص لموقع "الاعلام تايم" تحت قبة البرلمان قال طراف: "التضليل واضح جداً، ولايخفى على أحد حتى لو كان من المستخدمين الجدد لصفحات التواصل، فاستخدام تقنيات الصورة موجودة بشكل واضح، لكن المشكلة تكمن في وقع الخبر وما يحصّله من انتشار أثناء بثه للمرة الاولى فلا يمكن للمتلقي أن يدقق، خاصة ومن ينتظر مجموعة الهاكر مواقع إخبارية عديدة، لتباشر ببث الخبر على نطاق محلي وخارجي بشكل واسع جداً".
كيف أحمي نفسي ؟ (طارق ابراهيم_مرام جعفر)_مركز الاعلام الالكتروني |