تدعى دورة الفصول الاربعة باللغة السورية القديمة باسم /DWRR دورر-/ اي ( الدوران او دورة الفصول من الصيف الى الخريف الى الشتاء الى الربيع و نلاحظ اننا احتفظنا بالكلمة البابلية السورية القديمة في صيغة /دورة /. و كان العلماء السوريون القدماء يدرسون و يرصدون حركة الشمس و القمر و كل تنقلات الكواكب و الاجرام و يحاولون معرفة ما قد يحدث قبل ان يحدث. و كانوا يبذلون جهدهم لتدوين كل ما يكتشفونه على الواح حجرية -طينية حتى تبقى معرفتهم المكتسبة في علم الفلك محفوظة يعتمد عليها و يزيد عليها من يأتي بعدهم لأن علم الفلك كان مادة عالية الاهمية في الدراسة. كما انهم ابتكروا الالات الضرورية لقياس حركة الزمن اطلقوا عليها باللغة السومرية اسم( ديب -ديب-DIB-DIB)التي تعني مر-جرى -انقضى و هي بقيت في لغتنا الحالية في صورة -دبّ /اي مشى او تقدم / و في صيغة -دبدبة / . اي اسم الات قياس الزمن بالبابلية فهو قريب من السومرية / تيفيفو-ديب ديببو/ و نرى فيه ايضا صيغة – دبّ/يدبّ /اي يمشي و يتقدم .و كان هذا الاسم المشترك يطلق ايضا على معدات قياس نسبة المياه ة و سرعة جريانها .و كان هذا المقياس الزمني يسمى بالسورية البابلية ( موزيببو) و هو اعطى فيما بعد كلمة ميزان و كلمة ( مزراب ) و فعل / مزمز / اي شرب على مهل ..امافيما يخص قياس الزمن فقد اعتمد اسلافنا السوريون القدامى على دورة القمر او الشهر القمري المؤلف من ثلاثين يوما .
و قسموا السنة الى 12 شهرا .و كانت السنة تبدأ قي اول الربيع و في حالات اخرى في بداية الخريف. و ذلك حسب التبدلات القمرية .
و كان ُيطلق علىعلى السنة بالسورية القديمة اسم ( شنتو ) و هو بقى نفسه في صيغة ( سنة) .و على الاسبوع اسم ( شبتو / يعني سبعة عدد ايام الاسبوع و من هذه الكلمة جاءت كلمة ( اسبوع).
و اسم الرقم 7 سبعة.و كان اسلافنا ) و لا زلنا نحن ايضا ) يعتقدون ان حياة الانسان مكتوبة في لوح محفوظ نعثر فيه على قدر الانسان و عدد ايام حياته.
و كان القدر الذي لا يمكن الخلاص منه اسمه ( فاطوم – و منه اسم فاطمة في صيغة التصغير ( فطوم) يعني نفس الكلمة و هي تأتي من جذر /تم/يتم/ اي ما سوف يتم و يحدث.
و هو اسم دخل الى اللاتينية في نفس الصيغة السورية و في شكل ( فاتوم – Fatum). و له نفس الدلالة / القدر المحتم.و كانوا يعتقدون ان قدر كل انسان يبدأ عند الولادة و بعد قطع ( الحبل السري ) الذي كانت تقوم به كاهنة -طبيبة .ثم ، و بعد خروج المولود من رحم امه فقد كانت القابلة القانونية تحمل الطفل من قدميه و تصفع قفاه حتى يبدا في الصراخ يعني التنفس.ثم كان يتم رفع صلوات و ابتهالات لابعاد الارواح الشريرة عن المولود الجديد.
و الروح الشريرة كانت تدعى بالبابلية/ طمو )يعني من فعل / طم -يطم/ و لا نزال الى اليوم نستخدم هذا الاسم في قولنا عن شخص لا نحبه ( طمامة تطمو .)و كانت عملية قطع الحبل السري تتم حسب طقوس خاصة تتم خلالها قراءة و انشاد بعض النصوص و القصائد المقدسة .
و كانوا يطلقون على المرأة الحامل اسم ذو دلالة هو ( السفينة المحملة بالطيبات وكل ما هو مليح -يعني الحياة الجديدة التي يمثلها الطفل ).
. و كان يطلق على خروج المولود من رحم امه اسم ( شالمو ) يعني ( بالسلامة. . او ، ان كل شئ تم بسلام .) و كانت القابلة تلجأ بعدئذ الى مسح بطن الام بالزيت تكريما لها حيث ان زيت الزيتون ا كان يعتبر مادة مكرمة و بالزيت كانوا يمسحون رأس الملك الجديد يوم تتويجه و اسم طقس المسح هذا هو بالسورية القديمة: ( مشحو ) يعني مسح /يمسح .و منه اتى اسم المسيح ، يعني الملك الممسوح بالزيت المقدس .
و ايضا فعل /مسح/ يمسح/.ثم فقد كان يتم تسجيل المولود الجديد في دائرة النفوس لكي يحصل على وثيقة رسمية تحمل اسمه و اسم ابيه و اسم امه .فيصبح مواطنا يتمع بكل الحقوق و عليه ما عليه من واجبات.و يجد القارئ هنا مسردا لبعض الاسماء( السورية )السومرية و البابلية التي كانت تطلق على الشهور و على الاعمال الخاصة التي ينبغي القيام بها بكل شهر .اولاً شهر/ رأس السنة او السنة الجديدة ( اكيتو ) و كان هذا الشهر يسمى بالسومرية / بار-زاغ-غار / و بالبابلية / نيسانو او نيسان /و كان الاحتفال بالسنة الجديدة يتم عموما في اواخر /اذار/ بداية /نيسان / حيث يتم الاحتفال بعيد الربيع و تجدد دورة الفصول/ عيد اكيتو /.و لقد احتفظنا بالاسم السموري / اكيتو/ حتى اليوم في صيغة /قوت/ التي تدل على الغذاء .و في نيسان تتم قيامة اله الخصوبة السوري من الموت .ثم، و بعد نيسان ، فهناك شهر اسمه بالسومرية / غو-سي-سا / و بالبابلية / ايارو / اي ايار / و هو الشهر الذي يبدأ فيه تكاثر البهائم و الحيونات .
يأتي بعد ذلك شهر اسمه بالسومرية / سيغ-غا/ و بالبابلية / سيون /-الذي اصبح حزيران /و هو الشهر الذي كان مخصصا لبناء البيوت و المعابد و القصور. و ربما كان اصل اسمه ( سين ) اي القمر .بعد حزيران يأتي شهر اسمه بالسومرية / شو -نومون-نا / و بالبابلية /دموزي/ اي /تموز / و هو كان الشهر المخصص لبذر الحبوب في الحقول. و فيه يموت اله الخصوبة .اما الشهر الذي يليه فاسمه بالسومرية / ني-ني-غار / و بالبابلية / اب / و يعني الحرارة . و لا زلنا الى اليوم نقول عن اب:اب اللهّاب / للدلالة على الحرارة في هذا الشهر.
بعد اب يأتي شهر اسمه بالسومرية / كين-نين-ني/ ( اي الملكة ) لأنه كان شهر عيد السيدة السماوية السومرية العذراء( اننانا ) . او عشتار /و فيه كانت تتم احتفالات كلها بهجة و فرح و غناء و زغاريد لذلك حمل هذا الشهر يالبابلية السورية اسم ( ايلولو ) من جذر /هلل/يهلل/ تهليل/( هللوا لله ) لأنه بداية انتهاء جفاف الصيف و بداية مجئ الخريف مع امطاره التي تحتاجها الحقول. و لا تزال الزغرودة الشهيرة( الزلغوطة ) في بلادنا تحمل و الى اليوم اسم هذا الشهر في صيغة شهيرة هي /لي..لي.لي / و هي خاصة بالنساء اللواتي يزغردن في الافراح.ثم يأتي شهر اسمه بالسومرية / دول-كو / و بالبابلية / تشرينو / اي تشرين الاول و فيه يقع عيد الخريف.
ثم شهر اسمه بالسومرية / ابين-دو / و بالبابلية / ارا-شام/ اي شهر الحراثة و قلب التربة و هو يقابل تشرين الثاني.
اما كانون الاول (الشتاء ) فكان يحمل اسم بالسومرية هو / غان-غان-نا/و بالبلية اسم /كي-سليم /.ثم يأتي شهر اسمه بالسومرية / اب-با-اي/ و بالبابلية / طيبت / اي كانون الثاني. و هو شهر تكاثر الاسماك و الحيتان .اما شهر شباط فكان يحمل بالسومرية اسم /زيز-ام/و بالبابلية اسم / شباطو /.اما شهر /اذار / فكان اسمه بالسومرية / شي-غور-كو / و بالبابلية / ادر -او ادارو/ . و نرى في اسمه البابلي صيغة/در-يدر/ اي نزول المطر .و نقول حتى اليوم بالسورية اذا بدأ المطر بالنزول /بلشت تدردر /.اما فصل الشتاء فكان اسمه السومري / انتيم/ و لا نعرق اسمه بالبابلية.و كانوا يطلقون على فصل الصيف بالسومرية اسم / ايميش/ و بالبابلية / اومما-توم .
/ و اخيرا اشير الى ان السنة السورية القديمة كانت تتالف من 360 يوماً .
ف.م.-2016-باريس