كتب : أشرف كمال
إطلالتنا تلك مع شاعر عرف بالرزانه والكياسة ودماسة الأخلاق ، وبشاشة الوجه ، بسمته مفتاح للقلوب ، هو الشاعر السوري رفعت شميس الملقب بصقر شعراء العرب ، فهو شاعر فرض نفسه بقوه على الساحه الشعرية في أرجاء الوطن العربي ، يسقي متذوقي الشعر بكلمات ليس كالكلمات كماء هداج العتيق منساباً يروي ظمأ العطاشا ، تعانق قصائده هموم الناس كنخيل عندما يسلم جريدها على بعض في عصريةٍ شتويه ، تأتي كلماته عليله يستنشقها محبي الشعر كياسمينه نبتت في بستان.
تتهادى الحروف كاناشيد المساء ، ترتل اهازيج الغرآم ، فتصفق لك عنادل الدوح وتبتسم لنبض قلبك قطرآت الندى ، فتتراقص أوتار القلوب طربا ، وتترنح سكرى بعذوبه البوح، دعني أنحي قلمي قليلا ، وأقف إحتراما لك ولحرف قصائدك وأشد على يديك لهذا الإبداع ، الذي هز أركان المكان ، فقد كانت حروفك كالإعصار ، في وجه الأزرق ، وإبداعك فرض كلماته على الصفحات السحرية.
انه مبدع الحرف شاعر الإحساس، فخلف كل قلم قصة تحمل في طياتها مشاعر متناثرة وحروف مبعثرة وسطور يكمن بداخلها اكثر من معنى ، ولكن احيانا تظهر خلاف ما تبطن وهناك قلم قد يرسم أيضا خلاف ما يعني فقد يرسم بسمة ويخفي غصة ، ينثر مرح ويخفي بقايا جرح ينعش ذكرى ويكتم عبرة ، ومن هذه العبارات اجمع شتات قصة لقلم به كتبت سطور حياة شاعرنا الجميل رفعت شميس .
حروف قصائده الشعرية كلها تنطق ، بأنه علمتنى الحياة ان أجعل ما اظهره وصف لما اخفيه ، وان لكل غصة نهاية اصنعها أنــا وعلمتني ان الامل جسر الى الفرج والى تحقيق ما اطمح له وان الصبر هو من يقوم ذلك الجسر ، علمتني الحياة ان اقود الهم والحزن وما اليهم ولا أقاد لهم ، علمتني ان أجعلهم في هامش صفحات حياتي وان اعيش اليوم وافكر في الغد ولا انظر إلى الماضي فأنـا استطيع وكل من مثلي يستطيع ان يكون أميـر نفسه بما علمته الحيـاة ..
كثيرا ما تتخطف الكلمات في ذهني وتتماوج العبارات في مخيلتي ، وعندما أُمسك بالقلم أبــــــحــــر ولا أرى الا وقد وصلت إلى نهاية صفحتي ،لــذلــك اردت ان تكون لي مـدونة اجمع بها شتات أحرفي والملم بــهــا تناثر عباراتي ، فكل كتابة لـي معها قصة قلم تـرسم بـداية ونـهاية لكتاباتي وتزخرف بــها أحرفــي ، فهي ليـست مجرد مدوونة ولكن هـي أشبـه بـمملكـة تضم كل ما يحتويه ذاتي ، وتكشف كل ما يخفييه غموضي .
وكل ما ينثرهـ قــلمي ،لتكون كتاباتي من وحـــي قـلمي الـخــاص، في كل كلمة من كلمات أشعاره التي استطاع أن يبث الروح في سطورها تطرب الآذان بسماعها، وتتمتع العين عند قراءتها، فبموهبته استطاع أن يمزج بين التجديد والنهضة الأدبية وبين قوة الإحساس والعاطفة التي تتزين بها سطور أشعاره، ولسفره بين بلاد الشرق والغرب دور كبير في التجديدات التي يضفيها على قصائده، فأبهرنا بالصور الجمالية التي ينتقيها بكل عناية ، وبأفكار قصائده السياسي منها والإجتماعي التي لا ينافسه فيها أحد، وسعة خياله التي امتلكها منذ الصغر، كانت موهبة من الله استطاع أن يقدرها، ويوفيها حقها.
فكان خياله يصل لأبعد مما وراء البحور والمحيطات، بكل إبداع ورقي، لم يقدم يوما شعراً أو كلمة واحدة مبتذله يعيبه القارئ عليها، فكان ذو بديهة، لا يشعر بالصعوبة لتنظيم قصائده، فهو دائما حريصاً على تمضية أغلب وقته في التفكير فيما يكتب، وكيف يكتب، فيتمتم دوماً بكلمات أشعار، وقوافي متناسقة يرتبها في ذهنه، ليصل لفكرة راقية مبدعة، فاستحق بذلك لقب (صقر الشعراء ) ، لكونه فى لمح البرق يتمكن عطر حرف قصائده من إختطاف اللباب العقول ، وإنتزاع وجدان القلب ، فى عالم أخر مملوء بالتخيل الشعري الجميل .
ولك عزيزى القاريء نسرد فى سطور السيرة الذاتية للشاعر رفعت شميس ، تولد عام 1962 ، القصيبة – سورية ، اجازة في الأدب العربي – جامعة حلب ، مارس العمل الصحفي ولا يزال كما مارس تدريس اللغة العربية ومواد أخرى خلال فترة الدراسة الجامعية وبعد التخرج ، ثم عين رئيسا للمركز الثقافي العربي في رأس العين محافظة الحسكة 1995 – 2004 ، ورئيسا للمركز الثقافي العربي في اللاذقية . 2004 – 2007 ، المشرف العام على مواقع الإنترنت في وزارة الثقافة . 2005 – 2014 ، جمع بين الأدب والعلم فألف عدة كتب أدبية في مجال القصة وعلمية تتعلق بالحاسوب والمعلوماتية والإنترنت .
وعضو مشارك في إتحاد الصحفيين ، عضو الجمعية السورية للمعلوماتية ، رئيس تحرير الموقع الالكتروني ( القلم ) ، كاتب في مجال الدراما والمسرح وباحث ، شارك في العديد من الأمسيات الشعرية والقصصية في عدد من محافظات القطر ، حاضر في العديد من المراكز الثقافية في موضوعات ثقافية – أدبية – علمية – سياسية ، إضافة إل
ى ما يتعلق بإدارة الموارد البشرية،
حيث تحدث صقر شعراء العرب لجريدة مصر اليوم ، بأنه لم يكن حدثاً عاديا ..أن يجتمع في لبنان عدد من شعراء الوطن العربي الذين ، توافدوا من عدة أقطار في مهرجان الشعر العربي الذي أقامته مدرسة النهضة ، الأدبية بالتعاون مع هيئة الحوار الدائم في لبنان ، وهو ليس بالحدث العادي لأنه المهرجان الشعري الأول الذي يقام خارج دولة ، التأسيس فمنذ تأسيس مدرسة النهضة الأدبية الحديثة على يد الشاعر المصري محمد عبد العزيز شميس ومعه كوكبة من شعراء مصر والعالم العربي
وأقيمت في مصر بعض اللقاءات الشعرية إلا أن التوجه إلى عروس الشرق العربي لإقامة مهرجان الشعر العربي فيها يعد حدثاً استثنائيا ، فالمدرسة التي ولدت في مصر ، ومنها انطلقت إلى باقي دول الوطن العربي ما تزال حديثة الولادة ، وأن الإعلام المصري ساهم في الحديث عن إعلان ولادتها ونشاطها ، وأقول إنه ليس حدثا عاديا لأن لبنان الذي أنجب بعضاً من عمالقة الشعر العربي عبر عقود من الزمان ، هو الذي استقبل شعراء المدرسة المتوافدين من كل حدب وصوب .
أقيم المهرجان بالتعاون مع هيئة الحوار الدائم التي يترأسها الشاعر اللبناني عبد الكريم بلعبكي ، وبرعاية كريمة من وزارة الثقافة اللبنانية ، وبمشاركة من شعراء من دول عربية متعددة ..وكانت القصائد بتنوعها تعكس صور بيئتها التي ولدت فيها ، فإذا نحن أمام تنوع فني في الشكل والمضمون والأسلوب والرؤية الشعورية ، ولأن الشاعر ابن عصره متأثراً بمحيطه فقد جاءت القصائد في أغلبها لتعبر عن الواقع المعاشي الذي يحياه الانسان العربي ، في ظل كم هائل من التحديات والعقبات .
ونحن هنا لسنا في حالة نقد لما ألقي من قصائد إلا أننا يمكننا أن نقول بثقة إن أقلاما عبقرية أبدعت فنالت استحسان متذوقي الشعر ، ومما لفت الانتباه غزارة الحضور فقد كانت القاعات تغص بالحاضرين ، سواء في قب الياس أو في انصار أو طرابلس أو بيروت ، وهذا يعكس مدى إهتمام الجمهور اللبناني ببضاعة الشعراء ، التي كادت تكسد في دول عربية عديدة ، ربما بسبب هيمنة وسائل الحضارة الحديثة ، وإنشغال الناس بهموم حياتهم اليومية ، ولعل إقامة مهرجان للشعر العربي بمشاركة متعددة لمدرسة أدبية حديثة الولادة يدل بشكل أو بآخر ، على حرص واهتمام مؤسسيها وأعضائها على نشر الثقافة الأدبية وخدمة أهداف المدرسة .
حيث القي الشاعر رفعت توفيق شميس ، رئيس فرع مدرسة النهضة الأدبية الحديثة بسوريا ، بقصيدة ( قراءة فى الدفتر المفتوح …. أصالة الشعر … ولادة شهيد …. )، وذلك بمدينة قب الياس والنبطية وطرابلس وبمسرح الأونسيكو ببيروت ، فنال عنها درع التميز من الدكتور عبد الكريم بعلبكى رئيس هيئة الحوار الدائم ، ونائب الأمين العام لمدرسة النهضة الأدبية الحديثة ، ومسؤل لجنة العلاقات الدولية بالإتحاد الدولي للصحافة العربية ، وشهادة تقدير من الشاعر محمد عبد العزيز شميس أمين عام مدرسة النهضة الأدبية الحديثة ، ودرع التميز من إخلاص غصه ، سفيرة السلام ومسؤلة العلاقات الدبلوماسية بالإتحاد الدولي للصحافة العربية بسوريا ،وشهادة تقدير من عبد الكريم الأرناؤوط ، رئيس مجلس إدارة صوت الأرناؤط العالمى للثقافة والفنون ، وأخيرا شهادة تقدير من الصحفى أشرف كمال أمين مساعد الإعلام بالإتحاد الدولي للصحافة العربية .