الجنين

فجعله
كحبةِ رمانٍ تتلوى
على غصنٍ
 أنهكه القحلُ والجذبُ

فجلبتُ
كلَّ أقلامي ألونها
لِيُخْلَقَ
 من ليلها العجبُ

رسمتُ
أنهاراً وأمطاراً وأقماراً
كتبتُ أفكاراً وأشعاراً
عزفتُ أوتاراً
 كشفتُ أسراراً

فقالت
تأنى ياهذا ولاتفعلْ
 مالم يحلله لنا الربُّ

فكتبتُ وعقدتُ وحللتُ
وفتحتُ شراعيَ
وأبحرتُ
 فأثمرتْ على ضفافها الرُطَبُ

رسمتُ حدوداً لخارطتي
 وبنيتُ قصراُ لعاشقتي

وعشنا
 تُعانقنا السُحُبُ

فصارتْ سماؤها مطراً
وتلألأ وجهها قمراً
وفاحَ جسدها عطراً
 وهامت على ثغرها .. حلبُ

وفي مرة سوادُ الليلْ
خيَّمَ
على جسمها المبتلْ
ورسا في شواطئها
وفضحَ سرَّ مفاتنها
وشوَّه كل محاسنها
 وجَثَمَ على صدرها محتل

حرق العقد والتحليلْ
وبالتزويرِ والتدجيلْ
سلبَ الدُخلةَ والإكليلْ
وصرتُ بأحضانها
مختلْ
 أبحثُ في الدجى عن حلْ

تنشقُ الظلمةْ تنادينيْ
عن نورٍ يبدو بجبينيْ
أَنْ أَسْكُنَ حضنكَ إحمينيْ
في رحميْ
 طريقُ جنينكَ قد ضَلْ

بداخلي يرقدُ محتارا
تسيلُ دموعهُ مدرارا
يصرخُ ..
عالمكم يحكمهُ سُكارىْ
 والعقلُ مريضٌ معتلْ

سأبقى في رحمِ أميْ
دُنياكَ تَزَيدُ في همّيْ
أَمَنْ يأخذُ أمي هو عميْ
في عَتمتيْ
 أبحثُ عن حَلْ

د . جهاد صباهي
من مجموعته الشعرية الأولى ( قصائد بلا حجاب